موجة إقالات بالجملة تضرب مدرّبي الفرق الكبرى

يبدو لافتاً، لا بل غريباً، ما حصل ويحصل منذ انطلاق الموسم الحالي في البطولات الأوروبية الكبرى لكرة القدم. إذ رغم أن الموسم لم ينتصف بعد فإن الإقالات تطال الكثير من المدرّبين لتراجع النتائج. المدرّبون المُقالون بالجملة، لكن الأهمّ هو أن الموجة شملت مدرّبين لفرق كبرى.

  • موجة إقالات بالجملة تضرب مدرّبي الفرق الكبرى
    من سيدرّب بايرن وأرسنال؟

 

يبدو لافتاً، لا بل غريباً، ما حصل ويحصل منذ انطلاق الموسم الحالي في البطولات الأوروبية الكبرى لكرة القدم. إذ رغم أن الموسم لم ينتصف بعد فإن الإقالات تطال الكثير من المدرّبين لتراجع النتائج. المدرّبون المُقالون بالجملة، لكن الأهمّ هو أن الموجة شملت مدرّبين لفرق كبرى.

وبالحديث عن الفرق الشهيرة فبعد أقلّ من شهر من انطلاق الموسم كانت البداية مع إقالة مدرب فالنسيا الإسباني مارسيلينو تحديداً في 11 أيلول/ سبتمبر، ثم جاء يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر ليشهد إقالة مدرّبَين لا واحد في يوم واحد والحديث هنا عن البرازيلي سيلفينيو في ليون الفرنسي وأوزيبيو دي فرانشيسكو في سمبدوريا الإيطالي.

لكن الأمور وصلت إلى فرق أكثر عراقة بداية من التاسع من تشرين الأول عندما أقال ميلان الإيطالي مدرّبه ماركو جيامباولو. إدارة النادي اللومباردي قامت بتعيين ستيفانو بيولي بديلاً له، لكن الصورة القاتمة للفريق لم تتبدّل. ظل "الروسونيري" يتخبّط بالنتائج والأداء السيئين ليصبح في المركز 12 في ترتيب البطولة الإيطالية بفارق 19 نقطة عن يوفنتوس المتصدّر قبل مباراته أمام بارما اليوم. وبطبيعة الحال فإن استمرار تراجع الفريق سيُجبر الإدارة على إقالة بيولي بدوره.

موجة الإقالات انتقلت إلى ألمانيا لتطيح مدرب بايرن ميونيخ الكرواتي نيكو كوفاتش في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر. المشهد بدا غير مألوف مع النادي البافاري بإقالته مدرّبه بعد عدة مراحل فقط من انطلاق الموسم، لكن تراجع نتائج الفريق وتحديداً في "البوندسليغا" حيث اعتاد بايرن الصدارة من المراحل الأولى علماً أنه حسم اللقب في الموسم الماضي في الأمتار الأخيرة وخرج من دور الـ 16 لدوري الأبطال بأداء سيىء أمام ليفربول الإنكليزي، أدّى لاتخاذ القرار الحاسم وإطاحة كوفاتش خصوصاً بعد الخسارة الصادمة أمام أينتراخت فرانكفورت 1-5.

لم يستعجل بايرن تعيين مدرب خشية تكرار تجربة كوفاتش وخصوصاً أن البافاري من الفرق التي لا تعتاد تغيير المدربين باستمرار فأُوكلت المهمّة مؤقّتاً لمساعد كوفاتش هانز – ديتر فليك بعد أن تردّدت العديد من الأسماء في فلك النادي وبينها الفرنسي أرسين فينغر والإسباني جوسيب غوارديولا والبرتغالي جوزيه مورينيو لكن كل هذه الخيارات كانت مجرّد شائعات ومنح النادي الثقة لفليك حتى حين. غير أن خسارة بايرن أمس على ملعبه أمام باير ليفركوزن من شأنها ربما أن تعجّل في قرار الإدارة بتعيين مدرّب في العطلة الشتوية على أبعد تقدير.

