الشيخ قاسم: أفشلنا أهداف "إسرائيل" في لبنان والمقاومة الفلسطينية تقرر ما تراه مناسباً
الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يشدد على أنّ الأهداف الإسرائيلية ليست قدراً لازماً في لبنان، ويؤكد أنّ المقاومة الفلسطينية هي من تقرر ما تراه مناسباً بشأن قطاع غزة.. ماذا في تفاصيل الخطاب؟
-
الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم
أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، اليوم السبت، أنّ المقاومة الفلسطينية هي من تقرر ما تراه مناسباً بشأن قطاع غزة، مشدداً على أنّ الاستسلام ليس وارداً عند الفلسطينيين.
وعن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلّقة بقطاع غزة، لفت الشيخ قاسم إلى أنها مليئة بالمخاطر، مضيفاً أنها عُرضت بصيغة معينة على بعض الدول العربية، وقد حصلت لقاءات بين ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وأُجريت عليها التعديلات التي تناسب الكيان الإسرائيلي بالكامل بما يتناسب مع ما يُسمى بمشروع "اسرائيل الكبرى".
"ما نراه اليوم في #غزة هو جزء من مشروع "إسرائيل الكبرى".. لا يمكن تجزئة ما يحصل في المنطقة عن هذا المشروع الإسرائيلي المدعوم من الأميركي"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 4, 2025
الأمين العام لحزب الله الشيخ #نعيم_قاسم #الميادين pic.twitter.com/ByeN5dNRAQ
وأضاف الشيخ قاسم أن الاحتلال يريد أن يحصل على هذا المشروع بالسياسة بعد أن عجز بالعدوان والمجازر، قائلاً إن ما نراه في غزة على مدى سنتين هو جزء لا يتجزأ من هذا المشروع وكل شيء مترابط في المنطقة.
كما أضاف أنّ الخطة في حقيقتها هي إسرائيلية بلبوس أميركي، وهي في الواقع تتوافق مع المبادئ الخمسة التي حددتها "إسرائيل" لإنهاء الحرب، لافتاً إلى أن طرح ترامب إياها في هذا التوقيت يهدف إلى تبرئة "إسرائيل" أمام الرأي العام الدولي من جرائمها.
"خطة #ترامب تتوافق مع المبادئ الـ5 التي حددتها "إسرائيل" لإنهاء الحرب وهي خطة إسرائيلية بلبوس أميركي.. وطُرحت في هذا التوقيت لتبرئة "إسرائيل" أمام الرأي العام الدولي من جرائمها"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 4, 2025
الأمين العام لحزب الله الشيخ #نعيم_قاسم #الميادين pic.twitter.com/EJ1HPyYLg1
وتابع: " نحن أمام خطة مليئة بعلامات الاستفهام وهذا ما قاله بعض المسؤولين في الدول العربية وفوجئوا وطالبوا بتوضيحات"، معتبراً أننا "عندما نواجه الاحتلال علينا أن نواجهه كل من موقعه".
"الأهداف الإسرائيلية ليست قدراً لازماً في لبنان"
وفي الشأن اللبناني، قال الأمين العام لحزب الله إن لبنان يتواجد في قلب العاصفة نتيجة العدوان الإسرائيلي والتغوّل والإجرام الممتد، والمدعوم من الولايات المتحدة بكل الإمكانات العسكرية والسياسية والإعلامية والضغط.
كما أوضح أن "العدو الإسرائيلي كان يضغط سياسياً عبر الولايات المتحدة وميدانياً بواسطة القتل اليومي واستهداف المدنيين والمهندسين والعائلات والأطفال وضرب المنازل والمحاصيل لضغط على المقاومة وشعبها لإضعافهما، ولتحقيق أهدافهم في جعل لبنان بلا قوة ومجرّد، ولتهيئة أرضية كي يدخلوا إليه كيفما أرادوا، وأن يضعوا خطتهم كما يفعلون الآن في سوريا وكما يعبثون بها".
وفي السياق شدد الشيخ قاسم على أن الأهداف الإسرائيلية ليست قدراً لازماً في لبنان، قائلاً: "إذا وضعت "إسرائيل" أهدافًا وعملت عليها، وضغطت أميركا معها، وضغط العالم كله، من قال إنهم يقدرون أن يحققوا المطلوب؟ لا يقدروا".
