"فايننشل تايمز": كيف أصبح الذكاء الاصطناعي مساعدنا الشخصي؟
تُظهر بيانات جديدة كيف دمج ملايين الأشخاص التكنولوجيا في حياتهم اليومية.
-
صورة تم توليدها بواسطة "ChatGPT"
صحيفة "فايننشل تايمز" البريطانية تنشر تقريراً يتناول تحليل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل "ChatGPT" و"Claude"، على الصعيدين الشخصي والمؤسسي، وتطورها السريع خلال السنوات الأخيرة.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:
تُرسَل أكثر من 18 مليار رسالة إلى "ChatGPT" أسبوعياً. وفي غضون ثلاث سنوات فقط، استخدم أكثر من شخص واحد من بين كل عشرة روبوت الدردشة الخاص بشركة "OpenAI"، بمعدل استخدام لم تشهده شبكة الويب العالمية إلا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أي بعد أكثر من عقد من إطلاقها.
على الرغم من الصعود السريع لنماذج اللغات الكبيرة (LLMs) والأدوات المدمجة بالذكاء الاصطناعي، إلا أن البيانات المتاحة حول كيفية استخدام الناس لها لا تزال محدودة.
مع مليارات التفاعلات من ملايين المستخدمين يومياً، تحدثت صحيفة "فايننشل تايمز" إلى بعض أكبر شركات الذكاء الاصطناعي واستعرضت تقارير استخدام مفصلة لفهم كيفية دمج الناس لهذه الأدوات في حياتهم اليومية.
وكشفت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي أصبح مساعداً رقمياً عالمياً، مستخدَماً من المعلمين إلى مطوري الويب، ومن قوائم التسوق إلى نصائح العلاقات.
صرح روني تشاتيرجي، كبير الاقتصاديين في شركة "OpenAI"، بأن النتائج سلّطت الضوء على كيفية استخدام "ChatGPT" بشكل أساسي لدعم اتخاذ القرار. ووجدت الشركة أنّ الرسائل غير المتعلقة بالعمل قد تجاوزت 70% من إجمالي الاستخدام. وقال تشاتيرجي: "هناك تركيز كبير على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الوظائف، وهو أمر مهم كخبير اقتصادي، ولكن اتضح أن الناس يستخدمون الذكاء الاصطناعي اليوم لدعم اتخاذ القرارات وتحسين أدائهم".
وتوقع تشاتيرجي أن يشهد استخدام "ChatGPT" مهام أكثر تنوعاً مستقبلاً. وأضاف: "أعتقد أن الناس سيستخدمونه بكثافة أكبر في حياتهم، مع مجموعة أوسع من حالات الاستخدام التي قد لا نتخيلها حالياً".
يخدم "Claude"، الذي طورته شركة "Anthropic"، أكثر من 300 ألف عميل تجاري، وتظهر إحصاءات الاستخدام أن غالبية المحادثات تتعلق بالحاسوب والبرمجة.
أعلنت "Google" في تقريرها للربع الثاني من تموز/يوليو أن مراجع الذكاء الاصطناعي على صفحات نتائج البحث لديها "تتجاوز ملياري مستخدم شهرياً في أكثر من 200 دولة ومنطقة و40 لغة"، وأضافت أن 70% من المستخدمين الذين يستخدمون ميزة "ساعدني في الكتابة" في مستندات "Google" أو "Gmail" يلجأون في النهاية إلى الاقتراحات التوليدية.
أخبر مارك زوكربيرغ المستثمرين في أيار/مايو أن مساعد الذكاء الاصطناعي من ميتا، المستخدَم في جميع تطبيقات الشركة، وصل إلى مليار مستخدم شهرياً، فيما أطلقت الشركة هذا العام تطبيقاً مستقلاً للخدمة.
في أحدث تقرير أرباح لشركة "مايكروسوفت" في تموز/يوليو، قال الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا إن المجموعة التقنية "تبني مجموعة شاملة من منتجات الذكاء الاصطناعي والتقنيات على نطاق واسع". وأضاف أنّ نظام "Copilot" الخاص بالشركة تجاوز 100 مليون مستخدم نشط شهرياً.
مع تخطيط شركات التكنولوجيا الكبرى لإنفاق أكثر من 300 مليار دولار على استثمارات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي هذا العام وحده، فإنها تعوّل على استمرار نمو تبني الذكاء الاصطناعي. وتمثل استثمارات الشركات في الذكاء الاصطناعي الآن نحو 40% من نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة هذا العام.
التبني الخفي
على الرغم من تزايد الاستخدام الشخصي، لم تحدث ثورة على المستوى المؤسسي بعد.
توصلت دراسة أجراها أديتيا تشالابالي في مختبر الوسائط بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) إلى ظهور "اقتصاد الذكاء الاصطناعي الخفي"، حيث يستخدم الموظفون أدوات استهلاكية لأتمتة أو تحسين أجزاء كبيرة من وظائفهم من دون علم الشركة أو موافقتها.
وأشار التقرير إلى أن هؤلاء المستخدمين الخفيين يلجأون إلى برامج الذكاء الاصطناعي عدة مرات يومياً، بينما تظل مبادرات شركاتهم الرسمية في مراحل تجريبية. ووفقاً للدراسة، كانت التحديات التنظيمية الرئيسية هي مشكلات دمج الذكاء الاصطناعي في سير العمل، وانعدام الثقة في المنتجات، ومحدودية الأدلة على فعاليتها.
أظهر قطاعا الإعلام والتكنولوجيا فقط علامات واضحة على حدوث تغييرات هيكلية ناجمة عن الذكاء الاصطناعي. وتدعم هذه النتائج بيانات "Claude"، التي تشير إلى أن أكثر من ثلث المحادثات تبدأ من أشخاص يعملون في وظائف مرتبطة بالحاسوب والرياضيات.
تشير البيانات إلى أن الذكاء الاصطناعي الحالي يُستخدم أساساً كأداة إنتاجية فردية، سواء في العمل أم في الحياة الشخصية، وليس كأداة معطلة لبيئة العمل على نطاق أوسع كما توقع بعض الخبراء.
الأنماط الجغرافية
نشرت "Anthropic" بيانات جغرافية حول استخدام "Claude"، أظهرت اختلافات كبيرة بين البلدان والمناطق. وفي الولايات المتحدة، هناك تفاوت واضح بين الولايات: ارتفاع استخدام تكنولوجيا المعلومات في كاليفورنيا، والخدمات المالية في فلوريدا، وتحرير المستندات والمساعدة المهنية في واشنطن العاصمة.