أبو مازن خارج اللعبة

صحيح أن رئيس السلطة الفلسطينية قد أعلن عن تجميد الاتصالات السياسية مع إسرائيل، والتي هي بالمناسبة لم تبدأ بعد. ومع ذلك يبدو أن التعاون الأمني، وأكثر من ذلك العلاقات الاقتصادية الحيوية جداً للفلسطينيين بما لا يقلّ عن إسرائيل، ستستمر – ومن هنا فإنه لا يوجد لإعلان أبو مازن أية قيمة عملية.

  • أبو مازن خارج اللعبة
    إسرائيل اليوم: زعامة أبو مازن قاصرة. فهو ليس رجل البيانات الدراماتيكية

 

إن هذا الإعلان موجه إلى الرأي العام الفلسطيني داخل المناطق الذي ينتظر من زعيمه قراءة للتوجه حيال التوتر المتصاعد حول الحرم، وبشكل خاص في الوقت الذي يحاول فيه كل خصوم أبو مازن في حماس، وكذلك بعض الدول العربية (حتى وإن كانت القلة من بينها)، فرض خط متشدد وتأجيج الأوضاع.   

 

 

 

وبالمناسبة، من الممكن أيضاً أن يكون أبو مازن يوجه أقواله إلى البيت الأبيض – ذلك أن الاتصالات السياسية مع إسرائيل تجري حتى الآن بوساطة أميركية وليست كمفاوضات مباشرة.

 

 

 

لقد اندلع التوتر حول الحرم في الوقت الذي كان فيه أبو مازن يستعد للمعركة على غزة وذلك في محاولة لإركاع حركة حماس. فرئيس السلطة الفلسطينية يشدد الضغط على القطاع، ويقطع الكهرباء والماء، وهي إجراءات أهم بكثير للحياة اليومية للفلسطينيين هناك من وضع البوابات الإلكترونية عند مداخل الحرم. 

 

 

 

إلا أن ذلك ليس فقط معركة على غزة، بل أيضاً معركة على مستقبل زعامة أبو مازن، حيث يوجد في قلب السلطة الفلسطينية، وكذلك خارجها، من يعدون العدة لاستبداله (انظروا إلى التقارب الحاصل بين مصر وبين محمد دحلان). 

 

 

 

إن زعامة أبو مازن قاصرة. فهو ليس رجل البيانات الدراماتيكية، كما أنه ليس رجل الأفعال العظيمة. وهذا هو سر عظمته وضعفه معاً. وهو ليس رجل عنف أو تأجيج للعواطف، إلا أنه على ما يبدو كذلك ليس هو الشخص الذي سيقود الفلسطينيين إلى سلام الشجعان. فجُلّ ما يريده هو العودة إلى البيت بسلام.  

 

 

 

إن الاستنتاج العملي من ذلك هو أن إسرائيل ستضطر لحل الأزمة الحالية بقواها الذاتية، وربما بمساعدة دول عربية مجاورة وفي مقدمتها الأردن والسعودية. وأبو مازن لن يعارض أي حل وسط يمكن التوصل إليه، وحتى أنه سيحاول أن يجني المكاسب من ذلك والمضي قدماً في صراع البقاء الذي يخوضه ضد خصومه وأعدائه على كرسيه.

 

 

 

ترجمة: مرعي حطيني

 

المصدر: "إسرائيل اليوم"