ما هي خروقات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟

الاحتلال الإسرائيلي يخرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وحركة حماس تفنّدها في تقرير قدّمته للوسطاء. ومن ضمن الخروقات قتل المدنيين والتوغّلات البرّية والغارات الجوّية المتكرّرة وضرب وإذلال الأسرى الفلسطينيين.

0:00
  •  حظر الاحتلال دخول الجرّافات الكبيرة لإزالة الكمّيات الهائلة من الحطام وانتشال الجثث
    حظر الاحتلال دخول الجرّافات الكبيرة لإزالة الكمّيات الهائلة من الحطام وانتشال الجثامين

موقع "دروب سايت نيوز" ينشر تقريراً حول خروقات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة منذ دخوله حيّز التنفيذ مستنداً إلى وثيقة حصل عليها من تقرير حركة حماس إلى الوسيطين المصري والقطري.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:

حصل موقع "دروب سايت نيوز" على نسخة من تقرير حركة حماس إلى الوسيطين المصري والقطري، الذي حدّدت فيه مجموعة واسعة من الانتهاكات الإسرائيلية لاتّفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيّز التنفيذ في الـ19 من الشهر الماضي، من ضمنها قتل المدنيين والتوغّلات البرّية والغارات الجوّية المتكرّرة وضرب وإذلال الأسرى الفلسطينيين في أثناء إطلاق سراحهم وترحيل بعضهم من دون موافقتهم، وحرمان سكّان القطاع من المساعدات الإنسانية. وقد أعلنت "حماس" عن أنّها ملتزمة باتّفاق وقف إطلاق النار إذا التزم الاحتلال به، وهو لم يفعل حتّى الآنَ، لذلك يتحمّل مسؤولية أيّ تعقيدات أو تأخير في استكمال مراحل تنفيذ الاتّفاق.

وقد جاءت هذه الخطوة ردّاً على اتّهامات ترامب ونتنياهو بأنّّ حركة "حماس" انتهكت الاتّفاق، مهدّدين باستئناف الحرب مجدّداً، مع أنّ انتهاكات "إسرائيل" شبه اليومية للاتّفاق هي التي دفعت "حماس" إلى الإعلان عن تأجيل موعد الإفراج المقبل عن الأسرى الإسرائيليين.

وكان أبو عبيدة المتحدّث باسم "كتائب القسّام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد قال إنّ الإفراج المقبل المخطّط له عن 3 أسرى المقرّر يوم السبت المقبل، "سيؤجّل إلى وقت غير محدّد". وأشار أبو عبيدة إلى "التأخير في السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزّة، واستهدافهم بالغارات الجوّية وإطلاق النار على المدنيين في مناطق مختلفة من القطاع، وعدم تسهيل دخول المساعدات الإنسانية كما هو متّفق عليه". وأضافت "حماس" أنّ الهدف من إصدار البيان قبل 5 أيّام من موعد تبادل الأسرى هو منح الوسطاء وقتاً كافياً للضغط على الاحتلال للوفاء بالتزاماته.

وأكّد 3 مسؤولين إسرائيليين ووسيطين تحدّثوا لصحيفة "نيويورك تايمز" من دون الكشف عن أسمائهم أنّ "إسرائيل" لم تفِ بالتزاماتها بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى غزّة. وردّاً على ذلك، قال الرئيس ترامب للصحافيين يوم الاثنين الماضي إنّهُ يجب إلغاء وقف إطلاق النار إذا لم تفرج "حماس" عن جميع الأسرى المتبقّين بحلول منتصف نهار يوم السبت، محذّراً من أنّ "الجحيم كلّه سيندلع". وفي اليوم الثاني، ضاعف بنيامين نتنياهو من تصريحات ترامب. وقال في بيان مصوّر: "إذا لم تعد حماس رهائننا بحلول الوقت الذي حدّده الرئيس ترامب، فإنّ وقف إطلاق النار سينتهي وسيعود الجيش الإسرائيلي إلى القتال العنيف حتّى هزيمتها على نحو حاسم". كذلك، أوعز نتنياهو "للجيش" بزيادة عدد القوّات والاستعداد "لأيّ سيناريو محتمل". ولم يتّضح فوراً ما إذا كان يشير إلى الإسرائيليين الثلاثة الذين كان من المقرّر إطلاق سراحهم يوم السبت، أو جميع الأسرى الأحياء المتبقّين.

