دراسة: تطور قدرة مجموعة الـ 77 على التحمل في الأمم المتحدة بين 1970 - 2015
سجل تصويت دول الجنوب العالمي، عبر تتبع أداء مجموعة الـ77 في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشير إلى أنها لم تكن راضية تاريخياً عن النظام الدولي الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة، بحسب دراسة في موقع جامعة "كامبريدج".
تناول تقرير بحثي في نشره موقع جامعة "كامبريدج" البريطانية، للباحث نيكولاس ليز، بعنوان "قدرة مجموعة الـ 77 على التحمل في العلاقات الدولية: أيديولوجية جنوب -جنوب والتصويت في الأمم المتحدة بين 1970-2015"، قضية تطور العلاقات الدولية والمواقف السياسية لدول الجنوب المنتمية لمجموعة 77.
في ما يلي ترجمته إلى العربية:
يشير سجل تصويت دول الجنوب العالمي، عبر تتبع أداء مجموعة الـ77 في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال نحو نصف قرن، إلى أنها لم تكن راضية تاريخياً عن النظام الدولي الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة.
فالسردية الغربية، وفي محاولة تحليل هذا النمط، تشير إلى أن السبب يكمن في أن "هذه الدول تعبر عن استيائها لأنها غير ديمقراطية وغير ليبرالية".
وفي مواجهة هذه التفسيرات، تتحدى دراسة نشرتها جامعة كامبريدج هذه السردية، وتجادل الدراسة بأن السبب هو أن "مجموعة الـ77 تتألف من مجموعة متنوعة من الدول المتأثرة بأيديولوجية مشتركة بين الجنوب، وتتمتع أيديولوجية السياسة الخارجية هذه بتاريخ فكري مفاهيمي متميز، كما ترتكز على تجربة مشتركة للهيمنة الاستعمارية والمحيط الدولي.
وتختبر الدراسة، التي تأتي تحت عنوان "صمود مجموعة الـ77 في العلاقات الدولية"، هذه الحجج، من خلال دراسة التأثير المتبادل بين دول المجموعة وموقف التصويت في الأمم المتحدة.
وتفكك الدراسة أنماط التصويت على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما تحلل نصوص خطابات المناقشة العامة في الجمعية، وتصل إلى خلاصة تعزز الحجة القائلة بأنّ مجموعة متماسكة من الأفكار المشتركة تشكل كيفية تصور القضايا العالمية وتأطيرها من قبل أعضاء محموعة الـ77.
وتشير الدراسة إلى دول الجنوب، شاغلي القطب غير الغربي في الأمم المتحدة، احتفظت بدرجة عالية من الوحدة داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالرغم من تنوعها من حيث المؤسسات السياسية والطابع الأيديولوجي لأنظمتها.
ففي الفترة ما بين عامي 1999 و2010، صوّتت دول مجموعة الـ77 جنباً إلى جنب في ما يزيد عن 75% من الوقت.
كذلك، في بعض دورات الأمم المتحدة، حققت المجموعة قدراً أعظم من التماسك في التصويت مقارنة بالمنظمات الإقليمية الأصغر والأكثر تجانساً، ويبدو أن المجموعة بحسب الدراسة قادرة على تحقيق مستوى من التماسك يمكن مقارنته بالتجمعات الاخرى في الأمم المتحدة، على الرغم من عدم تجانسها الاقتصادي والسياسي.
ووفقاً للدراسة، فإنّ ما يجمع دول الجنوب العالمي (مجموعة الـ77) هو أيديولوجيا مشتركة للسياسة الخارجية تم تأسيسها خلال عملية إنهاء الاستعمار، والجهود التي بذلتها دول ما بعد الاستعمار لإنشاء سيادتها والدفاع عنها.
كما تلفت الدراسة في إحدى خلاصاتها، إلى أنّ بيانات تحليل التصويت والمقارنة تشير إلى أن عضوية مجموعة الـ77 كانت مرتبطة بقوة بالتصويت ضد الولايات المتحدة وحلفائها في الأمم المتحدة.