في ذكرى انتصار تموز: "إسرائيل" متصدّعة داخلياً.. والمقاومة في لبنان أكثر قوة وخبرة

محللون وخبراء يؤكدون، في الذكرى الـ17 لانتصار تموز، عبر شاشة الميادين، أنّ المقاومة في لبنان جاهزة لأيّ مواجهة مع الاحتلال، في وقت يواجه الأخير أزمةً عميقةً.

  • مناورة عسكرية أجراها حزب الله عام 2023 (أرشييف)
    مناورة عسكرية أجراها حزب الله عام 2023 (أرشيف)

شدد عدد من المحللين السياسيين والعسكريين للميادين على تعاظم قدرات المقاومة في لبنان في الذكرى الـ17 لانتصار تموز، فيما يشهد كيان الاحتلال تفككاً وتخبطاً داخلياً، مضيفين أنّ المقاومة وللمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي، هي التي صنعت "الشرق الأوسط الجديد"، عبر انتصارها في حرب تموز عام 2006.

الخبير العسكري محمد عباس، في حديث إلى الميادين، أكّد أنّ المقاومة في لبنان "جاهزة لأي مواجهة"، في حين "لم تتطوّر قدرات العدو العسكرية على المستوى الهجومي، قياساً بتطوّر قدرات المقاومة".

وشدّد عباس على أنّ "المقاومة لم تتوقّف يوماً عن مراكمة قدراتها، ولا سيما أنّها تعلم بأنّ العدو يراكم قدراته"، مع الإشارة إلى أنّ أنّها عملت "تحت الأرض منذ عام 1985، في مقابل التفوق الاستخباري لدى العدو".

وقال، عبر شاشة الميادين، في الذكرى الـ17 لانتصار تموز، إنّ هذا الانتصار "ألقى آثاره على المقاومة الفلسطينية، التي حقّقت انتصارات في عدة محطات".

إرادة المقاومة انتصرت عام 2006

المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية، اللواء نصر سالم، أكّد أنّ "انتصار تموز هو انتصار، بكل ما للكلمة من معنى، لأنه تجلّى في نصر الإرادة".

وفي حديث إلى الميادين، قال سالم إنّ "إرادة المقاومة هي التي انتصرت عام 2006"، مشدداً، في الوقت نفسه، على وجوب "ألّا نستهين بالعدو"، وعلى "أنّنا نمتلك قوة عقيدة وإرادة، ويجب تنميتها أيضاً".

وأشار سالم إلى أنّ الاحتلال ركّز، في عام 2006، على سلاح الجو، إلّا أنّه، بمجرّد بدء الهجوم البري، "فشل وانتهى الأمر بالتحقيقيات والإقالات في صفوف المسؤولين".

وأضاف المستشار في أكاديمية ناصر أنّ "إسرائيل" قامت على مثّلث "جيش قوي، والمساعدة من دولة عظمى، والهجرة"، موضحاً أنّ ما يتعرّض له الاحتلال اليوم "يؤثّر في الضلع الثالث، وهو الهجرة".

وأكد نصر سالم أيضاً "أنّنا في المواجهة مع إسرائيل، نمتلك كثيراً من نقاط القوة، التي تجب مراكمتها".

محور المقاومة يمتلك قدرات استراتيجية

من جهته، رأى الكاتب في الشؤون السياسية والعسكرية، أحمد عبد الرحمن، أنّ "انتصار تموز عام 2006 هو هدية إلى فلسطين والأمة العربية".

واليوم، "بات محور المقاومة يمتلك قدرات استراتيجية"، كما أكد عبد الرحمن، و"حزب الله هو أقوى قوة غير نظامية على مستوى العالم، لا على مستوى المنطقة فحسب".

ووفقاً لما قاله عبد الرحمن للميادين، فإنّ الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، "يؤدي دوراً مؤثراً جداً في الساحة الداخلية الإسرائيلية".

وأضاف الكاتب، المتخصص بالشؤون السياسية والعسكرية، أنّ "الحرب قادمة، ونتنياهو مضطر إلى الخروج من مأزقه"، وذلك في وقت يعاني "الجيش" الإسرائيلي "عدم وجود كتلة عسكرية بشرية كافية لحسم المعركة"، وهي المشكلة الأكبر بالنسبة إليه.

نتائج أي مواجهة مع حزب الله مدمرة للاحتلال

أمّا الباحث في مركز الهدف للدراسات، حسين الكناني، فأكّد للميادين أنّ النتائج لدى "جيش" الاحتلال ستكون مدمرةً، في أي مواجهة بين "إسرائيل" وحزب الله.

وقال الكناني إنه لا بدّ من "مواجهة حتمية بين حزب الله وإسرائيل"، مشدّداً على أنّ "توحيد الجبهات له أهمية كبرى على مستوى طرد القوات الغازية"، مضيفاً أنّ "المقاومة في العراق واليمن طوّرت قدراتها على مستوى الصواريخ والمسيّرات".

وأشار الكناني إلى أنّ "الجيل الجديد من المقاومين اكتسب قدرات كبيرة على مستوى حرب الشوارع، ولا قدرة لإسرائيل على مواجهتها".

الأزمة في سلاح الجو هي أخطر ما يواجهه الاحتلال

من جهته، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، شربل أبو زيد، للميادين، أنّ "أخطر ما يواجه الجيش الإسرائيلي حالياً هو الأزمة في سلاح الجو، وهي تؤثر في الجاهزية العسكرية لقواتها كلها".

