استثمار الألم من طرف الشبان اليافعين في غزة، وأفكارهم الغضّة والجديدة التي تتماهى مع الواقع العالمي الجديد، كان وسيلة مهمة للغاية في تغيير الوعي لدى المواطن الغربي.

الإعلام الغربي يعمد إلى إخفاء الحقائق غالباً أو العمل على إعادة صياغتها بشكل وضيع لخدمة الاحتلال، وهو لا يسعى لتضليل الرأي العامّ فقط، بل وفق خطط مدروسة يسعى لتكريس وجود الاحتلال في المنطقة.

صمت العالم لا يُعفيه من المسؤولية، والاستنزاف الذي يتعرض له الفلسطيني ليس حالة قدرية، بل جريمة ممنهجة تُرتكب يومياً على مرأى من الجميع!

التاريخ لا ينسى أولئك العظماء الذين قالوا "لا" في وجه من قالوا "نعم". لكنه بالتأكيد سيتجاهل الجبناء الذين خافوا الأنظمة وانغمسوا في الخطاب الرسمي المتخاذل عن الانتصار للدم،

التصدي للخيانة لا يكون فقط عبر الإجراءات الأمنية، بل بتعزيز الوعي الجمعي، فحماية الجبهة الداخلية واجب وطني ومسؤولية جماعية، لا تقتصر على أبناء المقاومة، بل هي مهمة كل فرد.

مقاومة صهينة الوعي اليوم هي أول الطريق نحو تحرير الأوطان من براثن الاستعمار، يمكن تحقيقها من خلال الإعلام والأدب والفن والسينما والمسرح، وكذلك من خلال الخطاب الديني المتزن.

هل يمكن للمواطن العربي أن يصنع جبهة؟ هل يستطيع أن يستنفر كلّ مجالس طلبة الجامعات والمؤسسات الفكرية والثقافية والرياضية وغيرها للحشد ضد السفارات أو زيارات المسؤولين الإسرائيليين لتلك البلدان؟

هل يقوم ترامب الآن بممارسة دور المهرج إلى حين اتخاذ قرار الحرب ضد الجمهورية الإيرانية أم أن المعلومات حول قوة إيران العسكرية ستجعل الإدارة الأميركية ترجع خطوة إلى الوراء؟

أين دور الجامعات العربية تجاه ما يجري في غزة؟ أين طلبة مصر والأردن وسوريا وتونس والجزائر؟ أين الشباب الذين يمكن لهم أن يقودوا الأمة نحو التطور وصناعة التغيير؟ ألهذه الدرجة تمّ كيّ الوعي بما تريده السلطات الشمولية الحاكمة؟

يأتي العيد بينما يوغل الاحتلال قتلاً، يطالب سكان مدينة رفح بالإخلاء، ثمّ يشرع باستهداف المدينة بقنابل الفسفور، وصولاً إلى استهداف البيوت بالصواريخ الحربية التي تلقي بالبراميل المتفجّرة على مربّعات بأكملها.