"أهداف "إسرائيل" ليست قدراً لازماً في #لبنان.. الاحتلال توقّع أن نبادله الخروقات ليستمر في اعتداءاته لكننا لم نفعل ذلك وأسقطنا هذه الخطوة"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 4, 2025
الأمين العام لحزب الله الشيخ #نعيم_قاسم #الميادين pic.twitter.com/ISdeKiLluK
5 أمور فاجأتهم وأفشلت الأهداف الإسرائيلية في لبنان
في السياق عدّد الأمين العام لحزب الله 5 أمور فاجأتهم في لبنان وأفشلت مخططهم:
- الأول: كانوا يتوقعون منا مبادلتهم الخروقات، لكنّنا اتخذنا قراراً بأن الدولة هي المسؤولة وعلينا أن نصبر، فأسقطنا هذه الخطوة.
- الثاني: أرادوا من خلال التدخل الأميركي المباشر أن يبنوا الدولة اللبنانية بانتخاب الرئيس والحكومة وكل التفاصيل الأخرى على أساس أن الحزب ضعيف، وبالتالي يمكن إقصاؤنا، وهم يركبون الدولة كما يريدون. لكنهم فوجئوا أننا شاركنا بشكل فعّال في الدولة، ونساهم في البناء والنهضة.
- الثالث: تدخلوا في تفاصيل تركيبة الدولة للتحصيل بالسياسة ما عجزوا عنه بالحرب، فوجدوا أن المعادلة الداخلية لا تسمح بذلك لأن حزب الله وحركة أمل يمثلان شعبهما بشكل كامل، والاستفتاءات الشعبية أظهرت رفضاً واسعاً لنزع السلاح.
- الرابع: حاولوا خلق فتنة بين الجيش والمقاومة، لكنّ قيادة الجيش تصرّفت بحكمة، وثمة عقل يريد بناء لبنان فكان التوافق ممكناً. ولذلك، كلانا، يعني الجيش والمقاومة، كانا واضحين بأن الفتنة ملعونة، ويجب أن لا تكون بيننا على الإطلاق.
- الخامس: رغم التفوق العسكري لـ"إسرائيل"، فإنّ التمسّك بالوطن والإيمان بالحق والاستعداد للتضحية والجهاد، وشعبنا العظيم التاريخي الذي لا يمكن أن يُهزم، خلقوا حالة من التكافؤ تساعد على صدّ مشاريع العدو وعدم تمكّنهم من تحقيقها.
وتابع: "هذه الأمور الخمسة فاجأتهم، ولذلك ما قدروا يتقدّموا إلى الأمام. وأنا أقول لكم الآن: ما قدروا يتقدّموا إلى الأمام لأن عندكم شعباً قويًاً شجاعاً مؤمناً لديه إرادة لا يقبل الاستسلام".
"لدينا شعب قوي وشجاع يعلم أنه لا يمكن سلوك طريق الاستسلام والإبادة السياسية والاجتماعية"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 4, 2025
الأمين العام لحزب الله الشيخ #نعيم_قاسم #الميادين pic.twitter.com/iB7jO2uaaD
"الحكومة اللبنانية مقصّرة"
ورأى الشيخ قاسم أن الحكومة اللبنانية مقصّرة وعليها أن تطرح في كل جلساتها مسألة الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، قائلاً إنه بدلاً من التلهّي بقضايا صغيرة عليها أن تعمل من أجل إعادة الإعمار، و"من دون إعادة الإعمار يصعب أن تنطلق عجلة البلد ويتحقق فيه الاستقرار".
"نسأل الحكومة.. ماذا فعلتم لاستعادة السيادة لأنها رأس استعادة الاستقرار وبناء البلد؟.. الحكومة اللبنانية مقصّرة وعليها أن تطرح في كل جلساتها مسألة الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 4, 2025
الأمين العام لحزب الله الشيخ #نعيم_قاسم #الميادين pic.twitter.com/q5CfBqk0Xq
كما أكد أنه يجب على الحكومة أن تدخل بنداً في الموازنة يتعلق بإعادة الإعمار.
"حزب الله مع التمثيل النيابي العادل"
واستطرد قائلاً: "ثمّة قانون موجود للانتخابات في لبنان لكن بعض الأطراف تريد تفصيل قانون جديد على مقاسها"، لافتاً إلى أن بعض القوى في لبنان تخطّط في مسألة تعديل قانون الانتخابات من أجل توتير الأجواء وضرب التمثيل العادل.
