الأسير المحرر كميل أبو حنيش للميادين نت: خرجنا أقوياء والسجّان الإسرائيلي تحوّل لمريض نفسي

بعد ما يزيد عن عقدين في سجون الاحتلال، يخرج القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير المحرّر كميل أبو حنيش في صفقة التبادل التي أنجزتها المقاومة، ليؤكّد أنّ النضال ضدّ الاحتلال مستمر بأشكال متعددة.

  • الأسير المحرّر كميل أبو حنيش للميادين نت: خرجنا من السجن أقوياء والسجّان الإسرائيلي تحوّل لمريض نفسي
    الأسير المحرّر كميل أبو حنيش للميادين نت: خرجنا من السجن أقوياء والسجّان الإسرائيلي تحوّل لمريض نفسي

لا شكّ أنّ تجربة الأسر في سجون الاحتلال الإسرائيلي هي تجربة فريدة، وخصوصاً حين تمتد لسنوات طويلة، يقضيها الأسير وهو في حالة من التعلّم الدائم والنضال المستمر سواء بالكلمة أو الموقف، وهذا حال الكثير من الأسرى الفلسطينيين، وخصوصاً منهم الذين تحرّروا في صفقات التبادل الأخيرة التي أنجزتها المقاومة منذ "طوفان الأقصى".

تجربة الأسير المحرّر كميل أبو حنيش، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والمشارك في تأسيس كتائب "الشهيد أبو علي مصطفى"، ليست فقط شهادة حيّة، بل هي أداة نضالية بحدّ ذاتها، مرآةٌ لوعي جمعيّ تشكّل في زنازين الاحتلال، وصاغ ملامح جيلٍ فلسطيني يرى في المعتقل ساحة من ساحات التحدّي والمقاومة معاً.

من خلف القضبان كتب الكثير من الكتب والأبحاث، وجعل من القلم امتداداً للحجر والبندقية، ومن الكلمة ساحة اشتباك مع العدو.. في مقابلة معه بعد تحرّره، نقترب من ملامح تجربته الطويلة بين العمل الطلابي والنضال بالحجر والسلاح ثم الاعتقال والمقاومة بالقلم..

من هو كميل أبو حنيش؟ ومتى بدأت قصتك مع الأسر؟

أنا كميل سعيد حسن أبو حنيش، مولود في قرية بيت دجن قضاء نابلس، ودرست في مدرستها، انخرطت في فعّاليات الانتفاضة الأولى عام 1987، ضمن اتحاد لجان الطلبة الثانويين.

خلال الفترة الجامعية بين عامي 1994 – 1999 كنت نشطاً جداً في العمل الطلابي، وترّأست جبهة العمل الطلابي التقدّمية، بعدها تولّيت مهمة المكتب الطلابي المركزي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الضفة الغربية مسؤولاً عن الجامعات والطلبة الثانويين حتى اندلعت الانتفاضة الثانية وانخرطت بالعمل المسلح حتى اعتقالي في 15 نيسان/أبريل 2003.

هل كنت مهتماً بالإعلام قبل الأسر، أم أنّ هذا التوجّه جاء بعد التجربة التي عشتها في المعتقل؟

قبل الاعتقال لم أكن منهمكاً بشكل كامل في الصحافة والإعلام، لأنّ الصحافة في زمننا لم تكن متطوّرة، ولكن رغم ذلك أصدرنا نشرة اسمها "حنظلة" تولّيت نشرها لمدة 4 سنوات، وكانت تعالج قضايا الطلاب والجامعات، كما ترّأست سابقاً تحرير صحيفة طلابية لمدة سنة اسمها "الهدف الطلابي".

أما في السجن فقد طوّرنا موضوع الصحافة وقمنا بتأسيس موقع "حنظلة" للأسرى والمحرّرين وكان يديره أصدقاؤنا ورفاقنا في قطاع غزة، وكنا نرسل إليهم المقالات والكتب والأبحاث من خلال التسجيلات الصوتية، واستطعت أن أطوّر آلية جديدة في المقال السياسي والمقال الأدبي والمقال الثقافي.

