الانتحار الداخلي
التدهور الاقتصادي الذي تعيشه "إسرائيل" بدأ بهروب رؤوس الأموال إلى الخارج منذ بداية تولي حكومة نتنياهو مهامها وطرح مشروع التعديلات القضائية، وهو ما تجلى اليوم بانخفاض حاد في قيمة الشيكل والبورصة.
إن علة انهيار الحضارات تكمن في "الانتحار الداخلي" أو الانحلال الداخلي الذي يقود إلى انهيارها. توصل المؤرخ البريطاني جون رنولد إلى هذا الاستنتاج من خلال دراسة أجراها على 600 مجتمع، تبين خلالها أن ثلاث نقاط كانت سبب انهيار الحضارات:
1- قصور الطاقة الإبداعية في القلة.
2- عزوف الأغلبية عن محاكاة الأقلية بعد قصور طاقتها الإيجابية.
3- فقدان الوحدة الاجتماعية في المجتمع.
والمتأمل في واقع "إسرائيل" اليوم، وخصوصاً بعد إقرار الكنيست الإسرائيلي قرار "تقليص حجة المعقولية"، يجد أن هناك 3 ظواهر تلازمها اليوم:
1- الانقسام الداخلي الذي باتت معالمه جلية اليوم، والصدع الكبير الذي لا يرجى رتقه.
2- تفشي ظاهرة العصيان ورفض الخدمة لدى الجنود في "جيش" الاحتلال الصهيوني، سواء في "جيش" الاحتياط أو الإلزامي والنظامي، والذي كان آخره عزوف 1300 جندي احتياط عن الخدمة في سلاح الطيران.
3- التدهور الاقتصادي الذي بدأ بهروب رؤوس الأموال إلى الخارج منذ بداية تولي هذه الحكومة مهامها وطرح مشروع التعديلات القضائية، وهو ما تجلى اليوم بانخفاض حاد بقيمة الشيكل والبورصة، وهروب شركات التقنية العالية من "إسرائيل"، ما أدى إلى انخفاض كبير في حجم المداخيل الضريبية، وتراجع حجم النمو، وظهور البطالة، وزيادة نسبة التضخم.
إن دل هذا الأمر على شيء، فإنه يدل على أن "إسرائيل" اليوم تمر بمرحلة الانتحار الداخلي الذي سيقودها إلى الانهيار.