"ثمة قانون موجود للانتخابات في لبنان لكن بعض الأطراف تريد تفصيل قانون جديد على مقاسها.. بعض القوى في #لبنان تخطط في مسألة تعديل قانون الانتخابات من أجل توتير الأجواء وضرب التمثيل العادل"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 4, 2025
الأمين العام لحزب الله الشيخ #نعيم_قاسم #الميادين pic.twitter.com/2SFnkPZKd0
ووجّه الشيخ قاسم سؤالاً للقوى السياسية المطالبة بتعديل قانون الانتخاب: "أين المساواة في ما تطلبون بخصوص مقاعد المغتربين؟".
كما أكد أن حزب الله مع التمثيل العادل و"غيرنا إذا كان يطالب بالتمثيل بحسب ضغوط الوصاية فنقول له إن هذا الأمر لا يسلك لأنه مخالف".
"أسطول الصمود له معنى مهم جداً"
وعن توافد ناشطو "أسطول الصمود" العالمي من مختلف الجنسيات حول العالم لوقف الإبادة في غزة، قال الشيخ قاسم إن "هذا له معنى مهم جداً"، معتبراً أنه على دول المنطقة وخاصة العربية منها الاستفادة من موقف إسبانيا ويفعلون ما فعلت بشأن غزة.
عن الشهيدين القائدين الشيخ نبيل قاووق والسيد سهيل الحسيني
وخلال كلمته لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائدين الشيخ نبيل قاووق والسيد سهيل الحسيني، قال الشيخ قاسم إن الشيخ قاووق، وهو رفيق درب الشهيد السيد هاشم صفي الدين، أصبح منذ عام 2018 إلى حين شهادته مسؤولاً للأمن الوقائي، مؤكداً أنه كان يهتم بالمجاهدين وقريباً جداً منهم، سواء في الجنوب أو في العاصمة بيروت أو حتى في سوريا.
كما لفت الشيخ قاسم إلى أن الشهيد الشيخ قاووق قدّم مساهمته والمشاركة المطلوبة في مواجهة الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ذاكراً أنه "عندما يكون الأعداء يستهدفون إيران والمقاومة الإسلامية والحق وفلسطين هذا كله استهداف واحد، وبالتالي كل من هو موجود في المنطقة عليه تحمل المسؤولية التي يتمكّن منها".
"الشهيد الشيخ قاووق قدّم مساهمته والمشاركة المطلوبة في مواجهة الحرب المفروضة على #إيران"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 4, 2025
الأمين العام لحزب الله الشيخ #نعيم_قاسم #الميادين pic.twitter.com/I5VZNiffyc
هذا وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن 12 عالمًا من العلماء استشهدوا في معركة "أولي البأس"، مؤكداً أن "هذا دليل على أن العالِم لدينا هو جزء لا يتجزأ من حركة الأمة السياسية والجهادية والعملية"، مضيفاً أن الشيخ قاووق هو نموذج من النماذج المعطاءة المليئة بالوعي والإيمان.
وعن الشهيد السيد سهيل الحسيني قال الشيخ قاسم إن هذا القائد الجهادي تميّز بأنه كان من البداية مع الشهيد القائد عماد مغنية، حيث لازمه من الخطوات الأولى، وقد كان الأخير يعتمد عليه في العمل الجهادي الأمني بشكل خاص.
"كان السيد سهيل الحسيني مكلفاً بالمهمات الأمنية من قبل الحاج عماد مغنية"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 4, 2025
الأمين العام لحزب الله الشيخ #نعيم_قاسم #الميادين pic.twitter.com/9taTNF98bP
كما أضاف أن السيد حسن نصر الله كان قد كلّف الشهيد الحسيني بمتابعة الأزمة الاقتصادية التي بدأت في لبنان، حيث قام بتأسيس عدّة مشاريع لمساعدة الناس.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أن السيد الحسيني تسلّم مسؤولية منطقة بيروت على المستوى الأمني عام 1991 ثم أميناً للسرّ للحاج رضوان ثم مسؤولية مكافحة التجسس حتى عام 2000، موضحاً أنه استلم في العام 2008 المسؤولية الأركانية وأصبح معاوناً للأمين العام السيد حسن نصر الله.
كما ورد في كلمة الشيخ قاسم أن الشهيد الحسيني اهتمّ بالجانب الأسري للمجاهدين ووصفوه بأنه المربي والمثقف والمعلم،مشدداً على أنه كان يحرص على أن يبقى جندياً مجهولاً بعيداً عن الأضواء والشهرة.