"السجن أثّر في وعينا وصرنا نفهم "المجتمع" الإسرائيلي بطريقة أعمق"

كيف أثّرت تجربة الاعتقال على وعيك وفهمك للقضية الفلسطينية؟ وكيف أثّرت على قراراتك المستقبلية في المجال الإعلامي؟

الحقيقة مرحلة السجن كانت مرحلة مركّبة تركت أثرها على وعينا، بالطبع لم يكن وعينا وثقافتنا وإمكانياتنا الفكرية والسياسية والتنظيمية مصقولة كما هي الآن، نحن في السجن كانت لدينا الأنشطة الثقافية والتربوية والتوعوية وانخرطنا بشكل كامل بالعمل التنظيمي والنضالي والنشاط الأكاديمي وتعليم الطلبة، بحيث كنا نحن حملة الشهادات الجامعية نتولّى مهمة تعليم الطلاب وكان للسجن دور مهم جداً في إثراء حياتي الثقافية، ولكن أهم شيء في تجربة السجن أنني اكتشفت أنني كاتب رواية، بوسعي أن أكتب الرواية وأكتب الشعر وأكتب النقد الأدبي وأكتب الكتاب السياسي، وثابرت على نشر المقالات من خلال سلسلة طويلة كانت تصل أحياناً إلى 40 حلقة.

ربما كانوا قلّة هم الذين يكتبون من داخل السجن ولكني كنت أنا على مدار أكثر من 20 عاماً أكتب بشكل يومي، لم أسمح للمرض أو التعب أن يشغلني عن الكتابة ولهذا تمكّنت من تسجيل العديد من الكتابات، هذا يفسّر هذا العدد الكبير من الكتب الذي تفاجأت أنا نفسي من هذا المخزون الهائل المتراكم بداخلي، وكان بوسعي الكتابة عن كلّ شيء.

السجن إما أن يكون محطة لتدمير الإنسان نفسياً وقيمياً واجتماعياً، وإما أن يكون فرصة لتعزيز الثقافة والوعي والتحدّي وتصليب ذات المناضل، لأنّ المناضل إذا انكسر ينتهي داخل السجن حتى لو بقي على قيد الحياة، لهذا السبب نحن بقينا نعتبر ساحة السجن ساحة نضالية جديدة يجب أن نهتمّ بالشباب الجدد، المعتقلين الجدد، نهتمّ بالآخرين، نشكّل تحدّياً للسجّان، ولو لم يكن هذا التحدّي لما تمكّنا أن نصمد في السجن.

ما الذي دفعك إلى اختيار مجال الصحافة والكتابة من داخل السجن؟

بصراحه لم أكن أتوقّع أن أكون ناشطاً على صعيد الصحافة والكتابة خصوصاً بهذه الكثافة، الانخراط في تجربة الأسر والإصرار على تطوير الملكات والقدرات والإمكانيات هو ما أدى إلى أن ننخرط بهذا النشاط المكثّف، كان يجب علينا نحن كتّاب الأسر أن نزوّد الموقع الذي أنشأناه في الخارج بالمقالات والتقارير والبيانات، لهذا انهمكنا بتجربة الكتابة في السجن.. على كلّ حال لدي كتاب في الخارج أصدرته اسمه "الكتابة والسجن" وبالمناسبة فاز أثناء فترة الحرب بجائزة وزارة الثقافة وتلقّيت جائزة عليه، وهو يشرح بالتفصيل كيف بدأت عملية الكتابة، ولخّصت من خلاله ما هي هواجسي بموضوع الكتابة وكيف كنا نتحدّى السجّان ونحافظ على الكلمة والورقة، وكيف كنا نخرج هذه المواد إلى الخارج وكيف كنا في تحدٍ مع أنفسنا قبل أن نكون في تحدٍ مع السجّان.

