"بلومبرغ": روسيا تقترب من التوصل لاتفاق بشأن الإبقاء على وجود عسكري في سوريا
وكالة "بلومبرغ" الأميركية تشير إلى قرب الاتفاق بين روسيا وسوريا بشأن الاحتفاظ بوجود عسكري محدود في سوريا "ما يمثّل ثاني انتصار كبير لروسيا في السياسة الخارجية" بعد بداية المفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية.
-
مدخل قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا (أ ف ب)
كشفت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، اليوم الاثنين، نقلاً عن مصادر أنّ روسيا تقترب من التوصّل إلى اتفاق مع الحكومة السورية الجديدة من شأنه أن يسمح لها بالاحتفاظ بوجود عسكري محدود في سوريا.
وقالت الوكالة إنّ احتفاظ روسيا بوجود عسكري محدود في سوريا يتمثّل ببعض الموظفين، والمعدّات العسكرية، يحقّق هدفاً رئيساً للرئيس فلاديمير بوتين بعد سقوط النظام السابق الذي دعمه، وفقاً لأشخاص طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخوّلين بالتحدّث علناً.
وقال أحد المصادر إنّ "روسيا تأمل في الاحتفاظ بالقواعد البحرية والجوية نفسها التي استخدمتها في سوريا، ولا يوجد ما يضمن أن تسفر المحادثات الحالية عن اتفاق، ولكنّ المكالمة الهاتفية بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تظهر أنّ الزخم يتزايد بشأن التوصّل لاتفاق".
وفي وقتٍ سابق، صرّح وزير الدفاع السوري الجديد، مرهف أبو قصرة، بأنّ سوريا منفتحة على السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها الجوية والبحرية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، ما دام أيّ اتفاق مع الكرملين يخدم مصالح البلاد.
سوريا ثاني انتصار لروسيا في السياسة الخارجية
كما لفتت الوكالة إلى أنّ الاتفاق النهائي سوف يمثّل ثاني انتصار كبير لروسيا في السياسة الخارجية، هذا الشهر، وذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنّها ستبدأ محادثات سلام مع موسكو بشأن كيفيّة إنهاء الأزمة في أوكرانيا.
وأشارت المصادر إلى أنّ روسيا "قد تساعد في القتال ضد تنظيم داعش الذي ينشط في شرق سوريا". فيما قال مصدر من المصادر إنّ "استمرار الوجود الروسي قد يساعد زعماء سوريا في موازنة نفوذ تركيا المتزايد".
ووفقاً للوكالة فإنّ مسؤولين أوروبيين كانوا حريصين على خروج القوات الروسية من سوريا، لكنّ آخرين، وخاصّة من جنوب أوروبا، كانوا قلقين من أنّ روسيا قد تعيد التركيز على ليبيا إذا فقدت قواعدها البحرية والجوية في سوريا.
في الوقت الحالي، سحبت روسيا، التي لديها العديد من القواعد والمواقع في جميع أنحاء سوريا، أفرادها وأصولها العسكرية من جميع القواعد باستثناء المنشأتين في طرطوس واللاذقية، ولهما قيمة استراتيجية عميقة لروسيا، ولا سيما القاعدة البحرية، التي تمنح موسكو ميناءً دافئاً مرغوباً فيه على البحر الأبيض المتوسط.