الصواريخ ذات الرؤوس الحربية شديدة الانفجار.. أنواعها وقوتها التدميرية

ما هي القوة التدميرية للصواريخ المزودة برؤوس حربية شديدة الانفجار، وما هي أنواعها؟

  • الصواريخ ذات الرؤوس الحربية شديدة الانفجار.. ما هي قوتها التدميرية؟
    الصواريخ ذات الرؤوس الحربية شديدة الانفجار.. ما هي قوتها التدميرية؟

ازدادت بشكل واضح مؤخراً أهمية الصواريخ الباليستية، على أنواعها، كسلاح فعال ومؤثر في مسار المعارك والحروب وفي رسم المعادلات العسكرية وخطوط الصراع، من إيران وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين إلى كوريا الشمالية وروسيا والهند وغيرها.

وفي مقابل اعتماد عقيدة دول الناتو العسكرية بشكل أساسي على تطوير تقنيات سلاح الجو، وصواريخ الكروز قصيرة ومتوسطة المدى المحمولة جواً وبحراً، اتجه العالم الشرقي بشكل أكبر نحو اعتماد التقنيات الصاروخية الباليستية وإدخالها بشكل أساسي في معادلاته العسكرية.

ويقوم الصاروخ بشكل أساسي على نظامي الدفع والتوجيه، وتنطلق الصواريخ من منصات برية أو بحرية بسرعات خارقة نحو أهدافها، وتحمل في مقدمتها رؤوساً حربية، تختلف قوتها التدميرية وفقاً لنوع الصاروخ وقدرته الدافعة ووزن الشحنة التفجيرية.

أهمية الرؤوس الحربية التقليدية 

وتنقسم رؤوس الصواريخ الحربية إلى أنواع أساسية، وهي الرؤوس النووية، والبيولوجية، والكيماوية والمتفجرة التقليدية.

ويطلق على الرؤوس الحربية المزودة بشحنة تفجيرية شديدة الانفجار "رؤوس حربية تقليدية"، وهي تقوم على نسف الهدف عبر تأثير عصف الانفجار الذي تحدثه الشحنة التفجيرية، التي تشتمل كذلك على أنواع أبرزها الرؤوس الحربية الخارقة للتحصينات، والرؤوس الحربية الفراغية والرؤوس الناسفة العادية والرؤوس المشظية وغيرها.

أنواع الصواريخ العسكرية

الصواريخ المجنحة

ويختلف وزن الرأس الحربي وفقاً لنوع الصاروخ، فالصاروخ المجنح يقوم على نظام دفع وتوجيه يقود الصاروخ بشكل مباشر نحو الهدف أو بحسب مسارات محددة مسبقاً أو متحكم بها (كروز)، كما ويطير عادة على ارتفاعات منخفضة، ويقدّر متوسط الشحنة التفجيرية التي تحملها الصواريخ المجنحة بـ 561 كغم.

ويقدّر متوسط القوة التدميرية للصواريخ المجنحة، بدائرة دمار يتجاوز قطرها 1070 متراً، وتؤدي في حال سقطت في المناطق المدنية الكثيفة إلى خسائر بشرية قد تطال نحو 80 ألف شخص.

وفي موازاة الصواريخ المجنحة، تبرز الصواريخ الباليستية، وهي الصواريخ التي تقصف على الهدف بشكل قوسي وتعتمد على الجاذبية للسقوط على المنطقة المستهدف، وتشتمل على مديات مختلفة من الصواريخ قصيرة المدى، متوسطة المدى، بعيدة المدى أو الصواريخ العابرة للقارات.

الصواريخ الباليستية قصيرة المدى

يقدّر متوسط الشحنة التفجيرية للصواريخ الباليستية قصيرة المدى بـ 540 كغم،ويصل مداها إلى نحو 500 كم، وينتج عن استخدامها دائرة دمار قطرها يصل إلى 1060 متراً، وقد تؤدي في حال سقطت في منطقة مدنية كثيفة إلى خسائر بشرية تقدر بنحو 77 ألف شخص بين قتيل وجريح.

الصواريخ الباليستية متوسطة المدى:

يقدّر متوسط الشحنة التفجيرية للصواريخ الباليستية متوسطة المدى بنحو 1080 ويصل مداها إلى 1000 كم، وينتج عن استخدامها دائرة دمار يصل قطرها إلى 1330 متراً، وقد تؤدي في حال سقطت في منطقة مدنية كثيفة إلى خسائر بشرية تقدر بنحو 115 ألف شخص بين قتيل وجريح.

الصواريخ الباليستية بعيدة المدى:

يقدّر متوسط الشحنة التفجيرية للصواريخ الباليستية بعيدة المدى بنحو 1454 كغم، ويصل مداها الأقصى إلى 5300 كم، وينتج عن استخدامها دائرة دمار يصل قطرها إلى 1990 متراً، وقد تؤدي في حال سقطت في منطقة مدنية كثيفة إلى خسائر بشرية تقدر بنحو 132 ألف شخص بين قتيل وجريح.

الصواريخ الباليستية العابرة للقارات:

يقدّر متوسط الشحنة التفجيرية للصواريخ الباليستية العابرة للقارات بنحو 3.6 طن، ويفوق مداها الـ 5300 كم، وينتج عن استخدامها دائرة دمار يصل قطرها إلى 2470 متراً، وقد تؤدي في حال سقطت في منطقة مدنية كثيفة إلى خسائر بشرية تتجاوز 188 ألف شخص بين قتيل وجريح.

وتكمن خطورة الصواريخ في قدرتها على ضرب أهداف في عمق العدو إذا كانت مواقعه داخل نطاق أهدافها بسرعة كبيرة مقارنة بالأسلحة الهجومية الأخرى، ومن غير المخاطرة بطائرات حربية أو طيارين وإمكانات بشرية.

وتمثل الصواريخ قوة ردع استراتيجي يمكن لأيّ دولة أن تستخدمها ضدّ أعدائها، حيث يمكن الاعتماد عليها في تنفيذ هجمات استباقية لتدمير البنية التحتية العسكرية والمدنية للعدو في بداية الحرب، أو لتنفيذ ضربات انتقامية ضده إذا بادر بالهجوم.

اقرأ أيضاً: الصواريخ الباليستية.. من كان السبّاق؟ 

منظومة صواريخ اسكندر الروسية 

رغم دخولها الخدمة عام 2006، لكنّ الحرب في أوكرانيا شكّلت أحد أبرز الاستعمالات للمنظومة الصاروخية الروسية الحديثة "إسكندر" بأنواعها المتعددة، واعتمدت القوات الصاروخية الروسية بشكل كبير على هذه المنظومة الصاروخية التكتيكية لتدمير أهداف ومنشآت عسكرية وبنى تحتية على الأراضي الأوكرانية.

ويبلغ وزن صاروخ منظومة "إسكندر" نحو 4 أطنان، وأثبت قدرته على ضرب الأهداف التي تبعد مئات الكيلومترات بدقة كبيرة تصل إلى 5 أمتار، مهما كانت الظروف المناخية والجغرافية، وأثبتت فعالية كبيرة في مواجهة أنظمة الدفاع الجوي المعادية.

وتتضمن منظومات الصواريخ التكتيكية "إسكندر" كلاً من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، والتي تستخدم بشكل خاص من أجل مغالطة العدو والإفلات من رادارته، كما يمكن لصاروخ كروز أن يحلق على ارتفاعات منخفضة للغاية ويغير مساره تبعاً للتضاريس، ولا يمكن اكتشافه بسهولة.

اخترنا لك