لندن تبدي استعدادها لإرسال قوات إلى أوكرانيا.. واجتماع أوروبي للرد على ترامب
"لضمان أمن بريطانيا وأوروبا"، لندن مستعدة لإرسال قوات إلى أوكرانيا، كما أعلن رئيس حكومتها، في وقت تستضيف باريس اجتماعاً أوروبياً لمناقشة التحرّكات الأميركية الأخيرة.
-
رئيس الوزراء البريطاني يؤكّد أنّ الضمان الأمني الأميركي ضروري من أجل سلام دائم
أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، استعداد بلاده لإرسال قوات إلى أوكرانيا "إذا لزم الأمر لضمان أمن بريطانيا وأوروبا". جاء ذلك في وقتٍ تستعدّ فيه "دول أوروبية رئيسية" لعقد اجتماع لمناقشة "الأمن الأوروبي" والملف الأوكراني، في وقت يتزايد فيه التوتر بشأن دور الولايات المتحدة في الحرب.
وفي مقال نشره في صحيفة "ديلي تلغراف"، أكد ستارمر أنّ بريطانيا "مستعدّة وراغبة في المساهمة في ضمانات أمنية لأوكرانيا" من خلال إرسال قواتها في حال اقتضت الضرورة. وأضاف أنه سيشارك في اجتماع أوروبي في باريس لمناقشة "تسريع" التعامل مع الملف الأوكراني، وسط قلق من التحرّكات الأخيرة للإدارة الأميركية.
كما أشار إلى أنه سيجري محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأيام المقبلة، معترفاً بأهمية التعاون الوثيق بين أوروبا والولايات المتحدة لضمان استقرار القارة. وشدّد على أن "الدعم الأميركي سيظل ضرورياً"، موضحاً أنّ "الضمان الأمني الأميركي ضروري من أجل سلام دائم".
في الجانب الفرنسي، أعلن وزير الخارجية، جان نويل بارو، أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا إلى اجتماع يضمّ الدول الأوروبية الكبرى لمناقشة "الأمن الأوروبي". وقالت الرئاسة الفرنسية إن القمة ستجمع قادة ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا والدنمارك، إضافة إلى مسؤولي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
يأتي ذلك في وقت حسّاس وسط محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب استئناف المحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أعلن عن احتمالية لقاء قريب في السعودية لبحث الأزمة الأوكرانية التي دخلت عامها الرابع.
من جانبه، قلّل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من التفاؤل بتحقيق انفراجة سريعة في المحادثات، مشيراً إلى تعقيد الوضع العسكري والسياسي في أوكرانيا.
وكان ترامب أكد مراراً خلال حملته الانتخابية أنه سينهي النزاع في يوم واحد إذا عاد إلى البيت الأبيض، لكن روبيو أكد أن هذا الأمر "لن يكون سهلاً".
محادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا "من دون الأوروبيين"
يأتي اجتماع الدول الأوروبية الاثنين بعد اختتام مؤتمر "ميونيخ للأمن" في ألمانيا، حيث شهد المؤتمر توترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. خلال المؤتمر، وجه نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي، متهماً إياه بتقييد حرية التعبير، بينما أكد أنّ الولايات المتحدة تفكّر في إجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا من دون مشاركة الأوروبيين.
في السياق ذاته، أعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، عن اعتقاده بأنّ الأوروبيين لن يكونوا جزءاً من المفاوضات، ما أثار ردود فعل غاضبة من كييف وأوروبا على حد سواء. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حضّ الحلفاء الأوروبيين على التحرّك بشكل حاسم ضدّ روسيا، محذراً من أنّ المفاوضات قد تتمّ "من وراء ظهر" كييف وأوروبا، كما أشار إلى تصريحات ترامب التي لم تتضمّن أيّ تأكيد لضرورة وجود الأوروبيين في طاولة المفاوضات.
وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أصرّ بدوره على أنّ "الأوكرانيين وحدهم هم من يقرّرون متى يتوقّفون عن القتال"، مشدّداً على ضرورة ضمانات أمنية لهم من أوروبا وأنّ الأوروبيين سيشاركون في المفاوضات باعتبارهم جزءاً أساسياً في العملية.
وأشار بارو إلى أنّ حديث ترامب مع بوتين في الأيام الماضية شكّل مفاجأة للعديد من الوزراء الأوروبيين الذين حضروا اجتماعاً في باريس، حيث كان هناك اتفاق عامّ على أنّ أيّ قرار بشأن أوكرانيا لا يمكن أن يتخذ من دون مشاركة كييف أو الدول الأوروبية.