تطرح مسألة الاجتياح الإسرائيلي لرفح عدة إشكاليات لدى الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموماً فيما يخص المنطقة.

تظهر ساحة شمالي فلسطين المحتلة ضمن ساحات متعددة، كجبهة إسناد لغزة، وحماية للبنان في آن.

لطالما كانت خطابات السيد نصر الله تأخذ طابعاً تدريجياً وبمراحل متعددة في توضيح الفكرة أو المضمون، وتفكيك كل ما يتعلق بها، وصولاً إلى لحظة اتخاذ الموقف أو القرار.

خطوات واشنطن السابقة والحالية وما هو متوقع في الأسابيع والأشهر المقبلة، يندرج كله ضمن سؤالين: ما الذي تريده الإدارة الأميركية من العراق؟ وما الذي يمكن لبغداد أن تقوم به في حال سيرها في اتجاهٍ معاكس لسياسات واشنطن؟

تُقارب واشنطن الجبهة الشمالية انطلاقاً مما يستطيع الحزب فعله ضمن مسارين: ما ظهر من قوة نارية، وما لم يظهر.

ما يمكن أن يتأثر به الموقف الأميركي لا يعني بالضرورة وقف الحرب على غزة، فكل الشواهد حتى الآن تشير إلى أن واشنطن معنية باستمرار هذه الحرب، لا بل هناك من يذهب في اتجاه أنها تريدها.

الاحتلال الإسرائيلي بات يدرك، بحكم التجربة، أن التطبيع لا يفرض وجوده في المنطقة، بل ما يفرضه هو هزيمة محور المقاومة، وأن مسارات التطبيع لن تقدّم الأمن إليه، ولن تعطيه ما عجز عنه في حروبه.

خروج الملايين في مساندة للنظام ضد الشغب والمسلحين، لم يرد منه إعطاء انطباع أن السلطات تحرّك الموالين لها ضد المناوئين، هذا سيشكّل في الصورة العامة ضرراً على البلاد، وسيعبّر عن انقسامٍ فيها.

السؤالان اللذان يتواجهان حالياً: من جهة الإسرائيلي، كيف نوقف العمليات في الضفة الغربية؟ ومن جهة "المحوَر" كيف نجعلها تستمر وتتطوّر؟

يُنقل عن وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، تلخيصه لهذا المفهوم خلال فترة توليه منصبه بأن "حاملة الطائرات تبلغ 100000 طن من الدبلوماسية".