"منحكبم" أطفال غزة غنوا لنا رغم أنف المحتل

لا يعرف الفلسطينيون في غزة وغيرها اليأس، فالحياة أقوى من إجرام المحتل ونير آلته العسكرية، لا مكان لليأس فالمقاومة حياة، والصمود وريد استمرار في وجه الظالمين، والوطن أغلى الكنوز والنفائس.. وإلى نصرٍ أكيد في عامٍ تليد.

  • رسم "الصمود" على وجوه الأطفال

في وقتٍ استقبلت فيه شعوب العالم عاماً جديداً، لا يُسمع في غزة سوى صوت طائرة التجسس "الزنانة" وأزيز الرصاص وسقوط صواريخ الاحتلال من ودن رادع، ولم تسمح الحرب المتواصلة منذ 86 يوماً للأهالي الذين باتوا على شفير مجاعة، بالتقاط أنفاسهم.

لا مكان للاحتفال في غزة التي تحوّلت إلى مدينة أشباح، وتعرّض 70% من مبانيها لأضرار أو دمرت بالكامل. لم يستثن القصف الإسرائيلي  المستشفيات والكنائس والمساجد القديمة ومراكز التسوق والمدارس، وأصبح الكثير من البنى التحتية للمياه والكهرباء والاتصالات والرعاية الصحية غير قابلة للإصلاح، حتى أن إزالة الأنقاض وحدها قد يستغرق سنة كاملة.

ورغم ذلك، لا يعرف الفلسطينيون اليأس، فالحياة أقوى من إجرام المحتل ونير آلته العسكرية، لا مكان لليأس فالمقاومة حياة، والصمود وريد استمرار في وجه الظالمين.

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل مساء الأحد 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، فيديوهات تظهر أطفالاً من غزة يحاولون نسيان الواقع الصعب، على الرغم مما يعانونه من قصف ونقص حاد في الطعام والماء، في ظل الحرب المستمرة للشهر الثالث على التوالي.  

يأتي ذلك في ما تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ مختلف مع مناسبة رأس السنة الجديدة، إذ رفضوا الكثيرون الاحتفال أو تبادل التهاني في ظل ما يتعرض له أهالي قطاع غزة من قصف وموت وتجويع مستمر منذ أكثر من 86 يوماً، فيما يستمر الاحتلال في حربه على القطاع. 

وتداول ناشطون بشكلٍ واسع صوراً ولقطات من قطاع غزة لتذكير العالم بالمجازر التي ارتكبها الاحتلال طوال الـ86 يوماً  الماضية راح ضحيتها أكثر من 21 ألفاً بينهم عائلات كاملة مُسحت من السجّل المدني. 

 وبادرت فنانة إلى الرسم على وجوه أطفال نازحين عشية رأس السنة الميلادية في إحدى مدارس الإيواء بدير البلح وسط غزة.

ألحان عود رؤى تعلو على أزيز طائرات الاحتلال "الزنانة"

 في مخيم في رفح جنوبي قطاع غزة، يتجمّع الأطفال النازحون حول فتاة تعزف العود، للاستئناس بمقطوعاتها الموسيقية، كسراً لوحشة النزوح وصوت طائرات الاستطلاع بدون طيار الإسرائيلية "الزنانة"، والتي يتم التحكّم فيها عن بعد، وتحمل معها صواريخ وكاميرات مراقبة، ولا ينفك صوتها يؤرق الغزيين.

وفكرت رؤى حسونة، أن تخفف عن أطفال غزة الذين في عمر الزهور ولم يستطيعوا أن يعيشوا عمرهم مثل سائر الأطفال حول العالم، فلجأت لآلة العود الخاصة بها، ودعت مجموعة من الأطفال ليجتمعوا حولها وتعزف لهم بعض الأغانى لتخفف عنهم ما يشاهدونه من أهوال الحرب .

  • خسونة تعزف وتغني للأطفال
    حسونة تعزف وتغني للأطفال

اقرأ أيضاً: 21 مجزرة ارتكبها الاحتلال في 24 ساعة.. حصيلة شهداء العدوان على غزة تفوق 21800

"الليلة ننام على صوت الألغام.. صوت أجراس قصف وموت مع صوت الأيتام".. كتبت طالبة الهندسة الفلسطينية "داليا دلول" أغنية رأس السنة، والتي تحدثت فيها بصدق عن الحياة التي يعيشها أطفال غزة.

 

 داليا استقت كلماتها من مشاهد القصف والدماء والنزوح، واصفة حال أطفال غزة بأنهم ليسوا كأطفال العالم وجاءت كلماتها تعبيراً لما يعيشونه من ظلم وتعذيب وقهر ويُتْم وبرد قارس ذاقوا مرارته خلال العدوان الإسرائيلي غير المسبوق والمستمر منذ أكثر من 86 يوماً.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by الميادين | Al Mayadeen (@almayadeen.tv)