"فايننشال تايمز": موسكو طلبت من واشنطن انسحاب "الناتو" من أوروبا الشرقية

"فايننشال تايمز" تتحدث عن طلب روسي يقضي بانسحاب قوات "الناتو" من أوروبا الشرقية، خلال المحادثات مع الولايات المتحدة، وسط مخاوف لدى العواصم الأوروبية.

0:00
  • قوات من الحلف الأطلسي
    قوات من حلف شمال الأطلسي (أرشيفية - وكالات)

تحدثت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، عن "طلب روسيا انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي، الناتو، من الجهة الشرقية للحلف"، خلال الجولة الأولى من المحادثات مع الولايات المتحدة، بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأوضحت الصحيفة أنّ هذا الأمر "أثار مخاوف في العواصم الأوروبية، من أنّ إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد توافق على إبرام اتفاق سلام".

وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن كريستيان دياكونيسكو، وهو رئيس أركان الرئيس الروماني ومستشاره للدفاع والأمن القومي، قوله إنّ الوفد الأميركي "رفض طلب موسكو"، مضيفةً أن "لا ضمانات بأنّ واشنطن لن تقدّم في نهاية المطاف هذا التنازل".

وفي حديث تلفزيوني، الأربعاء، قال دياكونيسكو إنّ "الوضع يمكن أن يتغيّر من ساعة إلى أخرى، أو من يوم إلى آخر"، وذلك في إشارة منه إلى الانتقادات الحادة التي وجّهها ترامب إلى نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وما قالت الصحيفة إنّها "تنازلات قدّمتها الولايات المتحدة لروسيا، حتى قبل بدء المحادثات".

وأضاف المسؤول الروماني أنّ رئيس بلاده، إيلي بولوجان، التقى نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في باريس، الأربعاء، و"خرج بقناعة أنّ الزعماء الأوروبيين، في اتصالاتهم مع الولايات المتحدة، سيؤكدون الحاجة إلى المشاركة في أي ترتيبات أمنية تؤثر على المنطقة"، (وذلك بعد عدم مشاركة الدول الأوروبية في المحادثات الروسية - الأميركية في الرياض).

كذلك، أكد دياكونيسكو أنّ مسؤوليون بريطانيين وفرنسيين سيزورون واشنطن، الأسبوع المقبل، سعياً لإقناع الرئيس الأميركي بـ"عدم الاستسلام للطلب الروسي" بشأن انسحاب قوات "الناتو"، معتبراً أنّ الوضع الحالي "معقد وخطير للغاية".

من جهته، قال مسؤول كبير لـ"فايننشال تايمز" إنّ المسؤولين الأوروبيين "غير متأكدين من وصول رسالتهم"، موضحاً أنّ "الخطر والقلق لا يزالان قائمين، من أنّ روسيا تخدع واشنطن وتدفعها إلى شيء ما من خلال الضغط على أوكرانيا".

ويأتي ذلك بينما تشعر الدول الأوروبية الشرقية، الواقعة على خط المواجهة، بتوتر بشأن نوايا ترامب، وذلك بعد "التنازلات التي قدمتها إدارته لموسكو في الأيام الأخيرة، من استبعاد عضوية أوكرانيا في الناتو، إلى الوعد بتطبيع العلاقات الأميركية مع روسيا".

ووفقاً للصحيفة، فقد أثار ترامب قلق حلفاء واشنطن الأوروبيين، عندما قال إنّ "محاولة أوكرانيا الانضمام إلى الناتو كانت السبب وراء الحرب". كما أنّه وصف زيلينسكي بـ"ديكتاتور بلا انتخابات"، محذراً إياه بأنّه "من الأفضل له أن يتحرك بسرعة، وإلا فلن يتبقى له بلد".

أما في بولندا، فتصرّ الحكومة، "حتى الآن، على أنّها لا تملك أي سبب للخوف من تخلي ترامب عنها"، في حين "تحثّ شركاءها الأوروبيين على الاستجابة لدعوة ترامب لتعزيز الإنفاق الدفاعي في القارة"، بحسب "فايننشال تايمز".

اقرأ أيضاً: "بلومبرغ" تكشف عن خطة أوروبية لأوكرانيا.. هل يوافق ترامب عليها؟

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك