"في غزة لا توجد ميكروفونات".. الفلسفة الغربية على خطّ المعركة
بينما ترتفع أصوات ضحايا غزة وقرقعة دبابات الاحتلال فوق الأجساد الفلسطينية، تدخل الفلسفة عنصراً في المعركة. هنا عرض لأفكار مناوئة للقضية الفلسطينية، أو مناصرة لها.
أقرت منظمة "اليونيسكو" يوماً عالمياً للفلسفة، حددته يوم الخميس، الثالث من شهر تشرين الثاني/نوفمبر. وفي هذه الأيام، بحيث ترتفع أصوات شهداء غزة وقرقعة دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي تسحق الأجساد الفلسطينية، دخلت الفلسفة عنصراً في المعركة. هنا عرض لبعض أفكار مناوئة لقضية فلسطين، أو مناصرة لها.
"المسألة اليهودية" مشكلة للعالم
انصدع العالم الغربي الحديث في مساره نحو الحداثة بمشكلة أقلقته، ولا سيّما بعد الحرب العالمية الثانية وانكسار المشروع النازي ومآسيه في أوروبا، وهي ما أطلق عليه في القرن التاسع عشر "المسألة اليهودية". وكان للفلاسفة نصيب في محاولة تقديم إجابات تساعد على علاج اضطراب المجتمعات بسببه.
ولا بأس في استذكار أهم المساهمات التي قدمت حلاً، اذ عدّ كارل ماركس، في مقالته عن "المسألة اليهودية" (1844)، أن المشكلة ليست في المسيحية أو اليهودية، لكنها مشكلة الاضطهاد الاجتماعي المتمثل بسيطرة الرأسمالية والبورجوازية على الفكر السياسي وبناء الدولة، وعندئذ يكون واجب المواطن في الدولة الكفاح من أجل إلغاء سيطرة المال على الدولة وعلى المواطن.
ويرى مـاركس أن مـضـمـون الديانة اليهودية الضرورة المادية والمتاجرة، وأن إله اليهود الدنيوي هو المال. وتحرير اليـهـود يكون عبر ـتـحـريـرهـم من المال، من اليهودية، أي يكون بتحرير المجتمع من سيطرة المال والمتاجرة، وتنظيم المجتمع على هذا الأساس: "إن هذا الإلغاء يجعل وجـود اليـهـودي واليـهـودية مستحيلاً. والمال هو جوهر المجتمعات الرأسمالية والبورجوازية وحياة الإنسان وعمله، عمله الذي اغترب عنه، وهذا الوحش هو الذي سيطر على الإنسان الآن ويستعبده. ألغوا هذه المتاجرة، وقوضوا سيطرة المال على المجتمعات، تنحل المسألة اليهودية بالنسبة إلى اليهود، وبالنسبة إلى المجتمعات التي تشكو من اليهود كظاهرة مرضية، والتي من أجلها قامت حركة العداء للسامية واضطهاد اليهود".
وبعد 100 عام كتب جان بول سارتر عن "المسألة اليهودية" (1944) محملاً المجتمعات الأوروبية مسؤولية خلق هذه المشكلة، ولا سيّما الثقافة المسيحية، والحل الوحيد لها هو "الاندماج". ولم يكن أبو الوجودية الفرنسية مناصراً للحل الصهيوني.
والعداء للسامية، عنده، سمة للطبقة البورجوازية من دون سواها؛ سمة متوارثة مع الثروة والعقارات، فمع إلغاء المجتمع الطبقي تختفي هذه المسألة[1].
ولأن الفكر الغربي قارب "المسألة اليهودية" بصفتها "مشكلة للعالم" حاول حلها على حساب شعب آخر، وحين قامت "دولة" الاغتصاب في عام 1948 بقيت مشكلة للعالم الذي صنعها، ونتج منها ما سُمِّي "القضية الفلسطينية". ومع عملية "طوفان الأقصى"، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، هرع العالم الغربي الى نجدة "الدولة"/السد، أو الثكنة كما كان يكتب، والتي ما زالت تمثل صدعاً في الكوكب الأزرق، كآخر دولة استعمارية وكولونيالية، تنازع للبقاء.
