"يديعوت أحرونوت": زعامة نتنياهو أدت إلى تآكل أمن "إسرائيل"

أدّت زعامة بنيامين نتنياهو إلى تآكل أمن "إسرائيل" وتعميق الانقسامات الداخلية وتمكين أعدائها.

0:00
  • "يديعوت أحرونوت": زعامة نتنياهو إلى تآكل أمن "إسرائيل"

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تنشر مقال رأي للكاتب صموئيل هايد، يتحدث فيه عن الهجوم الإلكتروني الإسرائيلي على لبنان، الذي وصفه بالإرهابي والوحشي، ولديه تداعيات اقتصادية على "إسرائيل" والغرب أنفسهم، ويقول إنّ زعامة نتنياهو إلى تآكل أمن "إسرائيل".

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

أدّت زعامة بنيامين نتنياهو إلى تآكل أمن "إسرائيل" وتعميق الانقسامات الداخلية وتمكين أعدائها. وفي حين يقدم نتنياهو نفسه باعتباره الحامي الذي لا غنى عنه لـ "إسرائيل" وسط الفوضى في الشرق الأوسط، فإنّ أفعاله أدّت باستمرار إلى تآكل الأمن بدلاً من تعزيزه.

وللتأكيد، إذا لم تكن هجمات أجهزة النداء إرهاباً، فلن يكون هناك شيء آخر كذلك. وقد طلب حزب الله أجهزة نداء جديدة، وهي جزء من الطريقة التي يتبعها لتجنب المراقبة الإلكترونية. ولو كنت مكانهم لحرصت على حراسة هذه الأجهزة منذ لحظة خروجها من المصنع حتى نقطة التسليم في لبنان.

ولكن هذا الوضع يشبه صندوق باندورا الحقيقي، فلا يوجد سبب يمنع حدوث هذا لأي جهاز، ويحمل كل شخص تقريباً هاتفاً في هذه الأيام. وفي الوقت نفسه، لا يمكن فتح معظم الهواتف وفحصها بالكامل. ولا توجد وسيلة لمعرفة ما إذا كانت هناك قنبلة أم لا. وفي الواقع، من حيث المبدأ، يمكن اختراق الهواتف وجعل بطارياتها تنفجر، وإن كان ذلك على الأقل في هذه الحالة بدون محامل الكرات التي قد تسبب ضرراً وشراً إضافياً.

من الواضح أنّ الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية رفضت إدانة الهجمات. وإذا لم يفعلوا ذلك، فمن الذي سيثق بأنهم لن يفعلوا كهذا الهجوم هم بأنفسهم؟ وهذا ليس ببعيد، فالغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لديهم سجل في هذا الشأن. وعادة ما تتعاون الدول الغربية الأخرى أو على الأقل تفعل ما يُطلب منها، فكيف تستطيع شركة أن تقاوم الضغوط الحكومية القوية وترفضها؟

وبالتالي، فإنّ النتيجة الأولى أنّ الكثير من الناس والمنظمات سيكونون أقل استعداداً لشراء المعدات الغربية.

ومن بين التأثيرات المحتملة الأخرى صعود الإلكترونيات الشفافة، على غرار التكنولوجيا المستخدمة في السجون أو الهواتف الشفافة في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

هذه نتيجة حالة أخرى من حالات عمليات الخداع التي تقوم بها "إسرائيل" والغرب لأنفسهم، وسوف يضر ذلك اقتصادياً، وسوف يؤدي إلى هجمات مقلدة من قبل آخرين.

وبالطبع، كان هذا عملاً وحشياً، وهو أمر طبيعي جداً بالنسبة إلى "إسرائيل". ومن الطبيعي جداً أن تفشل الولايات المتحدة في إدانته.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.