تحطيم "تمثال الشهداء" في حلب يثير الجدل في سوريا.. بماذا علّق محافظ المدينة؟

تحطيم "تمثال الشهداء" في ساحة سعد الله الجابري وسط مدينة حلب يثير الجدل في سوريا، بعد تداول مقطع مصوّر يُظهر لحظة تحطم الجزء العلوي منه.

0:00
  • تحطّم
    "تمثال الشهداء" في حلب بعد تحطيم الجزء العلوي منه

أثار تحطيم "تمثال الشهداء" في ساحة سعد الله الجابري وسط مدينة حلب الجدل في سوريا، بعد تداول مقطع مصوّر يُظهر لحظة تحطم الجزء العلوي منه، مساء الأربعاء.

ويوثّق الفيديو استخدام رافعة لسحب التمثال عبر كابلات معدنية، قبل أن ينكسر الجزء العلوي منه ويسقط على الأرض، في مشهد وصفه ناشطون بـ"المهين".

وعبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم واستيائهم من تحطيم التمثال، ورأوا أن ذلك استخفاف بقيمته.

ماذا برّر محافظ حلب؟

وتعليقاً على الحادثة، أعلن محافظ حلب عزام الغريب عبر "منصة X" أن المشاهد "أظهرت خللاً واضحاً في عملية نقل المجسّم القائم في ساحة سعد الله الجابري الذي أطلق عليه النظام السابق اسم تمثال الشهداء".

وأكد لأهالي حلب أن "ما جرى غير مقبول بأي معيار"، وأن "المسؤولية ستُحمَّل بالكامل للجهة التي نفذت النقل من دون الالتزام بالمعايير الفنية والإنشائية التي تم التأكيد عليها مسبقاً".

لماذا أزيل التمثال من مكانه؟

وأوضح أن "الموافقة على نقل المجسم إلى المتحف تمت بناءً على خطة مقدمة من مجلس مدينة حلب بالتنسيق مع مديرية الآثار في إطار مشروع لتأهيل الساحة وتحويلها إلى فضاء ثقافي نابض بالحياة".

وقال: "جاءت هذه الخطة بعد ورود مطالبات من بعض الأهالي بإزالة المجسم، نظراً إلى ارتباطه في وجدانهم بمرحلة مؤلمة من تاريخ المدينة وما شهدته من أحداث وممارسات على يد النظام السابق بالفترة الممتدة منذ 1982 وحتى 1984".

وأضاف: "مع اختلاف الآراء حول دلالة المجسّم، تم التأكيد حينها أن تُنفذ عملية النقل بأسلوب دقيق وآمن وتحت إشراف مختصين حفاظاً على أي قيمة توثيقية له".

وأكد أن لا صحة لما يُروّجه البعض عن خلفيات أيديولوجية للقرار، مشيراً إلى أن "نقل التمثال كان قراراً إدارياً ضمن خطة تطوير عمراني استندت إلى معطيات ميدانية وآراء مجتمعية".

وأعلن أنه سيوجّه فوراً بترميم الأجزاء المتضررة تمهيداً لحفظ المجسّم في المتحف وفق الأصول، مؤكداً الحرص على حضارة هذه المدينة العريقة وعلى أن تُدار مشاريعها بروح من الكفاءة والانضباط والاحترام لتاريخها.

تشكيك في الرواية الرسمية

هذه الرواية الرسمية لم تُقنع كثيرين، وخصوصاً بعد انتشار الصور التي أظهرت التمثال محطّماً، وطالب بعض الناشطين والأهالي بفتح تحقيق شفاف في ملابسات ما جرى، ومحاسبة المسؤولين وإعادة التمثال إلى حالته الأصلية.

وكانت الشركة المشرفة على مشروع إعادة تأهيل وتجميل ساحة سعد الله الجابري قد نشرت، في وقت سابق، تصاميم جديدة للساحة لم تتضمن التمثال، ما أثار حفيظة عدد من السكان والناشطين الذين اعتبروا ذلك مؤشراً على نية مبيّتة لإزالته.

اخترنا لك