اقرأ أيضاً: كميل أبو حنيش يروي حكاية "الكتابة والسجن"

  • صورة لكميل أبو حنيش في السجن مع أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
    صورة لكميل أبو حنيش في السجن مع أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

هل كلّ مهاراتك الصحافية اكتسبتها من داخل الأسر؟ وكيف؟

أجل هذه المهارات اكتسبتها في السجن، وفعلاً استطعت بطريقة ذاتية أن أطوّر أسلوباً في الكتابة الأدبية والسياسية والنقدية، أصبحت ناقداً من حيث لا أدري وأصدرت كتاباً في النقد اسمه "جدلية الزمان والمكان في الشعر العربي"، وأيضاً كتاب "وقفات مع الشعر الفلسطيني الحديث"، وصدر هذا الكتاب عن وزارة الثقافة، إضافة إلى عشرات الدراسات الأدبية والسياسية ومختلف الكتابات.

هل ساعدك السجن في فهم عدوك بطريقة أعمق وطوّرت استراتيجياتك في التعامل معه؟ وهل كتبت عن هذا الموضوع تحديداً؟

بالطبع من يعيش تجربة الأسر يتعيّن عليه أن يقرأ الجريدة العبرية كلّ يوم ويتابع الإعلام العبري، عدا عن ذلك كانت دراستنا في مجال الدراسات الإسرائيلية، وأخذت شهادة الماجستير فيها، وهذا عمّق من فهمي للمجتمع الصهيوني، لذلك كان لديّ اهتمام في دراسة اليهودية، حتى إني أمضيت أكثر من 10 سنوات في قراءة الأسفار التوراتية والتلمودية وأيضاً موسوعة عبد الوهاب المسيري عن اليهودية والصهيونية، لهذا السبب من خلال متابعة هذه الكتب والتعمّق فيها، والكتب الاسرائيلية تحديداً، صار لدينا مخزون هائل في فهم ومعرفة ما يجري في "إسرائيل"، ولهذا السبب عندما كنا نكتب للخارج كانوا يتفاجأون، الكثير كانوا يتفاجأون من مستوى النضج في هذه الكتابة، كما أنّ معظم ما كتبته في المقال السياسي كان عن "إسرائيل".. وأصدرت عدة كتب عن هذا الموضوع من بينها كتاب "دولة بلا هوية" أنا والدكتور عقل صلاح الأكاديمي، وهذا الكتاب يتحدّث عن مجمل التناقضات داخل "المجتمع الإسرائيلي" وتنبّأ هذا الكتاب بحالة الانفجار الجماهيري في عام 2022 عندما خرجت التظاهرات الصاخبة التي تعبّر عن هذا الانقسام وهذا التناقض الحازم لدى مجتمع الاحتلال.

من يفهم اليهودية جيداً ويفهم الاستعمار الصهيوني وعقليّته المريضة وعدوانيته وتوسّعيته يدرك أنه سيصل في حال تعرّض لضربة كبيرة على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر، إلى ما وصل إليه من الهمجية والبربرية، كنا ندرك أنّ ردّة فعله ستكون كبيرة جداً، لهذا السبب لم نفاجأ بهذا المستوى من العنف.

هل تقصد أنّ هذه الهمجية لدى الاحتلال لها أصل توراتي موجود في كتبهم الدينية؟

نعم، ومن يقرأ التوراة، وتحديداً "سفر يشوع" الذي هو سفر الإبادة والمجازر، يجد ذلك بشكل واضح، على سبيل المثال مذكور في هذا السفر مجزرة أريحا قبل 3000 سنة كيف قام جنود يوشع بن نون اليهودي بحصار المدينة وإبادة أهلها، الصغير والكبير والأطفال والنساء والشيوخ، حتى وصلت الإبادة إلى الحيوانات.

ويتفاخر الإسرائيليون بإبادة أريحا والكثير من المدن الأخرى... لاحقاً أصبح سفر يشوع ملهماً للمستوطنين الذين استوطنوا أميركا الشمالية، التي أصبحت لاحقاً الولايات المتحدة الأميركية، وسعوا خلال 3 أو 4 قرون لإبادة السكان الأصليين "الهنود الحمر". 

