"امنح الحياة".. 3 طالبات فلسطينيات يبتكرن أول تطبيق للتبرع بالدم

يشكل التطبيق حلقة وصل بين المستشفيات وبنوك الدم والمتبرعين، لإنقاذ حياة المصابين ومن هم بحاجة إلى الدم، وقد أُطلق بعد عامين من العمل.

  • 3 طالبات فلسطينيات يبتكرن أول تطبيق للتبرع بالدم
    3 طالبات فلسطينيات يبتكرن أول تطبيق للتبرع بالدم "امنح الحياة"

ابتكرت 3 طالبات من كلية الصيدلة في جامعة بيرزيت، أول تطبيق للتبرع بالدم في فلسطين، وهنَّ: هديل خضر، ميرال بندك، رغد أبو شمة، بالتعاون مع وحدة الإبداع والريادة في جامعة بيرزيت.

ويشكل التطبيق حلقة وصل بين المستشفيات وبنوك الدم والمتبرعين، لإنقاذ حياة المصابين ومن هم بحاجة إلى الدم، وقد أُطلق بعد عامين من العمل، وربط المنهجين العلمي والنظري بحاجة المجتمع الفلسطيني، في ظلّ مواجهة المنظومة الاستعمارية.

ويمثل المشروع نموذجاً نحو التعليم التحرري، بعيداً عن التعليم التلقيني الذي يجعل الطالب الفلسطيني بنكاً للمعلومات من غير ابتكار يعود بالفائدة المجتمعية.

وبدورها، تقول إحدى المشاركات في ابتكار تطبيق "امنح الحياة"، الخريجة هديل خضر، للميادين نت "جاءت فكرة المشروع بعد معاينتنا حاجة المجتمع الفلسطيني، ومشاهدتنا في وسائل التواصل الاجتماعي مناشدات عديدة للتبرع بوحدات دم عبر المستشفيات، من دون حصد التفاعل المطلوب".

ولفتت إلى أنّ حياة الأشخاص أصبحت مرتبطة بدرجة التفاعل مع المناشدات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتضيف أنه يمكن للأشخاص التبرع من خلال تحميل تطبيق "امنح الحياة" على هواتفهم الذكية، وملء بياناتهم الشخصية، لتظهر قائمة بأسماء المستشفيات التي تطلب التبرع بالدم وزمرة الدم ووحدته.

  •  3 طالبات فلسطينيات يبتكرن أول تطبيق للتبرع بالدم
    ابتكار أول تطبيق للتبرع بالدم في فلسطين

وقد مرّ تطبيق "امنح الحياة" بعدة محطات أشرفت عليها وحدة الريادة والإبداع، وبدأت بتحديد المشكلة وملامسة هموم الشارع الفلسطيني، ثم البحث عن الحلول وإيجادها، فالنمذجة والفحص والاختبار ومتابعة المشروع بعد إطلاقه.

وبدوره، يقول منسق وحدة الإبداع والريادة، أ.عاطف شكوكاني، للميادين نت، إن وحدة الإبداع والريادة تقدم الدعم الكامل للمشاريع والأفكار التي يطرحها الطلاب في جامعة بيرزيت وخارجها، وتستهدف الوحدة 9000 طالب جامعي وصاحب مشروع.

ويضيف أنه، خلال الفصول الجامعية، تطرح وحدة الإبداع والريادة مساق تدريب عن الريادة الاجتماعية والتفكير التصميمي، ومن خلال المساق اللامنهجي، يستطيع الطلبة معرفة المشاكل المجتمعية، وإيجاد حلّ وفق مناهج علمية.

ويشير إلى" نحن في وحدة الريادة والإبداع نسير مع الطالب ومشروعه بشكل حقيقي، ونقوم بتدريبه على المهارات التي يحتاجها المشروع، ونرافقه منذ البدايات إلى أن يرى مشروعه النور".

ولفت إلى أن تطبيق "امنح الحياة" قد شارك في مسابقة عالمية في ماليزيا، وحصد التمويل المالي والدعم لإطلاقه. 

وقالت خريجة الصيدلة ميرال بندك، للميادين نت، إنّ التطبيق نجح في الوصول إلى المتبرعين والمحتاجين للدم، ولاقى صدى واسعاً، وأنهم يتلقون الأسئلة والاستفسارات بشكل يومي من المستخدمين.

وتؤكد أنه، بالرغم من الصعوبات والتحديات، تمسّكن بالفكرة إلى أن أصبحت على أرض الواقع، قائلة: آمنّا بالفكرة على مدار عامين، ولم نستسلم وتخطينا الصعوبات لإنجاح المشروع الإنساني.

وتقول خريجة الصيدلة رغد أبو شملة، للميادين نت، إن المشروع عزز روح الجماعة والتعاون، وعملنا ضمن خطة ممنهجة، سادها طابع العمل الجماعي، وقمنا بتقسيم الأدوار وبناء توازن بين المشروع ودراستنا الجامعية.

وتضيف بأن تطبيق "امنح الحياة" كسر الحواجز التي كانت أمامهن، وساهم في بناء علاقات اجتماعية وعملية ومهّد الطريق لهن في مجال الصيدلة.

وتشير أبو شملة إلى أن العمل على تطوير أفكار جديدة ضمن تطبيق"امنح الحياة" قيد التجهيز والبحث والمثابرة.

فيما وجهت الطالبات رسالة إلى الطلبة الفلسطينيين بأن عليهم الدمج بين العلوم المختلفة وتطويعها لإنجاز مشاريع جديدة تأخذ طابع الخدمة المجتمعية، وكذلك مواصلة السعي وراء أحلامهم.

وقد يحلّ تطبيق "امنح الحياة" مشكلة التبرع بالدم في فلسطين، ويحتاج إلى تراكم زمني كي يصبح ضمن ثقافة الأشخاص، وكما يمنح التطبيق الحياة للأشخاص الذين هم بحاجة إلى الدم بشكل مستعجل، كذلك يمنح الأمل والإصرار نحو مسار التعليم التحرري الذي ينبع من الحوار القائم على أسس علمية ومنهجية تخدم مصلحة المجتمع الفلسطيني تحت الاحتلال.