اللقاء الذي جمع ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع لم يكن حدثاً عابراً، بل حمل دلالات على التزام أميركي بدعم سوريا، ما دامت القيادة الحاكمة فيها تفي بالتزاماتها.

الحديث عن سوريا الواحدة الموحدة أمر ليس باليسير تحقيقه، فالحفاظ على وحدة الدولة لن يكون من دون التفريط بشيء من السلطة، والسماح بالمزيد من المشاركة السياسية لجميع مكوّنات الشعب.

المشهد السوري يبدو معقداً، والحكومة مطالبة بتحمّل مسؤولياتها في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها، وطمأنة مكونات الشعب السوري كافة.

تاريخياً كانت سوريا ساحة للصراع الدولي، نظراً لأهميتها الجيوسياسية، ودورها كقوة فاعلة في المنطقة، وموقعها الذي لا يمكن تجاوزه، والذي ازدادت أهميته في ظل حروب النفط والغاز التي تشهدها المنطقة والعالم.

أزمة السويداء كشفت وعرّت جميع أطراف المجتمع السوري، وأظهرت لنا سطوة المجتمع وهيمنة المرجعيات، وفكرة النفير والفزعات العشائرية التي لم توظف إلا في الخراب.

أية امتيازات ستمنح لأبناء السويداء ستجعل الحكومة في موقف محرج في كيفية تعاطيها مع جميع مكوّنات الشعب السوري، وبالتالي فإنّ العبرة ليست بالاتقاق، بل في الرغبة والقدرة على تنفيذه واحترامه.

بعد معركة طوفان الأقصى بات من الواضح أن المنطقة مقبلة على تغيرات جيو استراتيجية، وأن خرائط جديدة يجري العمل على تنفيذها، وحدود سايكس بيكو لم تعد استمراريتها متاحة.

نجاح القيادة السورية الجديدة في بناء الثقة بينها وبين الولايات المتحدة، أعطى انطباعاً بأنها راغبة في الانفتاح على المجتمع الدولي، والانتقال بسورية من ضفة إلى أخرى.

"إسرائيل صرخت أولاً"، وكانت طهران أكثر براعة في سياسة "عض الأصابع" التي اعتادت عليها، وأدركت أهمية "النفس الطويل" في إدارة المعركة.

الحرب مع إيران ستؤدّي إلى أزمة اقتصادية عالمية، وهو ما لا تريده أميركا، وكلّ ما يقوم به ترامب هو في الاتجاه المعاكس، حيث يسعى لمعالجة الاختلالات المزمنة التي يعاني منها الاقتصاد الأميركي.