دراسة: هل لفقدان حاسة التذوّق علاقة بالوفاة المبكرة؟
تتحدث الدراسة عن إمكانية اختلال حاسة التذوق سلباً على العادات الغذائية، ما قد يؤدي إلى الإفراط في استهلاك الملح وارتفاع ضغط الدم، أو نقص التغذية وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
-
شملت الدراسة 7340 بالغا أعمارهم من 40 عاماً (صورة تعبيرية)
تشير دراسة جديدة إلى أن فقدان حاسة التذوق، خاصة للأطعمة المالحة والحامضة، قد يكون مرتبطاً بزيادة خطر الوفاة المبكرة لدى كبار السن. مع اختلاف التأثير بين الرجال والنساء.
وشملت الدراسة التي نشرت في صحيفة "نيويورك بوست" 7340 بالغاً أعمارهم من 40 عاماً فأكثر. ووجد الباحثون أن أولئك الذين انخفضت لديهم حاسة التذوق منذ سنوات شبابهم كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 47% خلال فترة المتابعة التي استمرت 6 سنوات.
كما أظهرت النتائج أن انخفاض القدرة على تذوق المرارة كان مرتبطا بالوفاة المبكرة لدى النساء فقط، بينما كان انخفاض القدرة على تذوّق الحموضة مرتبطاً بزيادة معدل الوفاة لدى الرجال فقط.
Your sense of taste could predict if you’re more likely to die younger https://t.co/PnhiytctmE pic.twitter.com/nrjab8XhSH
— New York Post (@nypost) February 13, 2025
وعلى الرغم من أن حاستي الشم والتذوق غالباً ما ترتبطان ببعضهما بعضاً (على سبيل المثال، عندما تعاني من انسداد الأنف، لا يكون طعم الطعام لذيذاً كما هو معتاد) إلا أن هذه الدراسة وجدت أن زيادة خطر الوفاة كانت مرتبطة بفقدان حاسة التذوق فقط، حتى مع بقاء حاسة الشم سليمة.
فقدان حاسة التذوق والأمراض العصبية
ويعتقد الباحثون أن النتائج تشير إلى أن فقدان حاسة التذوق قد يكون إشارة إلى أمراض عصبية مثل ألزهايمر، بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل قصور القلب والسكتة الدماغية.
كما يمكن أن يؤثر اختلال حاسة التذوق سلباً على العادات الغذائية، ما قد يؤدي إلى الإفراط في استهلاك الملح وارتفاع ضغط الدم، أو نقص التغذية وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
وقد يكون لهذه الدراسة آثار بعيدة المدى، حيث تشجّع الأطباء على فحص المرضى للكشف عن أي تغيرات في حاسة التذوق لتحديد الأفراد المعرضين لخطر مرتفع.
ويرى بعض الخبراء أن الدراسة تفتح الباب لفهم أعمق لدور التذوق في الصحة العامة، لكنها لا تقدم دليلاً قاطعاً على العلاقة بين فقدان التذوق والوفاة المبكرة.
تسليط الضوء على أهمية التذوق والصحة
ويوضح الدكتور ديفيد هنري هيلتزيك، رئيس قسم طب الأذن والأنف والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في مستشفى جامعة ستاتن آيلاند: "أعتقد أن الدراسة عامة للغاية وغير محددة. إنها تقدم عارضاً واحداً مرتبطا بالوفيات، ولكن هناك الكثير من التكهنات حول سبب ذلك".
وأضاف: "من المثير للاهتمام ملاحظة ذلك. هناك الكثير من التخمين في الدراسة حول أنواع معينة من التذوق قد تؤدي إلى هذا أو ذاك، لكنها استنتاجات عامة للغاية".
ومع ذلك، أقر هيلتزيك بأن الدراسة قدمت بعض الروابط المحتملة، وأكثرها إقناعاً هو ارتباطها بالاضطرابات العصبية. وقال: "لأنه إذا انخفضت حواسك، فمن المحتمل أن تنخفض وظيفتك العصبية. يرتبط انخفاض حاسة الشم بالاضطرابات العصبية، لذا قد يكون التذوق مرتبطاً بشكلٍ مشابه".
وبحسب هيلتزيك، فإن الفائدة الرئيسية للدراسة هي أنها "تسلط الضوء على أهمية التذوق والصحة" وتظهر أن "التذوّق مهم"، نظراً لأن "معظم الناس لا ينتبهون إليه".
اقرأ أيضاً: 5 مذاقات قد تشي بوجود مشاكل صحية
وتابع: ""التذوق ليس مجرد متعة، بل يمكن أن يكون مؤشراً صحياً مهماً. إذا لاحظت تغيرات مفاجئة في حاسة التذوق أو الشم، فمن الأفضل استشارة الطبيب، فقد تكون تلك التغيرات مرتبطة بحالات صحية أعمق".