"نيويورك تايمز" عن المشاركين في الحوار الوطني السوري: لم يرق إلى مستوى الوعود
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنقل انطباعات المشاركين في المحادثات بشأن مستقبل سوريا، والذين عبّروا عن اعتراضات وخيبة أمل من الحدث، الذي "لم يرقَ إلى مستوى الوعود".
-
رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع يتحدث أمام مؤتمر الحوار الوطني في العاصمة دمشق - 25 شباط/فبراير 2025
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن المشاركين في المحادثات بشأن مستقبل سوريا، قولهم إنّها "لم تحقق الوعود".
وأشارت الصحيفة إلى أنّه "تم الترويج لهذه المحادثات باعتبارها الخطوة الأولى نحو إنشاء حكومة تمثيلية في سوريا"، لكن بالنسبة لبعض السوريين، فإنّ "الحوار الوطني" الذي طال انتظاره، والذي انتهى مساء الثلاثاء، "لم يرقَ إلى مستوى هذه الوعود"، بل إنّ المؤتمر الذي استمر يومين، "لم يفعل سوى زيادة المخاوف بشأن انفتاح الحكام الجدد في البلاد على إقامة عملية سياسية شاملة حقيقية".
وقال إبراهيم دراجي، أستاذ القانون في جامعة دمشق، والذي كان من بين مئات الحاضرين في المؤتمر: "لدينا الكثير من الاعتراضات على كيفية حدوث ذلك. لا توجد شفافية، ولا توجد معايير واضحة لمن تتم دعوتهم".
وأضاف دراجي لـ"نيويورك تايمز": "أنا أستاذ للقانون منذ 22 عاماً، وأستطيع أن أقول لكم إنّ هذا ليس حواراً وطنياً حقيقياً".
ومع افتتاح المؤتمر، "كان المشاركون الذين تجمعوا في القصر الرئاسي في العاصمة دمشق يأملون كثيراً في أن يكونوا جزءاً من حدث تاريخي، وأن يكون لهم يد في صياغة الفصل السياسي الجديد في سوريا".
وفي حين حضر زعماء المجتمع والأكاديميون والشخصيات الدينية، "لم تتم دعوة مجموعات رئيسية مثل التي يقودها الكرد".
ومن نواحٍ عديدة، "يعكس المؤتمر، الذي تم تنظيمه، على عجل يوم الثلاثاء، الأولويات المتنافسة التي يحاول الشرع التوفيق بينها في محاولته تشكيل حكومة فاعلة"، وفق الصحيفة.
ورأت الصحيفة أنّ "الحاجة الملحة إلى تشكيل حكومة جديدة قد أدّت إلى بذل جهود متهورة، مثل مؤتمر هذا الأسبوع، ممّا أدى إلى تقويض شرعية العملية السياسية في نظر بعض السوريين في الداخل والخارج".
وقال إبراهيم الأصيل، الأستاذ المساعد السوري للعلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن: "يبدو الأمر كما لو كان هناك تخفيض في مستوى وعودهم الأولية، بشأن العملية السياسية الجديدة وما قد يؤدي إليه الحوار الوطني".
وأضاف الأصيل، الذي لم يشارك في الحوار: "لم تكن توقعاتنا عالية جداً، ولكن ما حدث كان أكثر إحباطاً من التوقعات المعتدلة".
وفي رده على الانتقادات الموجهة للمؤتمر، قال حسن الدغيم، المتحدث باسم اللجنة التحضيرية للحدث، إنّ جلسات الثلاثاء "كانت مجرد بداية لما سيكون من عملية سياسية مستمرة وشاملة، ستشمل مجموعة واسعة من الخبراء".
وحتى الآن لم تقدم اللجنة التحضيرية ولا الشرع خطة مفصلة لمواصلة الحوار، أو صياغة دستور جديد، أو إنشاء نظام للعدالة الانتقالية.
وبحسب "نيويورك تايمز"، "سوف يكون الاختبار الحاسم القادم للسلطات السورية الجديدة في الأيام المقبلة عندما يشكل الشرع حكومة انتقالية، حيث سوف تدير هذه الحكومة البلاد في الأعوام المقبلة إلى أن تتمكن سوريا من عقد انتخابات".
وفي هذا الإطار، قالت حنين أحمد، الناشطة السياسية والحقوقية في دمشق، إن هيكل الحكومة المؤقتة "سيرسل رسالة بالغة الأهمية، وسيعكس استعداد النظام الحالي للانفتاح والعمل مع جميع السوريين".
وشهد المؤتمر الذي عُقد يومي الاثنين والثلاثاء، حضور أكثر من 500 شخصية سياسية ووطنية سورية، حيث جرى خلاله مناقشة مستقبل البلاد في ظل الوضع الراهن، وسط انتقادات تتعلق بسياسات الاحتواء والإقصاء.
مؤتمر الحوار الوطني السوري يناقش قضايا متعددة وسط انتقادات تتعلق بسياسات الاحتواء والإقصاء. pic.twitter.com/A3Hs2A5AjE
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) February 26, 2025