رد الإيراني المرتقب.. دلالات ومآلات
في أعقاب هذه الحرب الفاصلة في تاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني الغرب -أميركي في المنطقة، سنكون مقبلين على تسوية تنهي هذه الجولة، إيران لن تكون بمنأى عنها بل ستلعب دوراً هاماً وحاسماً فيها.
بالنظر إلى التظاهرات التي خرجت يوم السبت الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2024، في شوارع طهران، بمناسبة "اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي" في الذكرى الخامسة والأربعين لاقتحام الشباب الإيراني السفارة الأميركية في طهران عام 1979م، والتي جاءت ايضاً تنديداً بالعدوان الصهيوني على إيران، وأكد خلالها قائد الحرس الثوري بكلمته أمام الجموع أننا مقبلون على عملية تأديب جديدة للنظام الصهيوني.
وعليه، فإن الضربة الإيرانية المتوقعة لـ"إسرائيل" في أي لحظة (بحسب المصادر الأميركية التي لاحظت تموضع بطاريات الصواريخ الإيرانية) ستكون ضربة قوية ومؤثرة في سبيل تعزيز الوصول إلى الأهداف التالية:
أولاً: ردع "إسرائيل" عن مجرد التفكير مرة أخرى في قصف إيران، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير الهزيل والفاشل، والذي لن تتقبل إيران تكراره رغم هُزاله.
ثانياً: المراكمة من أجل دفع "إسرائيل" أكثر نحو الانكسار من خلال الرضوخ لوقف إطلاق نار مع المقاومة في غزة ولبنان يشمل الانسحاب وتبادل الأسرى بما توافق عليه المقاومة الفلسطينية، وذلك بعد ما راكمته المقاومتان اللبنانية والفلسطينية من استنزاف العدو وإفشال أهدافه، مدعومة بجبهات الإسناد في اليمن والعراق.
وفي أعقاب هذه الحرب الفاصلة في تاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني الغرب -أميركي في المنطقة، سنكون مقبلين على تسوية تنهي هذه الجولة، إيران لن تكون بمنأى عنها بل ستلعب دوراً هاماً وحاسماً فيها، حتى تفرض نفسها بقوة كلاعب فاعل وأساسي في المنطقة.
وهذا يقودنا إلى حتمية الرد الإيراني على (استشهاد 4 جنود، ومدني واحد) ارتقوا في العدوان الصهيوني على إيران في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وبعد تصريحات السيد علي خامنئي خلال فعالية لإحياء ذكرى اقتحام مقر السفارة الأميركية في طهران، التي قال فيها إن إيران سترد "رداً قاسياً" ضد الولايات المتحدة و"إسرائيل على ما ترتكبانه ضد إيران ومحور المقاومة".
وهذا التصريح أقرأه من زاوية رفض طهران للمطالب الأميركية التي جاءت عبر قنوات تبادل الرسائل التقليدية والتي جاء فيها طلب الولايات المتحدة من إيران العض على الجرح في سبيل إنهاء الهجمات المتبادلة مع الكيان الصهيوني.
وقد جاء تصريح السيد خامنئي ليؤكد حتمية الرد، وأن إيران لا يمكن لها أن تساوم على أمنها، وأن البحث لا يجري حول هل هناك رد أم لا، بل في شكل الرد وتوقيته. وبناءً على المستجدات، سواء تلك المتعلقة بإقالة وزير الدفاع الصهيوني غالانت أو الانتخابات الأميركية وفوز ترامب، فمن المتوقع أن نكون على موعد مع تنفيذ عملية (الوعدالصادق3) خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك لتأكيد معادلة بناء الردع التي بدأت في نيسان/أبريل وثُبتت في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الجاري.
وتجدر الإشارة إلى ذكاء التصريح الصادر عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول ربط عدم الرد أو تخفيفه مقابل إيقاف "إسرائيل" حرب الإبادة عن قطاع غزة والعدوان على لبنان، وهذا يؤكد أن إيران حريصة على عدم جر المنطقة إلى مزيدٍ من الدماء، وهي كذلك، فلا أحد يريد في هذه المنطقة شراً سوى الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وبعض أدواتهما في المنطقة.
وفي ضوء كل ما تقدم، فمن الواضح أننا مع الهجوم الإيراني المرتقب سنكون أمام نقطة تحوّل في مسار الحرب، وستكون نتائجها لصالح جبهة المقاومة وسيعي القاصي والداني أن هذا الكيان لن ينعم بالأمن والاستقرار والهدوء إلا بتحقق ذلك واقعاً في فلسطين ولبنان.