بعد هجوم ديالى.. مكوّنات عراقية تؤكد ملاحقة فلول "داعش"

وفد أمني مشترك يصل إلى قرية الرشاد في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يؤكد مطاردة الإرهابيين داخل العراق وخارجه، والحشد الشعبي يعلن كامل جهوزيته للتحرك على أي منطقة تشهد خرقاً أمنياً.

  • استشهد أمس الثلاثاء 11 شخصاً بهجوم مسلح من قبل تنظيم
    استشهد أمس الثلاثاء 11 شخصاً بهجوم مسلح من قبل تنظيم "داعش" على قريتين في محافظة ديالى

وصل اليوم الأربعاء، وفد أمني مشترك إلى قرية الرشاد في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى للوقوف على المجزرة التي أقدمت على ارتكابها تنظيم "داعش" أمس الثلاثاء.

وضم الوفد السيد هادي العامري، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ورئيس أركان الجيش الفريق أول ركن عبد الأمير يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير الشمري، وقائد القوة البرية قاسم المحمدي، وقائد عمليات ديالى للحشد الشعبي طالب الموسوي.

وتهدف الزيارة للاطلاع على الهجوم الذي شنّه "داعش"، ومعالجة التحديات الأمنية الذي تسببت بحدوث هذه الاعتداءات.

واستشهد أمس الثلاثاء، 11 شخصاً بينهم امرأةٌ وجرح عدد آخر من ضمنه نساءٌ وأطفالٌ، بهجوم مسلح من قبل تنظيم "داعش" على  قريتي الهوازة والرشاد شرق قضاء المقدادية، في محافظة ديالى، شمالي شرقي بعقوبه.

كما حفرت مجموعة المسلحين التابعين لتنظيم "داعش" محاصيل وجرارات زراعية وسيارتين في المنطقة. ووصلت القوات الأمنية العراقية إلى مكان الحادث، وقامت بإجراءات التفتيش وتطويق القرى الزراعية والبحث عن الجناة. 

ردود فعل محلية ودولية على هجوم "داعش"

وأكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي العزم على "مطاردة الإرهابيين أينما فرّوا، داخل العراق وخارجه"، وذلك  إثر الهجوم المسلح من قبل تنظيم "داعش" على قريتي الهوازة والرشاد شرق قضاء المقدادية، في محافظة ديالى.

وأضاف في تغريدة على "تويتر"، أن "جريمة المقدادية بحق شعبنا لن تمر من دون قصاص، وكلما أوغل الإرهابيون في دماء الأبرياء نزداد إصراراً بأن ننهي أي أثر لهم". 

وكان الرئيس العراقي برهم صالح، اعتبر أمس الثلاثاء، أنّ "الحادث الإرهابي الجبان على أهلنا في ديالى محاولة خسيسة لزعزعة استقرار البلد"، مضيفاً أنّه "تذكير بضرورة توحيد الصف ودعم أجهزتنا الأمنية وغلق الثغرات وعدم الاستخفاف بخطر داعش وأهمية مواصلة الجهد الوطني لإنهاء فلوله في كل المنطقة".

بدوره، دان رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، الهجوم الإرهابي الذي وقع الليلة الماضية في ديالى، متقدماً بالتعازي لأسر الضحايا والمصابين، وقال إن "داعش لا يزال يشكل تهديداً للسلام والتعايش الإقليميين ويتطلب رداً جماعياً وإقليمياً".

وفي هذا السياق، أعلنت هيئة الحشد الشعبي في بيان له تعقيباً على الهجوم نفسه، إنها "بكامل جهوزيتها للتحرك على أي منطقة تشهد خرقاً أمنياً وتضع كافة إمكاناتها العسكرية والأمنية تحت إمرة قيادة العمليات المشتركة لمعالجة أي خرق ولدعم قواتنا المسلحة. 

كما نفت ما يتم تداوله في بعض مواقع التواصل الاجتماعي بأن "قرية الرشاد في قضاء المقدادية التي حصل فيها الخرق الإرهابي هي ضمن مسؤولية الحشد الشعبي، ورغم ذلك فبعد الحادث مباشرة تم إرسال تعزيزات من قبل عمليات ديالى الحشد الشعبي لمكان الجريمة".

أيضاً، قالت قيادة العمليات المشتركة إنه "مرة أخرى يحاول مجرمو تنظيم داعش الإرهابي الرجوع إلى أساليبهم اليائسة في استهداف المواطنين الآمنين الأبرياء بعد عجزهم عن مواجهة قواتنا العسكرية والأمنية، وبعد هزائم فلولهم وتخاذلهم من جراء الضربات الموجعة في معارك تطهير الأرض العراقية". 

وأضافت أن "العراق قيادةً وشعباً وقوات أمنية وعسكرية عقدوا العزم وتوكلوا على الله بأن لا يبقوا لهؤلاء الشراذم من باقية وسيتم تعقبهم سواء في العراق وخارجه، ومعركتنا معهم مستمرة".

كما أكدت أن "العراق سيبقى عصياً على الإرهاب، وحواضنه ولن تضعف الهمم أو تتأثر المعنويات بل سيزيدنا هذا الفعل الجبان إصراراً على تعقب المجرمون وإنزال أشد العقوبات بهم قصاصاً لدماء شهدائنا الأبرار". 

بدوره، علّق زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، أنّه "لا ينبغي التغافل عن الإرهاب وجرائمه"، لافتاً إلى أنه "لا ينبغي على المجاهد ترك السواتر فما زال الإرهاب يتربّص بالعراقيين المنون".

كذلك، اعتبر رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، السيد عمار الحكيم "هجوم قضاء المقدادية مؤشراً على التراخي والإطمئنان في حين أن خلايا الإرهاب تتحين الفرص للاعتداء على أبناء الشعب".

وفي ردود الفعل الخارجية، دانت مصر واستنكرت "الهجوم الإرهابي الدنيء الذي استهدف مساء أمس مدينة ديالى العراقية، وأدى إلى وفاة وإصابة عدد من الأشقاء العراقيين"، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وأكدت مصر "وقوفها التام مع العراق ضد كل ما يُهدد أمنه واستقراره، مشددة على ثقتها في أن مثل هذه الحوادث الإرهابية اليائسة التي تستهدف مدنيين عُزَّل لن تنال من عزيمة العراق في استكمال مسيرته الوطنية في الاستقرار والتنمية، وتحقيق الرخاء والازدهار للشعب العراقي الشقيق".

اخترنا لك