 

إقالتان في لندن

بالإنتقال إلى إنكلترا فإن الإقالة وصلت إلى الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو مدرب توتنهام. كان ذلك في 19 تشرين الثاني. يمكن القول أن الإقالة تأخّرت بعض الشيء، إذ إنها كانت منتظرة في اليوم الذي تلا الخسارة المدوّية للفريق على ملعبه في لندن أمام بايرن ميونيخ 1-7 في دوري أبطال أوروبا، لكن النادي منح مدرّبه فرصة جديدة بعد مشواره المميز مع الفريق منذ أن استلم تدريبه حيث ارتقى به إلى أعلى المستويات وأوصله الموسم الماضي إلى نهائي "التشامبيونز ليغ" قبل الخسارة أمام ليفربول، لكن الأمور لم تتغيّر وظلّ الفريق يتخبّط في "البريميير ليغ" ويتراجع بعد أن كان دائم التواجد في فرق الطليعة. تمّت الإقالة. لكن سريعاً وبعد ساعات كان الخلف جاهزاً. وصل البرتغالي جوزيه مورينيو. حال الفريق انقلبت في أيام معدودة رأساً على عقب إذ تأهّل إلى دور الـ 16 في دوري الأبطال وحقّق أمس انتصاره الثالث على التوالي للمرة الأولى منذ نيسان/ أبريل في الموسم الماضي. أصاب توتنهام بقرار الإقالة وقرار التعيين.

دائماً في لندن، وبعد 10 أيام تماماً في 29 تشرين الثاني، أقال أرسنال مدرّبه الإسباني أوناي إيمري. لم تعد الإدارة تحتمل تراجع النتائج والأداء أو بالأصحّ فشل مشروع إيمري منذ الموسم الماضي والخسارة القاسية في نهائي "يوروبا ليغ" أمام تشلسي 1-4 في البطولة التي عرف فيها الإسباني شهرته بـ 3 ألقاب مع إشبيلية فضلاً عن الفشل في إيصال الفريق إلى المسابقة الأهم دوري الأبطال هذا الموسم واستمرّ التراجع في الموسم الحالي حيث يقبع "الغانرز" حالياً في المركز التاسع في "البريميير ليغ" بفارق 22 نقطة عن ليفربول المتصدّر مؤقّتاً قبل المباراة أمام نوريتش اليوم، لتأتي الخسارة على ملعب الفريق أمام أينتراخت فرانكفورت الألماني 1-2 في "يوروبا ليغ" الخميس الماضي بمثابة "الضربة القاضية" لإيمري (للمفارقة فرانكفورت تسبّب قبل إقالة الإسباني بإقالة كوفاتش). في لندن، إيمري ليس فينغر ولا يمكن أن يُمنح الفرص مراراً. "الغانرز" الآن بقيادة لاعبه السابق السويدي فريدي ليونبيرغ مؤقّتاً.

المدرب القادم لأرسنال شغل عناوين الصحف الإنكليزية في الساعات الأخيرة. أسماء كثيرة ذُكرت بينها الإسكتلندي براندن رودجرز ولاعب أرسنال السابق، ميكيل أرتيتا، مساعد جوسيب غوارديولا الحالي في مانشستر سيتي، بحسب صحيفة "ذا إينديبندنت"، والإسباني مارسيلينو المُقال من فالنسيا بحسب "ذا صن"، فيما ذكرت تقارير صحفية أخرى أسماء لاعب الفريق الآخر السابق الفرنسي باتريك فييرا والبرتغالي نونو إسبيريتو سانتو مدرب ولفرهامبتون الحالي، فضلاً عن بوكيتينو رغم أن صحيفة "ذا دايلي مايل" ذكرت أن مقرّبين منه نصحوه بأخذ فترة من الراحة حتى الصيف المقبل علماً أنه أيضاً بين المرشّحين بقوة لتدريب بايرن ميونيخ، بالإضافة إلى إسم الإيطالي ماسيميليانو أليغري.

غير أن القصة يبدو أنها لن تنتهي هنا. مدرّبون آخرون ليسوا بمأمن من مقصلة الإقالة والحديث تحديداً عن أولي غونار سولسكاير مدرب مانشستر يونايتد وكارلو أنشيلوتي مدرب نابولي ولوسيان فافر مدرب بوروسيا دورتموند. هذا في المدى القريب، أما في المدى البعيد، على الأقل بعد أشهر، فإن مسابقة دوري الأبطال في أدوار خروج المغلوب ستكون بمثابة الفرصة الأخيرة للعديد من المدربين يأتي في طليعتهم إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة وتوماس توخيل مدرب باريس سان جيرمان.

يبدو أنه موسم الإقالات الكبرى.