اليوم "إسرائيل" تدرّس سفر يشوع أو بعض مقتطفات منه في مدارسها ويعلّمون الأطفال على العنف منذ الصغر.

أيضاً في "الجيش" الإسرائيلي هناك الحاخامية العسكرية الذين يوزّعون نشرات وقت الحروب، كما حدث خلال العدوان على غزة، يشجّعون فيها الجنود على ارتكاب المجازر من دون أن يساورهم الندم أو تأنيب الضمير.

"للإعلام دور مهم في المعركة.. ويجب أن نطوّر أشكال المقاومة الإعلامية "

كيف يمكن للإعلام أن يكون أداة لاستمرارية المقاومة من أجل التحرير؟

لا شك أنّ للإعلام دوراً مهماً جداً في المقاومة، نحن في مرحلة تحرّر وطني طويلة وعلينا أن نطوّر كلّ أشكال النضال الكفاحي والسياسي والدبلوماسي والثقافي والاقتصادي وأيضاً الإعلامي، لأنّ الإعلام يجب أن يتوجّه للعالم، لأنّ الرأي العامّ العالمي هو جزء من المعركة، لننظر إلى تجارب حركات التحرّر الوطني في كلّ أنحاء العالم كان للرأي العام العالمي دور في حسم هذه المعركة التحررية ولهذا نجد الإعلام مهم جداً في نقل الصورة ونقل الحدث، ولولا الإعلام لما تفاعل العالم على سبيل المثال بهذا الشكل الكبير مع حرب الإبادة التي شنها العدو على قطاع غزة.

ما هي الرسالة التي تسعى لإيصالها من خلال الكتب التي كتبتها داخل الأسر؟

طبعاً الكتابة هي رسالة، رسالة نوجّهها للآخر حول ما نعتقد أننا مؤمنون به، الرسالة التي أردت أن أوصلها من خلال كتاباتي أنّ بوسع الإنسان أن يتحدّى الظروف، وأن يطوّر من إمكانياته ولا يستسلم لقدره، وأننا نحن كمناضلين كرّسنا حياتنا من أجل قضية وطنية ويجب أن يكون القلم أيضاً هو سلاح إلى جانب البندقية، كان لي شرف القتال بالحجر في الانتفاضة الأولى وكان لي شرف القتال بالسلاح في الانتفاضة الثانية، وكان لي شرف النضال بالقلم أثناء تجربة السجن، لهذا السبب أنا كنت أرى بالكتابة نضالاً مقدّساً.. النضال بالكتابة لا يقلّ أهمية عن البندقية والنضال السياسي وغيره... لهذا السبب كنت منهمكاً بكتابة المقال السياسي والتحليلي خصوصاً عن "المجتمع" الإسرائيلي والسياسات الإسرائيلية.

هل ترى في النضال الإعلامي والعمل الثقافي امتداداً لنضالك من أجل الحرية؟ ولماذا؟

النضال الإعلامي والثقافي هو شكل آخر من أشكال النضال الوطني في معركة التحرّر، لأنه لا يجوز أن نهمل المعركة الحضارية الثقافية، فالعدو الاستعماري الصهيوني يحاول أن ينفي أننا شعب لديه حضارة وثقافة، وحتى سرق مجمل تاريخنا وثقافتنا الكنعانية القديمة واقتبس وسرق اللغة والأسماء وأماكن المدن ومجمل ثقافته التي يسمّيها "الثقافة اليهودية" هي مسروقة من التراث والتاريخ الكنعاني، لهذا السبب علينا أن نناضل من أجل استرداد هذا التاريخ والدفاع عنه، ونعتبر أنه لولا هذا المخزون الثقافي الحضاري للشعب الفلسطيني المتراكم منذ آلاف السنين لما تمكّنا من الصمود في وجه الإبادة والطمس والاقتلاع، لهذا السبب تعتبر الثقافة والنضال الثقافي والإعلامي جزءاً من تعزيز بنيتنا وأساسنا الثقافي، لأنّ الحرب ليست فقط في ميادين القتال وإنما أيضاً تدور في ساحات الوعي والعقل.