وشدّد أبو زيد على أنّ "التخلّف عن الخدمة في الجيش الإسرائيلي يمسّ عدة قطاعات، وهو ينعكس على معنويات الجنود والعقيدة القتالية".

وأشار الخبير العسكري والاستراتجي إلى أنّ "إسرائيل تشهد، منذ 5 أعوام، صراعاً سياسياً غير مسبوق منذ تأسيسها"، موضحاً أنّ هذا الصراع القائم، بين المستويين السياسي والعسكري لدى الاحتلال، انعكس بصورة عميقة على "الجيش"، وبدأت تبعاته تظهر في قوات الاحتياط أولاً.

وأضاف أن "الكل في لبنان جاهز، والمقاومة حاضرة، وعلى العدو أن يخاف، لأن المعركة ستكون في الجليل، وما بعده".

سلاح البر يعاني كما في حرب تموز

بدوره، لفت الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أليف صبّاغ، في حديثه إلى الميادين، إلى الأزمات التي يشهدها "جيش" الاحتلال أيضاً، "وإحداها بين هرم القيادة العسكرية والمستوى الوسطي فيها".

وأكّد صبّاغ للميادين أنّ "سلاح البر الإسرائيلي لا يزال يعاني الأزمات والمشكلات نفسها، والتي عصفت به خلال حرب تموز"، قبل 17 عاماً.

ولفت صبّاغ إلى نقاط الضعف التي يعانيها "الجيش" الإسرائيلي، موضحاً "أنّنا حالياً نشهد مرحلة "التصدّع المعنوي" لدى الاحتلال"، وهي "مرحلة التصدّع الأولى للجيش والمجتمع الإسرائيليين".

وأضاف الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، "يريد اليوم للجيش أن يكون مطيعاً للقرار السياسي، وهذا ما يصارعه المستوى العسكري والموساد والشاباك".

وقال، في حديثه إلى الميادين، إن "الولايات المتحدة الأميركية حريصة جداً على الجيش الإسرائيلي، لأنّ هذا هو ضمان بقاء إسرائيل".

واشنطن تلتزم مواصلة دعم "إسرائيل"

منسّق تحالف "آنسر" ضد الحروب والعنصرية في سان فرانسيسكو، ريتشارد بيكر، أكد أنّ واشنطن "ملتزمةٌ مواصلة دعم إسرائيل"، وهي حاولت "التعويض من خسارة الاحتلال، من خلال زيادة الدعم لها والثأر من سوريا".

وأشار بيكر، في حديثه إلى الميادين، إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية تعمل، عبر وكيلتها "إسرائيل"، التي تشكّل إسقاطاً للنفوذ الأميركي في المنطقة، لافتاً إلى أنّ "وثائق كثيرة، تضع إسرائيل في مصاف دول الفصل العنصري، بدأت تظهر في كل العالم".

وقال بيكر إنّ ما أرادته واشنطن هو "القضاء على المقاومة"، وهي سخّرت كل شيء لهذا الغرض، مشيراً إلى أنّ جهاز "الاستخبارات الأميركية والبنتاغون يعملان على المشاريع نفسها"، ولافتاً، في الوقت نفسه، إلى أنّ "النفوذ الأميركي في المنطقة يسير نحو الأفول".

وأضاف منسّق تحالف "آنسر" ضد الحروب والعنصرية أنّ "ما حدث في عام 2006 مرتبط بطرد إسرائيل من لبنان عام 2000"، مؤكداً أنّ "حكومة نتنياهو قد تسعى، في ظلّ الأزمة في إسرائيل، للمغامرة عسكرياً".

"الشرق الأوسط الجديد" صنعته المقاومة

وفي السياق نفسه، قال مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات، رفيق نصر الله، "إنّنا كنّا لنكون أمام خرائط إثنية ممزّقة"، لو انتصر  مشروع "الشرق الأوسط الجديد" الأميركي.

وأكد نصر الله، في حديث إلى الميادين لمناسبة انتصار تموز، أنّ المقاومة، للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، هي التي صنعت "الشرق الأوسط الجديد"، عبر انتصارها في حرب تموز عام 2006.

ووفقاً لنصر الله، فإنّ "ما حدث في المنطقة هو وجود قوة تمكّنت من مواجهة المشروع الأميركي، وإعادة تثبيت قواعد اللعبة من جديد. ونحن اليوم أمام شبه اعتراف، غربياً وأميركياً، بعدم إمكان عودة السيطرة على المنطقة إلى ما كانت عليه سابقاً".

وقيمة الانتصار عام 2006 تتمثّل بإفشال المشروع الأميركي الإسرائيلي وتثبيت معادلة الردع، بحسب نصر الله، مؤكداً أن الاحتلال اليوم يخشى "المنازلة الكبرى"، في وقت يرى فيه تصاعداً كبيراً لقوة المقاومة.

وأشار مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات، خلال حديثه إلى الميادين، إلى أنّ أوامر صدرت إلى المراسلين الغربيين، بعد مجزرة قانا، بالانتقال إلى فلسطين المحتلة، وإظهار "معاناة الإسرائيليين".

وبشأن شعار "النصر يتعاظم"، الذي أطلقته قناة الميادين لتغطيتها انتصار تموز، قال نصر الله إنّ "دلالاته ورسالته يقرأها الإسرائيليون جيداً".

اقرأ أيضاً: "خطير – معقول".. إعلام إسرائيلي يكشف سيناريو المواجهة في حرب محتملة مع حزب الله

اخترنا لك