ريم وهاجر.. ألوان حياة طغت على سواد ما دمّره الاحتلال
اتّبعت الصبيتان اللبنانيتان أسلوباً فنياً مميّزاً في تنفيذ اللوحات، الطريقة، المكان، التصوير الجميل، والترويج الناجح واللافت، وهما في مقتبل مسيرتهما الفنية تعدان الناس بمفاجآت على صعيد التعبير عن الواقع بالفن.
ريم الصميلي وهاجر الصيفي، شابتان لبنانيتان من البقاع الغربي تدرسان التصميم الغرافيكي في بيروت، اختارتا عدم ترك بلدهما في زمن العدوان.
"هو وطننا وأرض الرباط،نحن اخترنا البقاء وإرسال رسالة عبر اختصاصنا الفني وتقديم شيء لبلدنا"، تقولانها بعزمٍ وتصميم مع لمعةٍ في مقلتيهما!
اتّبعت الصبيتان أسلوباً فنيّاً مميزاً في تنفيذ اللوحات، الطريقة، المكان المستخدم، التصوير الجميل، والترويج الناجح واللافت..
مشهديات فنية لافتة
ريم وهاجر "عايشتا" الأنقاض والدمار والمنازل المهدّمة في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب، فأتت الريشة بمشهديّات تعبّر عن ظلامية المحتل، وصمود أهل الأرض، ولم تنسيا التأكيد برسم علميهما اللبناني والفلسطيني في اللوحات، على أن ما يجري في غزة ولبنان واحد.
ذرّتا الألوان، علّها تغطي سواد احتلال مقيت لا يعرف سوى القتل والتدمير وارتكاب المجازر.. وفي الوقت ذاته، أماطتا اللثام بفنهما عن جرائم يندى لها جبين الإنسانية، وارتقيتا مع الشهداء المقاومين إلى مصافِ التحرّر والصمود: "إنما النصر صبر ساعة".
على خزانات المياه، هيكل السيارة، الجدران، رمال البحر، أسطح المنازل والعمارات.. لا مكان يقف أمام أفكارهما الجميلة المتلاحقة.. وهما تسألان المتابعين: "ماذا تريدون أن نرسم في المرة القادمة"؟!
نوصل رسالة إلى العالم
وفي حديث خاص بـ الميادين نت أكدتا أنه "من خلال هذا الفن المبتكر نعبّر عن حبّنا لوطننا لبنان والدفاع عنه وعن كل الشعوب المقهورة المناضلة في العالم، ولا سيما المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء، ونحن نوصل رسالة، ليعرف العالم ماذا يجري في لبنان وغزة".
9 لوحات معبّرة
وأضافتا "مع بدء العدوان على لبنان، لم نسمح لمشاعر العجز أن تتملّكنا، وصمّمنا على أننا نستطيع فعل شيء، فقرّرنا استثمار موهبتنا لناحية إيصال الفكرة. فرسمنا على الكثير من الأشياء، من الجدران إلى خزانات الماء، فالسيارات.. في تعبير مؤدّاه أن لا حدود للتعبير والإبداع، وأنجزنا تقريباً 9 لوحات حتى الآن".
اقرأ أيضاً: نازحون لبنانيون وممثلون في ملعبٍ واحد
"تجربتنا في إظهار الواقع بلوحة فنية تعدّ تجربة ناجحة، خاصة في وقت الحرب، وكما يضطر الإنسان إلى التعايش مع الوضع العام، فإنه يحتاج في الوقت ذاته إلى أيّ نافذة للأمل"، تقول ريم و رفيقتها هاجر.
View this post on Instagram
نريد تذكير الناس بالوحدة والتكاتف
بالنسبة إلى خططنا المستقبلية، تؤكد الصبيتان نجاح تجربتهما الفنية معاً، خاصة وأنهما تلقيان تشجيعاً من الأهل، وعبر وسائل التواصل "نحن نسعى لتذكير الناس بالوحدة والتكاتف الإنساني والعربي، بل نحن كلنا أبناء قضية الأرض وأصحابها، لذا فإن اللوحات القادمة ستدور حول هذا الموضوع، ولكننا سنتركها مفاجأة للجميع"..
View this post on Instagram
الاحتلال كيان مؤقت و نحن الأصل
وتؤكدان أن رسالتهما ليست موجهة إلى الفنانين فقط، إنما إلى الجميع على مختلف الفئات، فكل شخص من واجبه أن يقدّم لوطنه، ما يستطيعه أو ما يبرع فيه. وبهذه الطريقة، نقوم ببلادنا سوا، ونتعافى من الأزمات سوا".
اقرأ أيضاً: راوية السبلاني: هكذا انتصرت على الاحتلال
وحول أهمية تضافر جهود الشباب في الأزمات الكبرى، تختمان بالقول " وجودنا ووجود غيرنا من القائمين بالواجب الوطني، والمساعدة المجتمعية، هو دليل حي ّعلى الصمود ضد العدوان، العدو كيان مؤقت ونحن الأصل، هذا مختصر الكلام".