المغرب: حصيلة ضحايا الزلزال تتجاوز 2800 وفاة وأكثر من 2500 مصاب

عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين تتواصل في المغرب، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، ووزارة الداخلية المغربية تعلن ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 2800 وفاة، ونحو 2500 مصاب. وخبراء يقولون إنّ هناك أراضيَ تغيّرت تضاريسها بصورة كاملة.

  • فرق الانقاذ تسابق الزمن لإنقاذ الناجين وعدد الوفيات يبلغ 1591 بإقليم الحوز و809 بإقليم تارودانت (أ ف ب)
    فرق الإنقاذ تسابق الزمن لإنقاذ الناجين وعدد الوفيات يبلغ 1591 في إقليم الحوز و809 في إقليم تارودانت (أ ف ب)

أعلنت وزارة الداخلية المغربية، اليوم الإثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال المدمر، الذي ضرب مناطق متفرقة في البلاد، ليل الجمعة الماضي، إلى 2862 وفاة و2501 مصاب.

ونقلت صحيفة "هسبريس" المحلية، عن الداخلية المغربية، قولها، في بيان، أن "عدد الوفيات، من جراّء زلزال إقليم الحوز، بلغ 2862 شخصاً، وتمّ دفن 2530 منهم، أي 94% منهم، ووصل عدد الجرحى إلى 2501 شخص".

وأوضح البيان أن "عدد الوفيات بلغ 1591 في إقليم الحوز، و809 في إقليم تارودانت".

ويسابق رجال الإنقاذ المغاربة الزمن، بدعم من فِرَق أجنبية، من أجل العثور على ناجين، وتقديم المساعدة إلى مئات المشردين، الذين دُمِّرت منازلهم عقب الزلزال المدمر. 

وقال خبير العمارة والبيئة والتنمية، أحمد الطلحي، لـلميادين، إنّ الأبنية، التي تضررت في المغرب بصورة عامة، هي المنازل القديمة المبنية من الطوب، والأبنية العشوائية.

بدوره، قال الصحافي محمد أشعري إنّ "فِرَق الإنقاذ وصلت إلى تارودانت، وإن هناك جهوداً مكثفة لإيصال المساعدات إليها"، مضيفاً أنّ "ثمة مناطقَ ما زالت معزولة بسبب الركام".

وأفاد الصحافي سعيد السوسي الميادين بأنّ الزلزال "حوّل عدداً من المناطق إلى قبور جماعية"، مشيراً إلى أنّ "فرق الإنقاذ والجيش تحاول شق الطرق إلى المناطق النائية". ولفت إلى أنّ "المبادرات الشعبية ساهمت في إرسال كثير من المساعدات إلى بعض المناطق المتضررة". 

أمّا رئيس المكتب التنفيذي للائتلاف الجمعوي في تارودانت، الحسين اليوسفي، فقال للميادين إنّ "هناك أراضيَ تغيّر شكلها بصورة كاملة في تارودانت المغربية، وجغرافية المنطقة تغيّرت تماماً، وهناك مشكلة في إيصال المساعدات".

تضرر 530 مؤسسة تعليمية و55 مدرسة داخلية 

من جهتها، أعلنت وزارة التعليم المغربية تضرر 530 مؤسسة تعليمية، و55 مدرسة داخلية، من جرّاء الزلزال.

وأشارت الوزارة إلى أنها "وضعت حلولاً تعليمية ملائمة"، من أجل ضمان استمرار الدراسة في المناطق المتضررة من جرّاء الزلزال.

وعقب الزلزال، أصدر العاهل المغربي، الملك محمد السادس، توجيهات بشأن اتخاذ إجراءات عاجلة، استجابةً لحالة الطوارئ الناجمة عن الزلزال، بينها إعلان الحداد الوطني لمدة 3 أيام، وتشكيل لجنة وزارية لتقديم المساعدة على إعادة بناء المنازل المدمرة.

وبثت وسائل إعلام مغربية مشاهد تُظهر عمليات نقل ضحايا زلزال الحوز المدمر، إلى المرافق الطبية، بواسطة طائرات عسكرية تابعة للجيش المغربي. 

الاتحاد الأوروبي والصين يقدمان مساعدات إنسانية

من جهته، قدم الاتحاد الأوروبي، عقب الزلزال، مساعدات إنسانية إلى المغرب بقيمة 1.7 مليون دولار، من أجل دعم جهود الإغاثة في المناطق المتضررة من الزلزال الأخير.

وقال المفوض الأوروبي لشؤون الأزمات، يانيز لينارتشيتش، في بيان، إنه "تضامناً مع الشعب المغربي، سوف نقدم مليون دولار للمساعدة على تلبية الاحتياجات العاجلة للمواطنين الأكثر تضرراً".

وأضاف لينارتشيتش أنّ "الاتحاد الأوروبي على استعداد لمساعدة المغرب بأي وسيلة ضرورية خلال هذه الفترة الصعبة".

بالتوازي، ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية، اليوم الإثنين، أنّ جمعية الصليب الأحمر الصينية ستمنح الهلال الأحمر المغربي 200 ألف دولار مساعدات إنسانية طارئة بعد الزلزال المدمر. 

وقال الصليب الأحمر الصيني إنّ التبرعات ستُستخدم من أجل مساعدة المغرب على تنفيذ أعمال الإنقاذ والإغاثة من الكوارث.

وأشارت محطة "سي.جي.تي.أن" التلفزيونية أنّ متخصصين صينيين بشأن القطاع الطبي في المغرب يقدمون المساعدة إلى الضحايا بصورة فعالة، بما في ذلك خلال الهزات الارتدادية التي أعقبت الزلزال.

وأظهر مقطع فيديو نشرته وسائل الإعلام الحكومية الصينية طبيباً صينياً يحمل طفلاً، وُلد مباشرة بعد الزلزال، الذي ضرب المنطقة، والذي بلغت قوته 6.8 درجات.

بدورها، عرضت الجزائر أيضاً مخططاً طارئاً لمساعدة الشعب المغربي من آثار الزلزال العنيف، وأطلقت "حملة الأخوّة العاجلة" لمساعدة المتضررين من الزلزال، وفتحت مجالها الجوي أمام رحلات نقل المساعدات والجرحى.

وكان المعهد الوطني المغربي للجيوفيزياء أعلن تسجيل زلزال قوي ليل الجمعة، مركزه إقليم الحوز جنوب غربي مدينة مراكش، واصفاً الزلزال بأنه الأعنف في البلاد منذ نحو قرن.

وبين القرى التي تكاد تكون دُمّرت تماماً قرية تفغاغت الواقعة على بُعد نحو 50 كيلومتراً عن بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومتراً جنوبي غربي مراكش، وتُعَدّ الأبنية التي لا تزال قائمة في هذه القرية الجبلية نادرة، وفق وكالة "فرانس برس".

اقرأ أيضاً: زلزال المغرب: تشييع الضحايا وافتتاح مراكز التبرع بالدم.. و"اليونيسكو" تعد بإعادة الإعمار

زلزال مدمر بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، يضرب إقليم الحوز جنوبي غربي مراكش في المغرب، ويخلف آلاف الضحايا، فيما وصفته جهات مختصة بأنه الأعنف في المنطقة منذ قرن.

اخترنا لك