مهرجان "فيزا بور ليماج" يمنح الجائزة الذهبية للمصور الفلسطيني محمود الهمص

المصور الفلسطيني محمود الهمص ينال الجائزة الذهبية من مهرجان "فيزا بور ليماج" بفرنسا الذي خصص حيّزاً خاصاً لمنطقة الشرق الأوسط التي تشهد حرباً مستمرة، وخصوصاً في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

0:00
  • المصور الفلسطيني محمود الهمص نال الجائزة الذهبية
    المصور الفلسطيني محمود الهمص نال الجائزة الذهبية "Visa d'Or News" للأخبار في مهرجان "Visa pour l'image" في فرنسا (أ ف ب)

فاز المصوّر الصحافي الفلسطيني في وكالة "فرانس برس" محمود الهمص (44 عاماً)، أمس السبت، بالجائزة الذهبية "فيزا دور نيوز"  Visa d'Or News للأخبار في مهرجان "فيزا بور ليماج"  Visa pour l'image في بربينيان بفرنسا، وهي أعرق جائزة للمصورين الصحافيين في العالم، عن عمله في قطاع غزة.

الهمص الذي نال الجائزة وغادر غزة قبل أشهر مع عائلته، لم يتمكن من الحضور الى بربينيان لتسلّم جائزته بسبب تأخر إصدار تأشيرة الدخول له. لكنه من المفترض أن يزور فرنسا خلال الأسابيع المقبلة، وفق ما أكّد المعاون في رئاسة تحرير "فرانس برس" ستيفان آرنو، الذي تسلّم الجائزة نيابةً عنه.

لم يتوقف الهمص الذي يعمل في الأراضي الفلسطينية لصالح "فرانس برس" منذ 21 عاماً، عن توثيق الحرب التي اندلعت في إثر ملحمة "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 والمستمر حتى الآن، رغم القصف وخطر الاستهداف والموت. 

وقال الهمص في المناسبة في حوار عبر "الفيديو كونفيرنس" مع المدير المؤسس للمهرجان، جان-فرانسوا لوروا، تمّ بثّه خلال تقديم الجائزة: "آمل أن تنقل الصور التي نلتقطها رسالة الى العالم مفادها أنّ هذه الحرب والمعاناة الناتجة عنها يجب أن تنتهي". 

وأضاف: "أمضيت طفولتي في غزة. وخلال 23 عاماً من التصوير الصحافي، عايشت كل الحروب وكل النزاعات"، مردفاً: "لكن هذه الحرب مختلفة وغير مسبوقة منذ اليوم الأول".

وتابع: "واجهت مع زملائي موقفاً معقّداً للغاية، من دون أي خطوط حمراء أو حماية لأحد، حيث استُهدفت مكاتب صحافيين يفترض أن يُحيّدوا في زمن الحرب".

وأشار إلى أنّه "قُتل العديد من الصحافيين وأصيب آخرون، وفقدتُ شخصياً العديد من الأصدقاء والأحباء، ولكننا كافحنا للحفاظ على سلامة عائلاتنا. وعلى الرغم من الخطر الدائم، واصلت تغطية النزاع لأنها رسالتي، الرسالة التي اخترتها عندما اخترت الصحافة كمهنة". 

من جهته قال نائب مدير الأخبار في "فرانس برس" إيريك بَرادا، المسؤول عن قسم التصوير: "قام محمود وزملاؤه الصحافيون والمصوّرون في الوكالة بقطاع غزة بعمل استثنائي على جميع الأصعدة رغم الظروف التي عاشوها مع عائلاتهم وأحبائهم"، مضيفاً: "إنه عمل مذهل من كل النواحي، ويصعب تصديقه. وستبقى شهاداتهم للتاريخ". 

وتضمّنت قائمة المرشحين للجائزة الذهبية لـ زيف كورين: عن تغطيته لهجوم "حماس" على جنوب "إسرائيل" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وكورونتان فوهلن: لريبورتاج عن سطوة العصابات في هايتي، وجون مور: لتغطيته الحرب على تجارة المخدرات في الإكوادور.

وهذه هي الجائزة الذهبية الخامسة من مهرجان "فيزا بور ليماج" التي تحصل عليها وكالة "فرانس برس". 

وكان مهرجان "فيزا بور ليماج 2024" خصص حيّزاً خاصاً لمنطقة الشرق الأوسط، التي تشهد حرباً مستمرة، حيث تصدّرت غزة والضفة الغربية المحتلة في فلسطين المحتلة المشهد، بين "إسرائيل" والمقاومة الفلسطينية،  منذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إذ تشكّل محوراً لمعرضين، أحدهما بعنوان "مأساة غزة" التي خلّدها لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية المصوّر المستقل لؤي أيوب، والآخر بعنوان "الضفة الغربية" للروسي سيرغي بونوماريف.  

وفي هذا الجانب أيضاً كان هناك "معرض استعادي كبير" يسلّط الضوء على "العمل الرائع" الذي قام به المصوّرون في غزة خلال الحرب في ظل منع "الجيش" الإسرائيلي الصحافة الأجنبية من دخول قطاع غزة، وهو وضع "لم يسبق حدوثه سابقاً إلا نادراً".  

ويُذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي، مع دخول عدوانه على قطاع غزّة يومه الـ337، ارتكب مجازر جديدة في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، وكثّف قصفه على مختلف المناطق، ممعناً في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضدّ الشعب الفلسطيني.

وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 40939 شهيداً، و94616 مصاباً، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023 (حصيلة غير نهائية مرشّحة للارتفاع مع استمرار الحرب والمجازر)، وفق الوزارة.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.