معركة الروايات بين غالانت ونتنياهو: انعكاس آخر للانقسام الداخلي في "إسرائيل"
معركة روايات تٌخاض بين نتنياهو وغالانت، والتي تعكس الانقسام الحاد داخل "إسرائيل"، حيث يتبادل كل منهما الاتهامات بشأن إدارة الحرب على غزة ولبنان.
-
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير "الأمن" المقال يوآف غالانت
شهدت الساحتين السياسيّة والإعلاميّة في "إسرائيل" معركة روايات محتدمة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير "الأمن" المقال يوآف غالانت، بشأن إدارة الحرب على قطاع غزة ولبنان، حيث حظيت مقابلات كلّ منهما بمتابعة كبيرة وأثارت تفاعلاً واسعاً على منصّات التواصل الاجتماعي.
تمثّلت المواجهة الإعلاميّة في مقابلة أجراها غالانت عبر "القناة 12" مع الصحفيين عميت سيغل ويونيف ليفي، والتي حققت 19% من نسبة المشاهدة (487 ألف مشاهدة)، بينما سارع نتنياهو إلى إجراء مقابلة مع الصحفي المعروف بقربه منه يعقوب بردوغو على "القناة 14"، والتي سجّلت 8.5% (273 ألف مشاهدة)، في محاولة للرد على تصريحات غالانت واحتواء تداعياتها.
هذه المواجهة عكست انقساماً حاداً داخل الجمهور الإسرائيلي بين مؤيّد لنتنياهو وآخر داعم لموقف غالانت، وبين من يرفض كليهما ويرى أنّ هذا الصراع لا يعدو كونه جزءاً من الحسابات الانتخابيّة القادمة. وأن تلك المقابلات لم تضف إلا القليل من المعلومات والكثير من الزيت على نار الخلافات الداخليّة.
جمهور داعم لنتنياهو
اعتبر بعض المعلّقين أنّ غالانت"خائن" ويفتقر إلى الولاء لنتنياهو، حيث تمّ اتهامه بأنّه وكيل لحكومة بايدن، وأنّه تصرّف بضعف في القرارات الأمنيّة المهمّة، وتمّ تداول آراء ترى أن وزير "الأمن" السابق، يحاول التغطية على مسؤوليّته في أحداث 7 أكتوبر من خلال الهجوم على نتنياهو. حتى أنّ بعض الآراء المتشدّدة طالبت بتوجيه لائحة اتهام ضدّ غالانت بسبب ما وصفوه بـ"خيانته" للأسرى، للجيش، ولحزب الليكود.
جمهور داعم لغالانت وسرديّته
اعتبر مؤيّدو غالانت أنّ نتنياهو يواصل الكذب كما يتنفّس، وأنّه كان يسعى لإدارة المشهد الإعلامي عبر مقابلة محسوبة ومعدّة مسبقاً مع بردوغو. واعتُبرت محاولة نتنياهو عقد مقابلة في نفس توقيت مقابلة غالانت دليلاً على توتّره وخشيته من تأثير تصريحات الأخير على الرأي العام.
مؤيدو وزير "الأمن" السابق رأوا أنّ نتنياهو هو من عرقل خطّة غالانت العسكريّة في 11 أكتوبر، والتي كانت تهدف إلى تصفية قادة حزب الله واستباق هجماته على الجبهة الشماليّة. كما وُجهت انتقادات لطريقة تصوير نتنياهو في مقابلته، حيث بدا بشكل غير مألوف ومكياجه غير متقن، ممّا عزّز الانطباع بأنّ ظهوره الإعلامي كان مرتجلاً وغير مخطّط له بشكل جيّد.
جمهور يرفض الطرفين ويرى المواجهة مجرّد صراع انتخابي
ورأى جزء آخر من الجمهور أنّ كلا الطرفين يكذب ويتلاعب بالرأي العام لتحقيق مكاسب سياسيّة، بحيث أشار البعض إلى أن كلتا المقابلتين خضعتا للتلاعب في المونتاج والتعديل، مما جعلها أقرب إلى حملة علاقات عامة وليست مقابلات صحفيّة حقيقيّة.
وفي هذا السياق، تم انتقاد وسائل الإعلام على تحيزها، حيث رأى البعض أن "القناة 14" تروّج لنتنياهو بلا أي تحديات صحفية حقيقية، في حين أن "القناة 12" قدّمت منصة مفتوحة لغالانت لعرض روايته دون معارضة قوية. اعتُبر الصراع بين الرجلين انعكاساً لحالة الانقسام العميق داخل "إسرائيل"، حيث تتعزز الخلافات الداخلية بين معسكر مؤيدي نتنياهو ومعارضيه.
المواجهة الإعلاميّة هذه شكّلت حدثاً بارزاً يعكس الانقسام العميق داخل "إسرائيل"، حيث عزّزت المقابلات حالة الاستقطاب الحاد، وأثارت نقاشاً ساخناً حول الأداء السياسي والأمني لكل من نتنياهو وغالانت. كما أنّها ألقت الضوء على البيئة الإعلاميّة المسيّسة، والتي تميل إلى الترويج لأجندات معيّنة بدلاً من تقديم تغطية متوازنة. ومع استمرار هذا الجدل، من المرجّح أن تستمرّ معركة التصريحات بين الجانبين، خاصّة مع اقتراب أيّ استحقاق انتخابي جديد.