ودخلت الفلسفة على الخط، كجبهة من الجبهات المفتوحة الى جانب الجبهات الحربية، والكلمات لا تقل خطراً في المعركة، البعض ناصر "دولة" العدوان، والبعض الآخر أراد أن يكون منصفاً.
سلافوي جيجك والعمى النظري
"الفيلسوف" السلوفيني، سلافوي جيجك، في مقالته "الخط الفاصل الحقيقي بين إسرائيل وفلسطين"، وجد لزاماً عليه، كي يقارب عملية "طوفان الأقصى"، أن يبدأ إدانة حركة "حماس"، كي يبرر الحديث اللاحق عن "إسرائيل". فما قامت به "حماس" هو "بمثابة مذبحة"، الأمر الذي يؤكد له "أن هدف حماس الحقيقي هو تدمير دولة إسرائيل وكل الإسرائيليين"، لكنه يستدرك بأن الموقف يتطلب سياقاً تاريخياً، كمبرر من أي نوع، لكن من أجل الوضوح.
الاعتبار الأول، في رأيه، هو اليأس المطلق الذي يميز حياة معظم الفلسطينيين. ويَسِم عمليات الرد المسلحة، بأنها "إرهابية"، لا تحمل أي رسالة تحررية: "لقد كانت مجرد أعمال فردية من اليأس العنيف".
والمشكلة، في زعمه، هي في حكومة نتنياهو اليمينية المتحولة الى دولة ثيوقراطية بعد اعتبار نفسها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ، التي وضعت في برنامجها: "للشعب اليهودي حق حصري وغير قابل للتصرف في جميع أنحاء أرض إسرائيل. ستعمل الحكومة على تعزيز الاستيطان وتطويره في جميع أنحاء أرض إسرائيل؛ في الجليل والنقب والجولان ويهودا والسامرة".
وفي تجاوز لوقائع التاريخ، أقله الحديث، فإن جيجك يساوي بين الجلاد والضحية، وينظر "في رؤية التشابه الغريب بين الفلسطينيين، الذين حُرموا من وطنهم، واليهود، الذين يتميز تاريخهم بالتجربة نفسها". من دون أن يقول لنا جيجك من حرم اليهود؟ ومن أي وطن؟ في حين يشهد العالم كله على حرمان الفلسطيني من أرضه، بل سرقتها في شكل يومي ومنظم.
وكي يكون التضليل كاملاً، لا بد من سرد بعض من الواقع الفعلي، بحيث تعامل "إسرائيل" الفلسطينيين "كونهم مستوطنين موقتين، كعائق أمام إنشاء دولة "طبيعية" يكون اليهود فيها السكان الأصليين الحقيقيين الوحيدين. ويتم التعامل معهم بصورة صارمة على أنهم مشكلة، لم تمد دولة إسرائيل يدها إليهم قط، لتقدم إليهم بعض الأمل أو تحدد، بصورة إيجابية، دورهم في الدولة التي يعيشون فيها".
وللتعمية والخلط، يرى جيجك أن "حماس والمتشددين الإسرائيليين وجهان لعملة واحدة. والخيار لا يكمن في فصيل متشدد أو آخر. إنه بين الأصوليين وكل أولئك الذين ما زالوا يؤمنون بإمكان التعايش السلمي".
ويصطف جيجك، مع كلمة السر الأميركية، ليقول هذا اليساري المعادي للرأسمالية "بل ينبغي لنا أن ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإرهابية من دون قيد أو شرط"؛ أي حتى لو اقتضى الأمر قتل كل الفلسطينيين بالسلاح الأميركي. ويقدم إلينا "التعاطف"، "من دون قيد أو شرط مع الظروف البائسة واليائسة حقاً التي يواجهها الفلسطينيون في غزة والأراضي المحتلة"[2].
جوديت بتلر و"المساواة" بين الجلاد والضحية
يشكل موقف الفيلسوفة اليهودية الأميركية، جوديت بتلر، تجاه عملية "طوفان الأقصى"، صدمة لمن يعرفها، وهي المتعاطفة مع قضية فلسطين، والمنتخبة في العام 2009 رئيسة محكمة هوسرل بشأن فلسطين، ويُشهد لها مقارعتها للصهيونية.
