"نيويورك تايمز": تسييس لقاحات "كوفيد" يتزايد في أميركا

قال الدكتور أنتوني فاوتشي إنه لا ينبغي أن تتوقع البلاد أن تصل إلى مناعة القطيع حتى يتم تطعيم 75 في المائة على الأقل من الأميركيين.

  • مواطنون ينتظرون دورهم للتطعيم في ولاية نيوجيرسي.
    مواطنون ينتظرون دورهم للتطعيم في ولاية نيوجيرسي.

كتب جيوفاني روسونيلو تقريراً في صحيفة "نيويورك تايمز" تناول فيها الجدل في الولايات المتحدة بشأن سلامة اللقاحات وضرورة التطعيم حيث دعا الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن حكام الولايات إلى فتح إمكانية التطعيم ضد فيروس كورونا لجميع البالغين في غضون الأسبوعين المقبلين، وذلك لتسريع الوصول إلى الهدف الذي كان قد حدده سابقاً أنه بحلول الأول من أيار / مايو.

لكن استطلاعات الرأي الأخيرة والمد والجزر السياسيين، لا سيما في الولايات الحمراء المؤيدة للجمهوريين، تشير إلى أنه إذا كانت البلاد ستصل إلى مناعة القطيع، فإن توفير اللقاح ببساطة قد لا يكون كافياً. إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن أقلية كبيرة من المشككين لا يزالون حذرين من التطعيم، حيث تروادهم شكوك حول سلامة اللقاح.

وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في أميركا، إنه لا ينبغي أن تتوقع البلاد أن تصل إلى مناعة القطيع - حيث يتوقف المرض فعلياً عن الانتقال بحرية بين المصابين - حتى يتم تطعيم 75 في المائة على الأقل من الأميركيين.

جوزات اللقاح

وبدأت بعض الولايات والشركات في التعامل مع إثبات التطعيم كنوع من جواز السفر. فالعديد من سفن الرحلات البحرية، على سبيل المثال، تتطلب دليلاً من الركاب على التطعيم، وأعلن حاكم نيويورك أندرو كومو الشهر الماضي عن إنشاء بطاقة، وهي وسيلة لسكان الولاية لإظهار دليل على التطعيم بسهولة باستخدام هاتف ذكي. كما أن إثبات تلقي اللقاح مطلوب الآن للدخول إلى بعض الأماكن الكبيرة بموجب إرشادات إعادة الفتح الحالية في نيويورك.

ورأى الكاتب أن الصورة السياسية مختلفة في مكان آخر. فقد أصبح حاكم تكساس غريغ أبوت ثاني حاكم جمهوري، بعد رون ديسانتيس حاكم فلوريدا، يوقع أمراً تنفيذياً يمنع الشركات من مطالبة موظفيها بالتطعيم.

وأوضح فاوتشي في حديث صحافي أخيراً أنه من المرجح أن يظل هو وإدارة بايدن خارج فرض جواز اللقاح. وقال: "أشك في أن الحكومة الفيدرالية ستكون المحرك الرئيسي لمفهوم جواز اللقاح. ربما يشاركون في التأكد من أن الأمور تتم بشكل عادل ومنصف، لكنني أشك في أن تكون الحكومة الفيدرالية هي العنصر الرئيسي في ذلك."

تطعيم البالغين

تشير استطلاعات الرأي إلى أن تطعيم البلد بأكمله قد يستغرق بعض الوقت. وقد أفاد نحو نصف البالغين الأميركيين أنهم حصلوا على جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، وفقًا لاستطلاع أكسيوس / إبسوسAxios / Ipsos  قبل يومين.

ولكن هناك سبب للاعتقاد بأن الزيادة في تلقي اللقاحات قد تتضاءل قريباً. فمن بين أولئك الذين لم يحصلوا على اللقاح، كان من المرجح أن يقول الناس إنهم سينتظرون لمدة عام أو أكثر (25 في المائة) بدلاً من القول إنهم سيحصلون على اللقاح في غضون أسابيع قليلة من توفره (19 في المائة). 

وقال 31 في المائة من الجمهوريين إنهم لن يحصلوا على الأرجح على اللقاح. الدافع وراء ذلك هو الحذر العميق بين المسيحيين الإنجيليين البيض، وهم جزء أساسي من القاعدة الجمهورية، الذين أظهرت استطلاعات الرأي أنهم من بين أكثر السكان نفوراً من اللقاحات.

وأظهر استطلاع منفصل صدر من قبل مؤسسة كايزر وواشنطن بوست أن أكثر من ثلث البلاد ليس لديهم ثقة كبيرة في أن لقاحات "كوفي-19" قد "تم اختبارها بشكل صحيح من أجل السلامة والفعالية. ويشارك عمال الرعاية الصحية بالتساوي مع بقية السكان من حيث الشك في اللقاح: 36 في المائة منهم لم يكونوا واثقين من سلامته.

الشكوك في سلامة اللقاح

عندما يتعلق الأمر بالثقة، لا يوجد مقياس أقوى من إعطاء شيء لطفلك. وأوضح فاوتشي أن مناعة القطيع لن تكون ممكنة من دون التطعيمات واسعة النطاق للشباب، لذلك يجب أن يشملهم أي هدف يريد البلد الوصول إليه. لكن نحو نصف الآباء الذين شملهم استطلاع أكسيوس / إيبسوس قالوا إنهم على الأرجح لن يكونوا أول من يحصل على لقاح لأطفالهم عندما يصبح متاحاً.

وقال 52 في المائة من المستجيبين الذين لديهم طفل أقل من 18 عاماً في المنزل إنهم ربما يستفيدون من اللقاح بمجرد أن تكون الفئة العمرية لأطفالهم مؤهلة، لكن 48 في المائة قالوا إنهم لن يفعلوا ذلك.

ولكن حتى مع استمرار بعض الشكوك حول اللقاحات، أفاد الأميركيون بأنهم يجتمعون بأعداد أكبر بكثير. قال 55 في المائة من سكان البلاد إنهم كانوا بصحبة العائلة أو الأصدقاء في الأسبوع الماضي، أكثر من أي وقت مضى في العام الماضي. وقال 45 في المائة إنهم خرجوا أخيراً لتناول الطعام.

وقال 36 في المائة إنهم لم يمارسوا التباعد الاجتماعي على الإطلاق خلال الأسبوع الماضي.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم

أنظمة عربية عدة، وبعد سنوات من التطبيع السري مع الاحتلال الإسرائيلي، تسير في ركب التطبيع العلني، برعاية كاملة من الولايات المتحدة الأميركية.