قد يؤثر على صحتك.. هذا هو أسوأ وقت لشرب الماء!
شرب الماء أساس للصحة، لكن توقيته الخاطئ قد يضر الجسم، فقبل النوم يقطع النوم، وأثناء الوجبات يبطئ الهضم، وقبل التمارين يخل بتوازن الأملاح.
-
عدم شرب كمية كافية من الماء قد يؤثر على صحتك العامة (Alamy /PA)
الترطيب جزءٌ بالغ الأهمية لصحتك، ولكنه غالباً ما يُغفل عنه، فالماء ضروريٌّ لأجسامنا كي تعمل بشكلٍ سليم، وتأثير عدم شرب كمية كافية من الماء يتجاوز مجرد الشعور بالعطش.
وعلى رغم من أن شرب الماء يعد من أبرز العادات الصحية الضرورية لاستمرار وظائف الجسم، فإن دراسات حديثة تؤكد أن توقيت الشرب قد يكون الفارق بين فائدة قصوى وأضرار غير متوقعة.
فبينما يحتاج الجسم إلى الترطيب المنتظم، يمكن للإفراط أو التوقيت الخاطئ أن يخل بتوازن السوائل ويؤثر في القلب والكلى وجودة النوم.
ووفق صحيفة "الإندبندنت" البريطانية يشكّل الماء نحو 60 % من وزن الإنسان، ويؤدي أدواراً محورية في تنظيم حرارة الجسم ونقل العناصر الغذائية والتخلص من الفضلات.
وتوصي الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة بأن يحصل البالغون على نحو 2.7 ليتر يومياً للنساء و3.7 ليتر للرجال، على أن توزع الكمية على مدار اليوم لتجنّب أي اضطراب في وظائف الجسم.
You are drinking water in the wrong way, and here's how it is affecting your health 🚰 pic.twitter.com/q3l7X86m8O
— ᴜʟᴛɪᴍᴀᴛᴇ ꜰɪᴛɴᴇꜱꜱ (@UltimateFitnes_) October 11, 2025
أخطار الشرب قبل النوم
تشير أبحاث منشورة في مجلة طب النوم السريري إلى أن شرب كميات كبيرة من الماء قبل ساعة من النوم يزيد احتمالات الإصابة باضطراب "التبول الليلي"، الذي لا يقطع النوم فحسب، بل يرتبط بارتفاع ضغط الدم وزيادة إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن تنظيم استجابة الجسم للتوتر وتراجع جودة النوم العميق.
ويحذر اختصاصيون في المسالك البولية من أن الاستيقاظ المتكرر للتبول قد يرفع خطر السقوط لدى كبار السن ويؤثر سلباً في صحة القلب.
Hydration is about prevention. Low water intake can activate hormonal systems that spike blood pressure and vascular stiffness. Before we reach for complex interventions, your next breakthrough might start with a glass of water. #HydrationMatters #Wellness pic.twitter.com/tW6gDkOMBI
— Kristie Leong M.D. (@DrKristieLeong) October 10, 2025
الماء أثناء الوجبات
يظن كثر أن شرب الماء بكثرة أثناء تناول الطعام يساعد على الهضم، غير أن دراسات منشورة في المجلة الأميركية للتغذية تفند هذا الاعتقاد، إذ تشير إلى أن تناول كميات كبيرة من الماء خلال الوجبة يقلل من تركيز حمض المعدة المسؤول عن تحليل البروتينات، مما يبطئ عملية الهضم ويزيد احتمال الانتفاخ أو الارتجاع الحمضي، خصوصاً لدى من يعانون ضعفاً في الصمام المعدي.
وتوصي الدراسات بالاكتفاء برشفات بسيطة أثناء الطعام، والانتظار نحو 30 دقيقة بعد الوجبة قبل شرب كوب كامل من الماء لتجنب اضطرابات الهضم.
قبل التمارين الرياضية المكثفة
يعد الترطيب عاملاً أساساً للأداء الرياضي، لكن شرب كميات كبيرة من الماء مباشرة قبل التمارين المكثفة قد يؤدي إلى اضطراب يعرف باسم نقص صوديوم الدم (Hyponatremia)، وهو انخفاض تركيز الصوديوم في الدم نتيجة تخفيفه بالماء الزائد.
