The room next door: حامل ذهبية "فينيسيا"

المهرجان الإيطالي العالمي فينسيا منح جائزته الذهبية الأولى العام المنصرم للشريط الأسباني the room next door – الغرفة المجاورة - نص وإخراج بدرو ألمودوفار، في أول شريط يصوره خارج أسبانيا، واختار له النجمتين: جوليان مور، وتيلدا سوينتون.

  • The room next door: الملصق
    The room next door: الملصق

أحد النقّاد العالميين وصف شريط ألمودوفار: الغرفة المجاورة، بأنه تحفة سينمائية جديدة تعودنا على مثلها من أيقونة حية. وهذه حقيقة تأكدت مع ممثلتين غاصتا في دوريْ الصديقتين:إنغريد- جوليان مور – ومارتا – تيلدا سوينتون – وقدمتا أداء عفوياً عميقاً ومذهلاً لمعنى الصداقة النموذجية بين إمرأتين توحدتا حول المرض.

 مارتا التي خسرت زوجها في فيتنام ولها منه إبنة تدعى ميشيل – تيلدا نفسها – ليست على تواصل عاطفي معها لأنها تريد معلومات وافية عن والدها لم تؤمنها لها والدتها، وكل ما في الأمر أن إنغريد صديقة قديمة لكنهما منقطعتان عن بعضما على مدى خمس سنوات، وتحصل زيارة إطمئنان من إنغريد لـ مارتا في المستشفى عندما علمت بالصدفة أنها قيد العلاج من سرطان الرحم، حيث أبلغها الأطباء بعدم جدوى العلاج وأنها ستتوفى بعد شهرين.

 هذا النبأ استدعى رغبة جامحة عند مارتا بوضع حد لرعب الإنتظار غير المجدي وبالتالي تعمل على فكرة أخذ حبة الموت الرحيم لتقديم موعد وفاتها بدل القلق القاتل الذي تعيشه، وهنا تطلب من إنغريد أن توافق على مساعدتها في أمر واحد وهو جعل نهايتها طبيعية ومطلوب منها فقط أن تقيم معها في غرفة مجاورة لغرفتها لتؤنس وحدتها فقط، وتتفقان على الإنتقال إلى منزل هادىء في الريف بعيد عن الضجيج والناس، وهما تمضيان فيه أوقاتاً رومانسية من النقاشات الروحية والفلسفية في معنى الحياة وجدوى المواجهة فيها.

 فجأة وخلال وجود إنغريد في الخارج تناولت مارتا الحبة وتوفيت في سريرها تاركة رسالة تطلب فيها من إنغريد التواصل مع إبنتها كنوع من الرعاية، وتحضر ميشيل إلى المنزل الذي أنهت والدتها حياتها فيه وتنام في سريرها ولأنها نسخة طبق الأصل من مارتا شعرت إنغريد أن التعويض جاءها بشكل طبيعي وكأنما كان الموت رحيماً بحق، لأن روحاً موازية ظهرت في المنزل عوضت عن الغائبة، لتتكامل قصة الروائية سيغريد نونيز بجمع إمرأتين في الختام كما لو أن التي رحلت ما زالت على قيد الحياة.

  تحضر الموسيقى التصويرية لـ ألبرتو إيغليسياس بقوة في تفاعل المشاهد وتصاعد المواقف العاطفية، كما أن هناك فضلاً في قوة المشاهد وجود ممثلين من الرجال أمثال: جون تورتورو، ، وأليساندرو نيفالا، والفيلم الذي وزعته وارنر، مدته ساعة و47 دقيقة، صوّر في نيو جيرزي، وكان عرضه الأول في أسبانيا بدءاً من 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2024.