"رويترز": مستشار ألمانيا يواجه ضغوطاً لتشديد موقفه حيال أفعال "إسرائيل" في غزة

المستشار الألماني فريدريش ميرتس، يواجه ضغوطاً متزايدة من داخل ائتلافه الحاكم، لتبنّي موقف أكثر حزماً تجاه "إسرائيل"، في ظل مطالبات بانضمام ألمانيا للبيان الدولي الذي يدعو إلى إنهاء الحرب في غزة.

0:00
  • المستشار الألماني فريدريش ميرتس (أرشيف)
    المستشار الألماني فريدريش ميرتس (أرشيف)

يواجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس ضغوطاً متزايدة من داخل ائتلافه الحاكم، لتبنّي موقف أكثر حزماً تجاه "إسرائيل"، في ظل التصعيد العسكري في قطاع غزة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز". 

وبحسب الوكالة، فقد طالب عدد من المسؤولين الألمان في ائتلافه، بانضمام برلين إلى بيانٍ وقّعته 29 دولة غربية، يدين القتل غير الإنساني للفلسطينيين، ويدعو إلى وقف فوري للحرب.

ورغم تصاعد الانتقادات الألمانية لسلوك "إسرائيل" في غزة، فقد غابت ألمانيا بشكل لافت عن البيان المشترك الذي أصدره الاتحاد الأوروبي ودول بينها بريطانيا وفرنسا يوم الاثنين.

مطالبات بانضمام ألمانيا إلى البيان الدولي

على سبيل المثال، عبرّت ريم علا بالي رادوفان، وزيرة التنمية الدولية وعضوة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم، عن عدم رضاها عن غياب ألمانيا عن قائمة الموقعين.

وقالت اليوم الثلاثاء: "أتفهم المطالب الواردة في رسالة الشركاء التسعة والعشرين إلى الحكومة الإسرائيلية. كنت أتمنى لو انضمت ألمانيا إلى هذه الرسالة".

كما أكّد بيان مشترك أصدره كل من أديس أحمدوفيتش، المتحدث باسم السياسة الخارجية، ورولف موتزينيش، مقرر شؤون الشرق الأوسط في الحزب الاشتراكي، أن "الوضع في غزة كارثي ويمثل هاوية إنسانية"، داعياً الحكومة الألمانية إلى الانضمام للبيان الدولي المشترك.

وطالب البيان بفرض "عواقب واضحة وفورية" على "إسرائيل"، من بينها تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و"تل أبيب"، ووقف تصدير الأسلحة التي تُستخدم "في انتهاك للقانون الدولي".

الحكومة: انتقاداتنا "مماثلة من حيث الجوهر"

في المقابل، قال المتحدث باسم الحكومة، ستيفان كورنيليوس، إنّ "مواقف برلين من الحرب لا تقل شدة عن البيان الغربي"، مشيراً إلى أنّ ميرتس ووزير خارجيته أعربا علناً عن "آراء انتقادية شديدة" حيال أفعال "إسرائيل" في غزة.

وقال كورنيليوس: "تصريحاتهما لا تقل بأي حال من الأحوال عن الإعلان المشترك من حيث الجوهر والأهمية".

لكن موقف ميرتس هذا، يأتي بعد أشهرٍ من التزام ألمانيا العلني بسياسة كبح انتقاد "إسرائيل"، وفق "رويترز". 

ويقول المسؤولون الألمان إنّ نهجهم تجاه "إسرائيل" تحكمه مسؤولية خاصة، تُعرف باسم "المسؤولية الولائية"، المستمدة من "إرث المحرقة النازية". ويعتقدون أنّهم قادرون على تحقيق المزيد من خلال القنوات الدبلوماسية الخلفية بدلاً من التصريحات العلنية.

وفي السياق، يرى منتقدو موقف ميرتس، ومن بينهم مسؤولون في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أنّ "استحضار المحرقة ينبغي ألّا يُستخدم ذريعة لتجاهل الجرائم الإسرائيلية"، بل "ينبغي تطبيق شعار ما بعد المحرقة "لن يتكرر أبداً" على غزة الآن.

يُذكر أنّ التصريحات الألمانية بشأن غزة عادةً ما تطالب بالإفراج الفوري عن الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس، لكن البيان الذي تجنبت برلين التوقيع عليه، لم يتضمن هذا الشرط، وإن أشار إلى أنّ الأسرى يعيشون ظروفاً متدهورة.

وتدافع الحكومة الألمانية عن نهجها القائم على استخدام قنوات دبلوماسية خلفية، بدلاً من التصريحات العلنية، معتبرةً أنّها أكثر فاعلية في هذا السياق، بحسب "رويترز". 

اقرأ أيضاً: 25 دولة تدعو إلى إنهاء الحرب في غزة: معاناة المدنيين بلغت مستويات غير مسبوقة