فلا تدين حركة "حماس" فحسب في مقالتها "بوصلة الحداد"[3]، بل لا تريد حتى أن تضع "طوفان الأقصى" في سياق (سياق الاحتلال والقمع والإذلال) يمكن أن يقدم ظروفاً مخففة لهؤلاء المقاومين، فهي تضعه في خانة العنف، وهي تعرف أنه لا يوجد عنف مجاني. تعبر بتلر: "في الواقع، أنا أدين من دون قيد أو شرط أعمال العنف التي ترتكبها حماس. وكانت هذه مذبحة مرعبة ومثيرة للاشمئزاز. كان هذا هو رد فعلي الأساسي، وهو مستمر. لكن هناك ردود أفعال أخرى أيضاً". وهي تدرك وتصرح بأن الفهم الجيد للمسألة، أي إدراجها في سياقها التاريخي "من شأنه أن يقف في طريق الإدانة الأخلاقية القوية؟".
وبتلر تعي جيداً المفارقة التي يستجلبها هذا الحكم: "سيكون من الغريب معارضة شيء ما من دون فهمه أو وصفه جيداً. سيكون من الغريب، بصورة خاصة، الاعتقاد أن الإدانة تتطلب رفض الفهم، خوفاً من أن المعرفة لا يمكن إلا أن تخدم وظيفة نسبية وتقوض قدرتنا على الحكم".
من الطبيعي أن تدين بتلر "إسرائيل"، لكنها لا تعدّها وحدها المسؤولة، ففي زعمها ثمة مسؤولية تقع على عاتق "حماس"، وترفض إيجاد أي عذر لها، وتسم هذا النوع من التفكير بـ"الشكل الفاسد من التفكير الأخلاقي". تقول بتلر: "لنكن واضحين، العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين هائل: القصف بلا هوادة، وقتل الناس من كل الأعمار في منازلهم وفي الشوارع، والتعذيب في سجونهم، وأساليب التجويع في غزة ومصادرة المنازل. ويتم ممارسة هذا العنف بأشكاله المتعددة ضد شعب يخضع لقواعد الفصل العنصري والحكم الاستعماري وانعدام الجنسية. ومع ذلك، عندما تصدر لجنة التضامن مع فلسطين في جامعة هارفارد بياناً تدعي فيه أن "نظام الفصل العنصري هو المسؤول الوحيد" عن الهجمات القاتلة التي تشنها حماس على أهداف إسرائيلية، فإنها ترتكب خطأً. ومن الخطأ توزيع المسؤولية على هذا النحو، ولا شيء ينبغي له أن يُعفي حماس من المسؤولية عن أعمال القتل البشعة التي ارتكبتها. وفي الوقت نفسه، فإن هذه المجموعة وأعضاءها لا يستحقون أن يتم إدراجهم في القائمة السوداء أو التهديد. ومن المؤكد أنهم على حق في الإشارة إلى تاريخ العنف في المنطقة: من الاستيلاء المنهجي على الأراضي، إلى الغارات الجوية الروتينية، والاعتقالات التعسفية، إلى نقاط التفتيش العسكرية، والفصل الأسري القسري إلى القتل المستهدف، أُجبر الفلسطينيون على العيش في حالة موت"، موت بطيء".
مرام بتلر أن تاريخ "اسرائيل" يُبرر (أو يفسر) لها ارتكاباتها، أما تاريخ "حماس" فلا يسمح بذلك؟ ما تريده هو توزيع المسؤولية بالتساوي، فلا يجب أن يكون العنف الفلسطيني سبباً أو رد فعل على القتل الإسرائيلي، تقول: "إن ضرورة فصل فهم العنف المتفشي والمستمر، والذي تمارسه الدولة الإسرائيلية عن أي تبرير للعنف، أمر بالغ الأهمية إذا أردنا أن ننظر في الطرائق الأخرى المتاحة للتخلص من الحكم الاستعماري، ووقف الاعتقال التعسفي والتعذيب في السجون الإسرائيلية، وتحقيق العدالة".
