السيد خامنئي: دول متغطرسة تصرّ على التفاوض لطرح مطالب جديدة.. وإيران لن تقبلها
السيد علي خامنئي يؤكد أنّ التفاوض، الذي تصرّ عليه "دول متغطرسة"، يمثّل "وسيلةً لطرح مطالب جديدة، لن تقتصر على الملف النووي، وهي مطالب لن تقبلها إيران قطعاً".
-
قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، خلال لقائه عدداً من مسؤولي الدولة، السبت (أ ف ب)
أكد قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، أنّ "بعض الدول المتغطرسة يصرّ على التفاوض"، موضحاً أنّ هذا التفاوض لا يهدف إلى معالجة القضايا العالقة، "بل إلى السيطرة وفرض ما تريد" هذه الدول.
وأضاف السيد خامنئي، خلال لقائه عدداً من مسؤولي الدولة في إيران: "يدعون إلى التفاوض من أجل فرض مطالبهم على الطرف الآخر، فإذا رضخ كان الأمر جيداً، أما إذا رفض، فيثيرون ضجةً، ويقولون إنّه ترك طاولة المفاوضات".
وشدّد السيد خامنئي على أنّ التفاوض، بالنسبة إلى هذه الدول، يمثّل "وسيلةً لطرح مطالب جديدة، لن تقتصر على الملف النووي، وهي مطالب لن تقبلها إيران قطعاً".
في السياق نفسه، قال السيد خامنئي إنّ هذه المطالب الجديدة "تتعلق بإنتاج الصواريخ الإيرانية ومداها، وقدرات إيران الدفاعية والدولية: (وسوف يقولون) لا تفعلوا كذا، لا تلتقوا فلاناً، لا تذهبوا إلى المكان الفلاني، لا تُنتجوا كذا، ألّا يتجاوز مدى صواريخكم الحدّ الفلاني!".
وإزاء ذلك، تساءل السيد خامنئي: "هل يمكن لأحد أن يقبل هذه الشروط؟!"، مضيفاً أنّ من يدعون إلى التفاوض "يكررون هذا العنوان من أجل تضليل الرأي العام، وممارسة الضغط عليه، لكنّ هذا ليس تفاوضاً".
وأشار قائد الثورة والجمهورية الإسلامية أيضاً إلى أنّ "الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) تتهم إيران بعدم التزام تعهداتها ضمن الاتفاق النووي"، مؤكداً أنّها هي "لم تلتزم تعهداتها منذ بداية الاتفاق".
وتوجّه إلى قادة هذه الدول قائلاً: "بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وعدتم بأنّكم ستعوّضون ذلك، لكنكم لم تلتزموا ذلك أيضاً. ومن جديد، تتهمون إيران؟ هذه هي الوقاحة".
"معايير مزدوجة غربية"
إضافةً إلى ذلك، تناول السيد خامنئي المعايير المزدوجة التي يتبنّاها الغرب، مشيراً إلى أنّ هذه المعايير "تفضح الحضارة الغربية وتكشف زيف مزاعمها بشأن حقوق الإنسان والحريات".
ولفت السيد خامنئي إلى أنّ الحضارة الغربية "كشفت اليوم حقيقتها"، مضيفاً: "يزعمون أنّهم يحمون حرية تداول المعلومات، لكن هل هذه الحرية موجودةً في الغرب فعلاً؟".
وتابع: "هل يمكن للمستخدمين في مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الافتراضي الغربي كتابة أسماء قاسم سليماني والسيد حسن نصر الله وإسماعيل هنية؟ هل يمكنهم الاحتجاج على الجرائم بحق المدنيين في فلسطین ولبنان؟ هل يمكنهم نفي ما ينسبون لهتلر من حوادث مزعومة تجاه اليهود؟".
يُذكر أنّ تصريحات السيد خامنئي تأتي بعد أن صرّح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأنّه "يريد التفاوض بشأن اتفاق نووي مع إيران، وأرسل رسالةً إلى قيادتها الخميس"، قال فيها إنّه "يأمل الموافقة على التحدث".
وفي مقابلة، بثّتها شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، الجمعة، قال ترامب: "قلت إنّني آمل أن تتفاوضوا، لأنّ الأمر سيكون أفضل كثيراً بالنسبة إلى إيران".
وتابع: "أعتقد أنّهم يريدون الحصول على هذه الرسالة. البديل الآخر هو أن نفعل شيئاً، لأنّه لا يمكنك السماح بسلاح نووي آخر".