"سباق الدم" للفورمولا 1 في البحرين... الصرخة مستمرّة
مجدّداً ترتفع الصرخة ضد سباق البحرين للفورمولا 1. النظام البحريني يسعى لتلميع صورته من خلال هذا السباق، علماً أن السعودية أيضاً تسير في هذا الاتجاه باستضافتها أول سباق للفورمولا 1 هذا الموسم.
تنطلق اليوم بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا 1 لموسم 2021. السباق الأول سيكون في البحرين. مجدّداً يعود الحديث عن هذا السباق وكيف يستغلّه النظام البحريني لتلميع صورته أمام العالم في وقت يمارس فيه القمع تجاه المعارضة البحرينية ومطالبها المحقّة ويزجّ بالمعارضين في السجون متّبعاً أبشع أساليب التعذيب.
يأتي موعد السباق البحريني بعد أكثر من شهر على إحياء المعارضة في البحرين الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة والحراك الشعبي. حينها قامت السلطات البحرينية مجدّداً بقمع المعارضين واعتقلت شباناً وقامت بتعذيبهم، كما تتحدّث عن ذلك منظّمات حقوقية، وذلك لقمع أي احتجاج سيحصل بعد شهر تزامناً مع موعد سباق الفورمولا 1.
هذه هي سياسة النظام البحريني المتّبعة منذ أن بدأ الحراك الشعبي وقبل كل سباق للفورمولا 1، لكن هذا كلّه لا يمنع من إيصال صوت المظلومين في البحرين تزامناً مع "سباق الدم" كما بات هؤلاء يسمّونه.
هكذا وقبل انطلاق السباق اليوم وجّهت 22 منظّمة حقوقية و57 نائباً بريطانياً رسالة إلى إدارة الفورمولا 1 والفرق المشاركة والاتحاد الدولي للسيارات للمطالبة بإجراء تحقيق مستقلّ حول انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالسباق.
وأوضحت الرسالة أن إقامة الفورمولا 1 في البحرين هو "غسيل رياضي" لإضفاء الشرعية على تصرفات النظام البحريني، وطالبت بإنشاء لجنة من الخبراء المستقلّين للتحقيق في التأثير الحقوقي لأنشطة الفورمولا 1 في البحرين. وتحدثت الرسالة عن حالة فتى يبلغ 11 عاماً تم اعتقاله لمشاركته في الاحتجاجات ضد سباق البحرين عام 2020، كما لفتت إلى أن الوضع الحقوقي ساء في البلاد وقد تخلّى النظام عن أي مظهرٍ من مظاهر الديمقراطية.
من جهته أيضاً، جدّد ائتلاف "شباب ثورة 14 فبراير" موقفه وموقف شعب البحرين برفض السباق، ودعا إلى "وقف السباق ومنع إقامته على أرض البحرين، ولا سيما بعدما استشهد في سبيل ذلك الشهيد القائد صلاح عباس، كما اعتُقلت معتقلة الرأي السابقة نجاح يوسف".
أما قبل 3 أيام، وخلال التجارب لانطلاق السباق، بدا لافتاً ما قاله بطل العالم في الفورمولا 1، البريطاني لويس هاميلتون، بأنه التقى مسؤولين بحرينيين لسؤالهم عن انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، كاشفاً أنه تلقّى في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي رسالة من مواطن بحريني كان والده يواجه حكماً بالإعدام من السلطات البحرينية، وأكّد هاميلتون أنه حينها استفسر عن الوضع في البحرين واتّصل بمنظّمة العفو الدولية.
وقال هاميلتون في المؤتمر الصحفي يوم الجمعة الماضي: "إنني مصمّم على المساعدة بأي طريقة ممكنة".
علماً أن هذا ليس بجديد على هاميلتون الذي كان موقفه مهماً ضد العنصرية بعد مقتل جورج فلويد على يد الشرطة الأميركية وقاد حينها حملة مناهضة للعنصرية في الفورمولا 1.
هكذا، لم يعد بالإمكان على النظام البحريني أن يُخفي انتهاكاته من خلال سباق للفورمولا 1. الحقائق باتت واضحة.
وما دام الحديث عن سباق البحرين فلا بد من الحديث أيضاً عن السعودية التي تسعى أيضاً من خلال استضافتها للمرة الأولى سباقاً في الفورمولا 1 هذا الموسم في شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل لأن تحذو حذو البحرين، حيث بات واضحاً أن السعودية تحاول من خلال الرياضة، كما حصل في سعيها الفاشل لشراء ناديَي مانشستر يونايتد ونيوكاسل الإنكليزيين أو فشلها في أن يصبح النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الوجه السياحي لها، لتلميع صورتها بعد جرائمها في حربها على اليمن ومقتل الصحافي جمال خاشقجي.
يمكن اختصار المشهد أن سيارات الفورمولا 1 تسير بمسار وباتجاه واحد في الحلبة في المنافسة نحو الفوز، بينما تسير البحرين والسعودية بمسار عكسي نحو مزيد من الخسارة.