تنصحنا بتلر بالبحث عن طرائق أخرى لإنهاء الإحتلال، وهذا بيت القصيد، بل تقرن ذلك بالقول إن إدانتها حماس لا علاقة لها بالفهم، ولا تحتاج إلى تقديم أعذار. موقفها واضح. تريدنا مسالمين، نصفق للاحتلال ونرميه بوردة. تدعونا الى الوداعة: أنا شخصياً أدافع عن سياسة اللاعنف، مع العلم بأنه لا يمكن أن تعمل كمبدأ مطلق يمكن تطبيقه في جميع المناسبات. أنا أؤكد أن نضالات التحرر التي تمارس اللاعنف تساعد في خلق عالم اللاعنف الذي نريد جميعاً أن نعيش فيه. إنني أشجب العنف بشكل لا لبس فيه في الوقت نفسه الذي أرغب، مثل كثيرين آخرين، في أن أكون جزءاً من التخيل والنضال من أجل المساواة والعدالة الحقيقية في المنطقة، وهو النوع الذي من شأنه أن يجبر جماعات مثل حماس على الاختفاء، وإنهاء الاحتلال، وازدهار أشكال جديدة من الحرية السياسية والعدالة. ومن دون المساواة والعدالة، ومن دون وضع حد لعنف الدولة الذي تمارسه دولة إسرائيل، التي تأسست على العنف، لا يمكن تصور أي مستقبل، ولا مستقبل للسلام الحقيقي".
تمارس "إسرائيل" في غزة حرب إبادة لا لبس فيها، وليس "عنف دولة" يمكن أن يتوقف. أقول لا يمكن تغييب السيّاق كما يحلو لبتلر، فالشعب الفلسطيني حمل السلاح من أجل استرجاع حقه في أرضه، لا غواية وزينة.
برنار ليفي و"الحرب على اليهود"
الفرنسي برنار هنري ليفي، المؤيد لــ "إسرائيل" من دون تحفظ، ومدعيّ دعم "الثورات العربية"، محرّض ساركوزي على التدخل في ليبيا، لا يرى في عملية "طوفان الأقصى" إلا "معاداة للسامية"، فلا علاقة له بالاحتلال أو بوضع سابق، وحتى يرى أنه استمرار لحوادث أيلول/سبتمبر 2001، لتسويغ التدخل الأميركي السافر تحت لافتة "محاربة الإرهاب".
وفي زعمه أن لا شيء يبرر ما حدث، إذ لا يدرك في وعيه المحدود أهدافاً معينة لتحقيقها، فقوة الاحتلال غير موجودة على الأرض، في تعامٍ مقصود عن الوضع اللاإنساني في غزة الذي وصفه الباحثون الغربيون أنفسهم بأنه "أكبر سجن مفتوح في العالم"، إلى الشروط البائسة لحياة السكان والتحكم في المعابر وفي لقمة العيش، والشيء الوحيد الذي يتمتع به ابن غزة هو تنشق هواء فلسطين والحلم بالحرية.
وما يحدث، عنده، وفي قفز على واقعَي الإحتلال والاستيطان، هو حرب شاملة ضد اليهود تستأنف مثيلاتها في التاريخ.
بيد أن اليهود، لأول مرة في التاريخ، هم من يتلبس دور الجلاد الخالي من الرحمة. والحل في عرفه معاقبة حركة "حماس"، بل في القضاء عليها تماماً. ويحرض على داعميها ولا سيّما إيران. ووصل به الأمر الى التشكيك في قدرة المقاوم الفلسطيني على "الذكاء التكتيكي"[4]، فلا بد إذاً من أن أحداً ما خطط له.
وفي التخلص من "حماس"، يقوم الجيش الإسرائيلي بإسداء خدمة كبيرة إلى "دولة إسرائيل" وفلسطين والمنطقة برمتها.
ويتباهى ليفي بـ"أخلاق" جيش الاحتلال الذي يُنذر السكان قبل ضربهم (أي أخلاق؟)، وهو يُطالب مصر بفتح حدودها أمام الهاربين، ويَعُدّ هذه الحرب "حرب القرن"[5] للقضاء على "حماس".
