عراقتشي: الغرب أفشل الحلول التفاوضية.. وطهران ستتخذ قرارات جديدة بعد تفعيل "آلية الزناد"
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي يؤكّد أن بلاده لا تزال تؤمن بالحل الدبلوماسي للملف النووي، رغم التصعيد الغربي وتفعيل "آلية الزناد"، متهماً الدول الأوروبية بإفشال جهود التفاوض بسبب مطالبها غير الواقعية.
-
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي (أرشيف)
أكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي أنّ بلاده سعت دائماً إلى التوصل إلى حل تفاوضي عادل ومتوازن بشأن برنامجها النووي، لكن الدول الغربية أفشلت هذه الجهود بسبب مطالبها غير المعقولة والمبالغ فيها.
وخلال لقائه السفراء الأجانب في طهران، شدّد عراقتشي على أنّ التجربة أثبتت أن لا حل سوى عبر المسار الدبلوماسي والتفاوضي، موضحاً أنّ التهديدات المتكررة بالعدوان العسكري على إيران لم تقدّم أي حلول للملف النووي.
"آلية الزناد" ستزيد المفاوضات تعقيداً
وأشار عراقتشي إلى أنّ تهديد الغرب بتفعيل "آلية الزناد"، تماماً كما التهديد بالعدوان العسكري، لن يكون حلاً فعّالاً بل سيزيد من تعقيد المفاوضات، معتبراً أنّ الدول الأوروبية الثلاث تظن أنها تستطيع أن تصل إلى ما تريد عبر تفعيل "آلية الزناد" لكن هذه الخطوة لن تكون مؤثرة بل ستصعب العمل الدبلوماسي.
وأضاف أنّ طهران مستمرة بالدبلوماسية دائماً إلا أن طريقة وأطراف التفاوض تغيروا في الظروف الحالية، مؤكّداً أنّ الدور الأوروبي في المفاوضات المقبلة "أصبح أقل أهمية وتقلّصت مبرّرات مشاركتهم".
وشدّد على أنّ اتفاق القاهرة لم يعد كافياً في ظل التطورات الجديدة، وعلى رأسها تفعيل "آلية الزناد"، مشيراً إلى أنّ إيران "ستتخذ قرارات جديدة تتناسب مع المرحلة الراهنة".
التواصل مع واشنطن محصور بالملف النووي
وأوضح الوزير الإيراني أنّ المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة تناولت الملف النووي حصراً، مؤكّداً أن إيران لم تبلغ أبداً بما يتم تداوله إعلامياً حول مطالب الأطراف الأخرى في المفاوضات.
وأكّد أنّ مقترحات إيران كانت "واضحة جداً"، وأنّ "عرقلة العملية الدبلوماسية من الجانب الغربي هي التي حالت دون التوصل إلى اتفاق"، مشيراً إلى أنّه " إذا توفرت النوايا الحسنة وأخذت المصالح المشتركة بعين الاعتبار" فهناك إمكانية لاستمرار المفاوضات.
واعتبر عراقتشي أنّ الإجراءات الأخيرة في مجلس الأمن زادت من صعوبة التفاوض، لكنه شدّد على أنّ إيران ستواصل جهودها الدبلوماسية، لكن الظروف ستكون مختلفة بالتأكيد بعد العدوان الأخير وتفعيل "آلية الزناد".
وختم بالتأكيد أنّ طهران خاضت جميع المسارات الدبلوماسية وواصلت التعاون والمشاورات، وقدمت مقترحات بناءة لإثبات سلمية برنامجها النووي، مشدداً على أنّ مواقفها "مشروعة بالكامل"، وأنّها "مستعدة لمتابعة أي حل يؤدي إلى بناء الثقة في البرنامج النووي الإيراني السلمي مع الحفاظ على حقوقها".