"المونيتور": لماذا يلمح الشرع إلى علاقات مع "إسرائيل"؟
العضو في الكونغرس الأميركي مارلين ستوتزمان، الذي التقى مؤخّراً الرئيس السوري أحمد الشرع في دمشق، يقول إنّ الزعيم السوري أبلغه أنه سيكون "منفتحاً تماماً" على التطبيع مع "إسرائيل" إذا تمّ استيفاء الشروط.
-
"المونيتور": لماذا يلمّح الشرع إلى علاقات مع "إسرائيل"؟
موقع "المونيتور" الأميركي ينشر مقالاً يتناول فيه موقف الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، من مسألة تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:
لم يستبعد الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع الذي كان منتمياً في السابق إلى أحد فروع تنظيم "القاعدة"، أن تطبّع سوريا علاقاتها مع "إسرائيل". وقال الشرع للنائب "الجمهوري" عن ولاية إنديانا مارلين ستوتزمان خلال لقائهما، إنّه منفتح على الانضمام إلى اتّفاقيات "أبراهام" في ظلّ ظروف مناسبة. وقال ستوتزمان في مقابلة صحافية: "سألت الشرع هل أنت منفتح على اتفاقيات أبراهام، فقال، بالتأكيد، ولكن بشروط معيّنة".
ولم يحدّد الشرع تلك الشروط أو الظروف، لكنّ ستوتزمان قال إنّ الرئيس الشرع أعرب عن قلقه إزاء تعدّي "إسرائيل" على الأراضي السورية وسعيها الرامي إلى "تقسيم" البلاد، بعد أن دفعت باتجاه إقامة منطقة حكم ذاتي يسيطر عليها الدروز على طول الحدود الإسرائيلية.
وكان ستوتزمان والنائب "الجمهوري" عن ولاية فلوريدا كوري ميلز قد زارا سوريا على نحو غير رسمي في الأسبوع الماضي، ليصبحا أوّل عضوين في الكونغرس الأميركي يلتقيان الشرع منذ أن قاد التمرّد الخاطف الذي أطاح بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في أوائل كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وقال ستوتزمان إنّه "من المهمّ أن نتحدّث مع الحكومة الجديدة لمعرفة دوافعها ونيّاتها. لا نريد ديكتاتوراً آخر في سوريا. ونريد، أن يكون لإسرائيل حليف وصديق في الشرق الأوسط".
مع ذلك، تستمرّ إدارة ترامب في عزل الحكومة السورية الجديدة، ممّا يفضي إلى شروط بشأن تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة على البلاد خلال سنوات الحرب الأهلية.
وفيما اعتبر أميركياً بادرة حسن نية، اعتقلت السلطات السورية هذا الأسبوع عضوين بارزين في "الجهاد الإسلامي"، وهو فصيل فلسطيني مدعوم من إيران، وينشط في سوريا. ويعدّ قمع النشطاء الفلسطينيين من بين شروط الإدارة الأميركية لرفع العقوبات، علماً بأنّ هذه الشروط لا تفرض الالتزام بالحوار أو العلاقات مع "إسرائيل".
الباحث ومدير مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، قال إنّ الحكومة الجديدة في دمشق منفتحة على اتفاقيات أبراهام "في ظلّ ظروف غير موجودة اليوم ببساطة". وحتى ذلك الحين، يبقى من مصلحة الشرع أن يشير على الأقل إلى استعداده للتطبيع وإجراء محادثات، بحسب ليستر، الذي أضاف أنّ الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، "يلعبان هنا بهدوء، من خلال قول أقصى ما يمكنهما قوله لإرضاء جمهورهما من دون المبالغة في الأمر والإيحاء بأنّهما على وشك القيام بشيء وهما لم يقوما فيه بعد".
يُذكر أنّه لم تكن هناك علاقات دبلوماسية بين سوريا و"إسرائيل" في ظلّ نظام الأسد السابق. بل إنّ الدولتين في حالة حرب منذ تأسيس "إسرائيل" في العام 1948. ولذلك، إنّ أيّ تحرّك من جانب الشرع نحو التعامل مع "إسرائيل" سوف يثير جدلاً واسعاً داخل سوريا، خاصة وأنّ "الجيش" الإسرائيلي يقوم بغارات جوية متكرّرة على مواقع عسكرية تابعة للنظام السابق بعد سقوطه، بحجة ضرورة منع الأسلحة من الوقوع في الأيدي الخطأ.
كذلك، كان قد دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الشهر الماضي إلى "نزع السلاح بالكامل" في جنوب سوريا، بينما أكّد الشرع التزامه باتّفاقية وقف إطلاق النّار المبرمة عام 1974 مع "إسرائيل".
لا شكّ في أنّ التحدّي الرئيسي الذي سيواجه أيّ حكومة سوريّة انتقالية، يتركّز في السير على خط رفيع بين الدفاع عن سيادتها باستخدام القنوات السياسية والدبلوماسية المشروعة، وتجنّب الوقوع في فخ "إسرائيل"، والردّ على أيّ من أعمالها العدوانية. كذلك، لا يزال الرئيس ترامب يتطلّع إلى توسيع نطاق اتّفاقيات "أبراهام"، الإنجاز الأبرز في السياسة الخارجية خلال ولايته الأولى، والتي بموجبها طبّعت "إسرائيل" علاقاتها مع 4 دول عربية. كما صرّح ترامب للصحافيين مؤخراً، بأنّ إدارته "ستوسّع اتّفاقيات أبراهام".
إنّ إشراك السعودية في هذه المفاوضات سيكون الجائزة الكبرى، ويمهّد الطريق أمام دول أخرى لتحذو حذوها. لكنّ إدارة ترامب تنظر أيضاً إلى دول أخرى في العالمين العربي والإسلامي كأهداف محتملة للتطبيع.
كما أنّ مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أشار، إلى أنّ سوريا ولبنان خاضتا حروباً متعدّدة مع "إسرائيل"، قد تنضمّان يوماً ما إلى اتّفاقيات "أبراهام". وفي كلمة له خلال فعّالية للجنة اليهودية الأميركية في الشهر الماضي قال ويتكوف إنّ "التغييرات الجذرية في المنطقة، ولا سيّما الانتكاسات التي تواجهها القوات الحليفة لإيران في تلك الدول، قد تساهم في الوصول إلى هذا". مع ذلك رفض رئيس الوزراء اللبناني نوّاف سلام، هذه الفكرة.
يقول الباحث توم واريك إنّ "الشرع أنّ يعلم أنّ التطبيع المحتمل مع إسرائيل هو إحدى الطرق لجذب انتباه ترامب"، وتحقيق أهداف اقتصاده من خلال ذلك.
نقله إلى العربية: حسين قطايا.