فلاسفة مع فلسطين: في غزة لا توجد ميكروفونات!
لا يخلو العالم من فلاسفة منصفين ينظرون بعين العدل إلى فلسطين وقضيتها. إذ وقّع نحو 406 مشتغلين بالفلسفة، من أميركا الشمالية وأميركا اللاتينية وأوروبا، بياناً في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2023، عبروا فيه عن تضامنهم "مع الشعب الفلسطيني ولإدانة المذبحة المستمرة والمتصاعدة بسرعة، والتي ترتكبها إسرائيل في غزة"، ودعوا زملاءهم في سائر أنحاء العالم إلى الانضمام إليهم في سبيل التغلب على التواطؤ والصمت".
التركيز "على تصرفات الدولة الإسرائيلية والدعم الثابت الذي تتلقاه من الولايات المتحدة وحلفائها، لا يعني الاحتفال بالعنف، ولا المراوغة بشأن قيمة الأرواح البريئة. إن الوفيات بين المدنيين، بغض النظر عن جنسياتهم، أمر مأسَوي وغير مقبول. ومع ذلك، فإن التصرف كما لو أن تاريخ العنف بدأ بهجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 هو إظهار لامبالاة متهورة بالتاريخ، وكذلك بحياة الفلسطينيين والإسرائيليين. وكي يتوقف العنف، يجب أن تتوقف الظروف التي تنتج العنف".
وجاء في ختام البيان: "إننا ندعو زملاءنا الفلاسفة إلى الانضمام إلينا من أجل التضامن مع فلسطين والنضال ضد الفصل العنصري والاحتلال. وعلى وجه الخصوص، انضموا إلينا في دعم المقاطعة الأكاديمية والمقاطعة الثقافية للمؤسسات الإسرائيلية – متميزة من الأفراد – كما حددتها الحملة الفلسطينية للتعليم الأكاديمي والثقافي؛ المقاطعة الثقافية لإسرائيل (PACBI). ونحن نحث جميع الأفراد على التحدث بصراحة وبلا خوف، والعمل على تعزيز قضية التحرير الفلسطيني والعدالة للجميع[6].
بدوره وفي سياق فلسفي يوجز الكثير، دوّن الفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين نصّاً مقتضباً بعنوان "صمت غزة": "أعلن علماء من كلّية علوم النبات في جامعة تل أبيب، في الأيام الأخيرة، أنهم سجلوا بميكروفونات خاصة حسّاسة بالموجات فوق الصوتية صرخات الألم التي تصدرها النباتات عند قطعها أو عندما تفتقر إلى الماء. في غزة لا توجد ميكروفونات".
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر (2023)، كررت "إسرائيل" ما تدرب جيشها عليه، أي ارتكاب المجازر وقتل السكان، وهذا في عُرف أحد الباحثين يسبق عادة معركة تحرير الشعوب المستضعفة، كما حدث في بلدان أخرى: الجزائر والمغرب والهند، هي القصة نفسها، والمعركة نفسها والمسار نفسه، نحو الاستقلال "فمظاهر قوة اسرائيل، هي في الواقع، علامات انهيارها"[7]، وسقوط "الدولة" الاستعمارية الأخيرة سيكون مدويّاً.
المراجع والمصادر
[1] مذكور عند د. عبد المنعم حفني، عالم بلا يهود (القاهرة، دار الرشاد، 1997).
[2] SLAVOJ ŽIŽEK, Project Syndicate, The Real Dividing Line in Israel-Palestine, Oct 13, 2023 .
[3] Judith Butler, “The Compass of Mourning”, London Review Of Books,, 19 October 2023.
[4] Bernard H. Levy, La Règle du jeu, le 13 Octobre, 2023.
[5] Bernard H. Levy, La Règle du jeu, le 23 Octobre, 2023.
[6] www. Philosophy for Palestine.com
[7] Mohamed Lotfi, “Israël, le déclin d’un état colonial !”, L'Opinion, le Vendredi 27 Octobre 2023.