• 

عقدت وزارة الدفاع البريطانية صفقة مع شركة ناشئة لاختبار استخدام حواسيب كمومية في الدبابات.

والمميز في الحواسيب الكمومية التي سيجري اختبارها أنها لن تحتاج إلى التبريد، بحسب ما أوضحت شركة "أوركا"؛ الطرف الثاني في الصفقة، إذ أن تشغيلها ممكن في ظروف حرارة متطابقة مع الحرارة داخل الدبابة، كما أنها لا تتطلب تخصيص مساحة كبيرة ويمكن تثبيتها في مساحة تعادل مساحة حاسوب محمول تقليدي.

ولا يوجد لدى الوزارة البريطانية تصور كامل حول الفوائد المحتملة لتنصيب حواسيب كمومية في الدبابات، ولكنها تهدف إلى استكشاف ما يمكن لهذه التقنية الحديثة فعله في مركباتها الحربية.

وسيكون على الطواقم العسكرية البريطانية المساهمة في تحديد التطبيقات والبرمجيات المطلوبة في عملهم في حال استخدام الحواسيب الكمومية أثناء قيادتهم الدبابات.

وفي العادة، تمتاز الحواسيب الكمومية في قدرتها على حل عمليات رياضية معقدة بسرعة قياسية، لذا فإن الهدف من اختبار تنصيبها داخل الدبابات استكشاف إمكانية استخدامها لأهداف غير تقليدية.

ونظرياً يمكن اعتبار الاتصالات هي المجال الأول لاختبار الحواسيب الكمومية في الدبابات، كما في تشخيص الأهداف وإدارة أجهزة الاستشعار.

كما يُتوقع أن تجعل هذه التكنولوجيا معالجة المعلومات لقرارات القيادة في ساحة المعركة أكثر مرونة، وتقلل من مخاطر مشاركة البيانات مع أجهزة الكترونية خارج ساحة المعركة.

ولن تكون بريطانيا الدولة الأولى التي تختبر تقنية الكمومية في آلتها الحربية، فقد سبقتها الولايات المتحدة الأميركية والصين وأستراليا إلى هذا المجال، خاصة وأن الاستفادة من التقنية نفسها تتجاوز المجال العسكري إلى مختلف القطاعات الحيوية في العالم.

وفضلاً عن سرعتها الفائقة التي لا توفرها الحواسيب التقليدية، يمكن للحواسيب الكمومية تأمين اتصالات عند مسافات غير مسبوقة وحمايتها من التنصت.

ويعتبر العلماء عامةً أن قدرة أجهزة الكمبيوتر الكمومية على إجراء حسابات متعددة في وقت واحد تجعلها أحد الأصول الهائلة لتحسين لوجستيات الدفاع، إذ يمكن للحاسوب الكمي فحص جميع الاستراتيجيات الممكنة وتحديد الحل الأسرع أو المنخفض الطاقة بسرعة، من أجل تحديد مسار السفر المفضل للجيش، والذي من المرجح أن يزيد من كفاءة وسرعة العمليات العسكرية.

وتعتمد أنظمة التسليح المعقدة بشكل متزايد أيضاً أحجاماً ضخمة من البيانات، فتتطلب مقاتلة "أف 35"، على سبيل المثال الآن، أكثر من عشرين مليون سطر من الكود (الرموز) لتكون جاهزة للعمل بالكامل. ويمكن أن توفر أجهزة الكمبيوتر الكمومية ميزة استراتيجية من خلال تحسين كفاءة التحقق من صحة الكود، حيث يتم نشر الأصول الدفاعية في سيناريوهات فائقة السرعة.

كما يمكن للحواسيب الكمومية أن تلعب دوراً محورياً في فك تشفير الاتصالات والبيانات الأخرى، وهي مسألة بالغة الأهمية في الميادين العسكرية.