بيدرسون يحذر: سوريا تقف على "حد السكين" في ظل الصراعات الطائفية

مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا يدعو إلى تصحيح المسار وتسريع الإصلاحات السياسية والأمنية، محذراً من خطر الفوضى في حال استمرار التوترات والانقسامات.

0:00
  • مبعوث الأمم المتحدة
    رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون.

حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، من خطورة الوضع في البلاد، واصفاً إياه بأنه "على حافة السكين"، في ظل تحديات داخلية تواجه العملية السياسية ومسار الإصلاح.

وفي حديث إلى صحيفة "فايننشل تايمز" البريطانية، أشار بيدرسون إلى أن التوتر الطائفي، إضافة إلى بطء الإصلاحات في المؤسستين القضائية والأمنية، يلقي بثقله على المرحلة الانتقالية، داعياً إلى "تصحيح المسار".

وقال بيدرسون: "الوضع خطير، ونعلم أن أي عملية إصلاحية تحتاج إلى وقت، لكن من المهم اتخاذ خطوات واضحة للحفاظ على الاستقرار ودعم مسار التسوية".

وأضاف: "السيناريو الأسوأ أن تنزلق البلاد نحو فوضى شبيهة بما حدث في ليبيا، وهو ما لا يرغب به أحد، لكنه خطر يجب التحذير منه".

وأكد بيدرسون أن استمرار أعمال العنف يثير تساؤلات داخلية حول قدرة الحكومة على فرض الاستقرار، لافتاً إلى أن "القلق يتزايد من تأثير ذلك على مجمل العملية السياسية في البلاد".

كذلك أعرب عن أسفه لبطء وتيرة دمج الفصائل السنية المتمردة العديدة في نظام أمني رسمي. مضيفاً: "الشرع لا يشعر بأنه مستعد لإجراء إصلاحات أمنية، ما يحدث هو أن كل هذه الفصائل تُنشئ إقطاعياتها الخاصة في جميع أنحاء البلاد".

وأشار بيدرسون إلى أنّه من الواضح جداً أن الشرع يريد منح الكرد حقوقهم السياسية، لكن "ما حدث في الساحل والسويداء زاد من انعدام الثقة". كما أن "التدخل الإسرائيلي عزز أيضاً مواقف الدروز، ولا يحقق الاستقرار".

هذا وشدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، على أهمية المضي في مسار العدالة الانتقالية، بما يشمل التعامل مع الانتهاكات التي ارتكبت خلال السنوات الماضية، سواء في عهد النظام السابق أم من قبل بعض الجهات المرتبطة بالسلطة الحالية.

ورأى بيدرسون أن الحكومة السورية الحالية تعمل على تأجيج التوتر من خلال تعيين قضاة شرعيين من معقل "هيئة تحرير الشام" في محافظة إدلب في السلطة القضائية.

وأكد بيدرسون أن على القيادة السورية العمل على طمأنة الشارع، وإرسال رسائل واضحة تفيد بأنها تتفهم المخاوف الشعبية، مشيراً إلى ضرورة تجنب إعطاء الفرصة لمن وصفهم بـ"المفسدين" لتعطيل المرحلة الحالية.

وأضاف أن الشرع "يتمتع بشرعية مختلفة"، لكن عليه أن يثبت للسوريين أن ما يجري هو "بداية جديدة، لا استمرار لنظام استبدادي جديد".

اقرأ أيضاً: سوريا: اتفاق لوقف النار في الشيخ مقصود والأشرفية بحلب بين الجيش السوري و"قسد"