أمسك يد من يحتضر..! هذا هو ترتيب فقدان الحواس قبل الموت؟

من الصعب أن نعرف بالضبط ما يشعر به الشخص أو يختبره قبل وفاته مباشرة. لكن الأطباء يشتركون في الشعور الأول الذي يفقده الناس عندما يقتربون من الموت.

  • ما ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار؟
    ما ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار؟

يمرّ الجسم بسلسلة من الأحداث والتغيّرات عند انتقاله من الحياة إلى الموت، وإحدى هذه العمليات هي تدهور وظائف الجسم والحواس.

ووفقاً للدكتور جيمس هالينبيك، المتخصص في الرعاية التلطيفية (رعاية طبية متخصصة تركّز على تخفيف الألم والأعراض الأخرى لدى المصابين بأمراض خطيرة) في جامعة ستانفورد، فإن الموتى يميلون إلى فقدان حواسهم بترتيب معيّن عندما يبدأ الجسم في التوقّف عن العمل.

إليكم كلّ ما يحدث للحواس بالترتيب عند اقتراب الموت!

الجوع والعطش

يقول هالينبيك إن غالبية الأشخاص المحتضرين يعانون في البداية من انخفاض الشهية للأكل والشرب، وذلك لأن الجسم المحتضر لا يحتاج إلى الفيتامينات والتغذية نفسها التي يحتاجها الجسم السليم، كما أنه لا يحتاج إلى الطعام والشراب للحصول على الطاقة، لأنه في طور التوقّف بالفعل.

وإضافة إلى ذلك، سيواجه الجهاز الهضمي أيضاً وقتاً أكثر صعوبة في محاولة معالجة الطعام والشراب.

الخطاب

عندما تبدأ وظائف الجسم بالتوقّف عن العمل، يصبح الكلام بطيئاً ويصبح إجراء محادثة أمراً صعباً. وفي النهاية، من المحتمل أن يفقد الشخص القدرة على التحدّث تماماً لأنه يقضي وقتاً أطول في النوم أو في حالة اللاوعي.

اقرأ أيضاً: التخاطر: التواصل مع الآخرين من دون استخدام الحواسّ الخمس

كما يصبح تنفّس الشخص المحتضر غير منتظم، بما في ذلك من السريع إلى البطيء.

الرؤية

الحاسة التالية التي تتدهور هي الرؤية، حيث يبدأ بصر الشخص بالضعف، وقد يتمكّن من رؤية ما هو قريب فقط.

وقد يلاحظ من حوله أيضاً أنّ الشخص المحتضر يغلق عينيه بشكل متكرر أو يفتحهما بشكل نصفي بسبب انخفاض قوة العضلات.

وغالباً ما يجد الشخص المحتضر صعوبة في تتبّع ما يحدث بشكلٍ صحيح ويمكن أن يصاب بالهلوسة في بعض الأحيان. على سبيل المثال، قد يرون حيوانات أليفة أو أشخاصاً ماتوا قبلهم. وقد تكون رؤيتهم أيضاً غير واضحة.

اللمس

في الفترة القصيرة التي تسبق الموت، عندما يتأرجح الشخص المحتضر بين الوعي واللاوعي، من المحتمل أن يظل قادراً على الشعور باللمس والاستماع إلى أحبائه.

ولكن بمجرد أن تبدأ حالة الغيبوبة، فإن الحاسة قبل الأخيرة التي يفقدها الشخص المحتضر  هي اللمس، ما يعني أن اللمسات الأخيرة مع العائلة والأصدقاء قد يشعرون بها.

والخبر السار هو أن الشخص لن يتمكّن خلال ذلك من الشعور بالألم أو أي نوع من الانزعاج.

السمع

في اللحظات الأخيرة قبل الوفاة، يدخل غالبية المرضى في فترة عدم الاستجابة، حيث لا يعودون قادرين على الاستجابة أو تجربة بيئتهم الخارجية.

وفي هذه المرحلة، يقوم الدماغ بمعالجة المعلومات الحسية بشكلٍ مختلف عمّا كان يفعله دائماً.

ومع ذلك، بفضل دراسة رائدة نُشرت في مجلة Scientific Reports في حزيران/يونيو 2020، ثبت أن السمع هو الحاسة الأخيرة التي تختفي على الإطلاق، وبالنسبة لبعض الأشخاص، تظل هذه الحاسة معهم حتى اللحظات الأخيرة.

وباستخدام مؤشرات تخطيط أمواج الدماغ (EEG)، قام علماء الأعصاب في جامعة كولومبيا البريطانية بقياس النشاط الكهربائي في دماغ مرضى المستشفيات بعد أن فقدوا الوعي ثم لم يستجيبوا.

وفي الوقت نفسه، قاموا أيضاً بقياس المشاركين الشباب والأصحاء للمقارنة. وما وجدوه هو أن الدماغ المحتضر استجاب بشكل مشابه للمجموعة الضابطة السليمة، ما أثبت أنه حتى في حالة اللاوعي التي تقترب من الموت، فإن السمع يظل موجوداً.