ويشرح الأطباء أن هذا الخلل يدفع السوائل إلى داخل الخلايا، بما فيها خلايا الدماغ، ما قد يسبب صداعاً وغثياناً وتشوشاً ذهنياً، وأحياناً نوبات أو غيبوبة في الحالات الحادة.
Dehydration is the most ignored health problem.
— Achilleas (@achilleas_ghost) August 16, 2025
It can shrink your brain, slow your neurons, & overheat your core.
& the fix isn't just drinking more water...
Here are 8 brutal side effects & how to fix dehydration:🧵 pic.twitter.com/v9gZvMu6AX
ووفقاً لدراسة منشورة في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية أوضحت أن عدَّائي الماراثون الذين شربوا كميات مفرطة من الماء قبل السباق كانوا أكثر عرضة لهذا الاضطراب مقارنة بمن اتبعوا خطة ترطيب تدريجية.
ويُعزى الخطر إلى أن شرب ليتر أو أكثر من الماء في فترة قصيرة يرفع حجم الدم بسرعة في وقت تكون فيه الكليتان عاجزتين عن تصريف الماء الزائد، خصوصاً مع ارتفاع هرمون مضاد الإدرار أثناء الجهد البدني، ما يؤدي إلى احتباس السوائل وفقدان الأملاح عبر التعرّق من دون تعويض كافٍ للصوديوم.
ولهذا ينصح المتخصصون ببدء الترطيب قبل التمرين بنحو ساعتين عبر شرب 400 إلى 600 مل من الماء أو مشروب متوازن الأملاح، على دفعات صغيرة لا دفعة واحدة، مع استخدام مشروبات رياضية تحوي الصوديوم في حال التمارين الطويلة أو التعرق الشديد، كما يمكن مراقبة لون البول كمؤشر ترطيب، فاللون الأصفر الفاتح يدل على توازن جيد، بينما الشفافية الزائدة قد تعني إفراطاً في الشرب.
🧵 Hyponatremia: A Stepwise Approach:
— Aravind Palraj (@Rheumat_Aravind) September 9, 2025
Tweet 1:
Sodium is small, but its imbalance can be catastrophic.
Hyponatremia = one of the most common electrolyte problems in medicine.
👉 Here’s a stepwise, practical approach every clinician should know ⬇️@IhabFathiSulima @DrAkhilX… pic.twitter.com/0kiOCICwD7
شرب الماء على معدة فارغة: فائدة مشروطة
يؤكد أطباء الجهاز الهضمي أن شرب كوب من الماء معتدل الحرارة صباحاً على معدة فارغة يساعد على تنشيط الأمعاء وتحفيز عملية الأيض، إلا أن الإفراط المفاجئ في تناول أكثر من نصف ليتر دفعة واحدة قد يؤدي إلى تمدد مفاجئ في المعدة ويؤثر في توازن الأملاح داخل الجسم. لذا يوصى بالاكتفاء بكوب واحد يشرب ببطء قبل تناول الطعام.
One reason to drink water in the morning is to wake up your brain.
— Dr. Kasenene (@drkasenene) October 13, 2025
The brain is 75% water. When you’re mildly dehydrated, like most people are when they wake up, your memory, focus and attention can be affected, the very things you need to get your day off to a good start.
You… pic.twitter.com/1781aIsYV4
التوقيت والاعتدال مفتاح الفائدة
يفضل تقسيم كمية الماء اليومية إلى رشفات منتظمة على مدار اليوم، تبدأ بكوب صباحي معتدل الحرارة، مع تجنب الشرب المكثف قبل النوم بساعتين في الأقل لتفادي اضطراب النوم، والالتزام بالترطيب التدريجي أثناء التمارين.
الحفاظ على الترطيب السليم لا يقوم على كثرة الشرب، بل على الفهم الواعي لحاجات الجسم وتوزيع الماء باعتدال ليبقى وسيلة للانتعاش والحيوية، لا سبباً لإجهاد خفي.