يتكوّن تقرير حركة "حماس" من صفحتين تحدّد 5 فئات من الانتهاكات الإسرائيلية، تتمحور حول الأسرى الفلسطينيين، والمساعدات الإنسانية، والحرمان من الإمدادات الأساسية، والاعتداءات العسكرية. وتحدّد الوثيقة 269 "خرقاً ميدانياً" ارتكبها "الجيش" الإسرائيلي، من ضمنها قتل 26 فلسطينياً وإصابة 59 آخرين. مع أنّ عدد الضحايا في التقرير هو أقلّ من العدد الرسمي الذي وثّقته وزارة الصحّة في غزّة، والتي أعلن مديرها العامّ الدكتور منير البرش بشكل منفصل، أنّ 92 فلسطينياً قتلوا وأصيب 822 آخرون في "استهداف مباشر" من قبل "الجيش" الإسرائيلي منذ بدء سريان اتّفاق وقف إطلاق النار.

كذلك، يتحدّث التقرير عن التوغّلات البرّية الإسرائيلية المتكرّرة في غزّة نحو خارج المنطقة العازلة المحدّدة، ولا سيّما في ممرّ فيلادلفيا، وهو الشريط الأرضي الذي يبلغ طوله 14 كيلومتراً، ويمتدّ على طول الحدود المصرية. وذكر التقرير أنّ هذه التوغّلات "ترافقت مع إطلاق نار أسفر عن مقتل مواطنين وهدم منازل". كما أكّدت "حماس"، أنّ السلطات الإسرائيلية أخضعت الأسرى الفلسطينيين للضرب والإذلال خلال عمليّات التبادل والإفراج عنهم، بينما رحّلت بعضهم قسراً إلى خارج فلسطين من دون تنسيق أو موافقة منهم، ومنعت عائلات السجناء المرحّلين من مغادرة الضفّة الغربية للانضمام إليهم، وأخّرت الإفراج عن الأسرى لعدّة ساعات.

ويضيف التقرير أيضاً أنه سُمح بدخول أقلّ من 25 شاحنة وقود يومياً إلى غزّة، وهو نصف العدد المحدّد بـ 50 شاحنة يومياً، كما هو واضح في الاتّفاق. كما أنّهُ حُظر دخول الوقود التجاري بالكامل. وقد سُمح بدخول ما يزيد قليلاً عن 53 ألف خيمة إلى غزّة، من أصل 200 ألف، ولم يدخل أيّ من الوحدات السكنية المتنقّلَة المتفق عليها وعددها 60 ألفاً. كذلك، حظر الاحتلال دخول الجرّافات الكبيرة لإزالة الكمّيات الهائلة من الحطام وانتشال الجثث، وقد سمح بدخول 4 آليات منها فقط.

كما منعت "إسرائيل" دخول الإمدادات لإصلاح وتشغيل شبكة ومحطّة الكهرباء بحسب التقرير، ولم يسمح بدخول إمدادات طبّية وسيارات إسعاف ولا معدّات لفرق الدفاع المدني. وفي الوقت نفسه، لم يأذن الاحتلال للمصارف بتلقّي التحويلات لتعويض النقص الحادّ في النقد.

وينتهي التقرير بالإشارة إلى الانتهاكات السياسية، وينتقد تصريحات "بنيامين نتنياهو والوزراء الإسرائيليين الذين يطالبون علناً بطرد سكّان غزّة، ممّا يؤكّد بوضوح أنّ الاحتلال لا يرغب في احترام الاتّفاق ويهدف إلى تنفيذ خطّة ترامب لتهجير سكان القطاع". كما ينتقد "التأخير المتعمّد" في بدء المفاوضات حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار و"استحداث شروط مستحيلة".

نقله إلى العربية: حسين قطايا

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.