"على عكس ما خطّط له الاحتلال.. تخرّج من السجون المئات من القادة والمناضلين المثقّفين"

مقولة موشيه ديان: "سنُخرِج من السجون أسرى مرضى نفسياً وعالة على مجتمعهم"، كيف تردّ على هذه المقولة؟ وهل تراها متطابقة مع واقع الأسرى المحرّرين؟

حول مقولة موشيه ديان، هذه نصيبها ابتسامة ساخرة، لأنّ كلّ مستعمر يقول ويدّعي ما يقوله، والحقيقة أنّ السجون تحوّلت إلى جامعات وخرّجت المئات من القادة والمناضلين، وإلا كيف يمكننا أن نفسّر أنّ شخصاً مثل يحيى السنوار تحوّل إلى بطل، وكيف يمكننا أن نفسّر ظاهرة سمير القنطار بعد 30 سنة من الأسر.. وكيف يمكننا أن نتحدّث عن أسرى تحوّلوا إلى أيقونات وواصلوا النضال الوطني.. بشكل عامّ الأسير الفلسطيني يعرف أنّ لديه قضية وأنه ملتزم بها وأنه يجب أن يعكس مسلكه بما يليق به كمناضل أمضى سنوات طويلة من الأسر، غالبية الأسرى المحرّرين ومن تبقّى منهم في الأسر شباب مناضلون ومثقّفون ومبدعون، وتحوّل جزء كبير منهم إلى كتّاب وأدباء وشعراء وروائيين ومثقفين وأكاديميين.

على العكس تماماً إذا ذهبنا إلى السجون سنجد أنّ السجّان الإسرائيلي هو الذي يعاني من أمراض نفسية وإلّا كيف تعاملوا معنا بهذه الصورة البهيمية المنحطّة التي تعرّضنا لها وكيف مورست بحقنا.

في قصيدة كتبتها وأنت داخل المعتقل، وتمّ إنشادها لدعم صمود شعبنا في غزة وكلماتها صارت صوتاً للشوق إلى الحرية، تقول في بدايتها "نقاوم هذا الحصار بحلمٍ".. حدّثنا أكثر عن هذه القصيدة وقصتها؟

هي قصيدة كتبتها في سجن ريمون قبل 4 سنوات نشرتها حينها عبر تسجيل صوتي، ولكنني فوجئت بعد تحرّري أنّ الدكتور محمود عوض وهو أستاذ موسيقى في جامعة بيرزيت أخذ القصيدة، وقام هو وفرقته بتلحينها وغنائها، وسررت كثيراً عندما سمعتها بعد تحرّري بهذا اللحن الجميل.

لو لم يكن هناك احتلال ولم تمرّ بتجربة الأسر القاسية، كيف كنت ترى مستقبلك؟ هل تخيّلت لنفسك مساراً مختلفاً في الحياة؟

بصراحه أنا لم أتخيّل يوماً أنني إنسان أعيش بشكل طبيعي.. ولدت وأنا أشهد احتلالاً غاشماً، ولهذا السبب انخرطت في النضال الوطني منذ عام 1987، فصار النضال جزءاً من حياتي، لم أتخيّل نفسي كطبيب أو أستاذ أو تاجر، دائماً كنت أرى نفسي مناضلاً في كلّ الساحات والمجالات.. بعد تحرّري من الأسر سأواصل هذا النضال حتى النفس الأخير بأشكال مختلفة من خلال القلم، من خلال الثقافة، التعليم ومن خلال أشكال أخرى متنوّعة.

اقرأ أيضاً: "الكبسولة" رواية عن إبداع الأسرى للأسير كميل أبو حنيش

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.