"سينماتيك العراق".. مشروع لترميم الأرشيف السينمائي العراقي

لجنة الذاكرة البصرية في العراق تطلق بالتعاون مع فرنسا مشروع ترميم الأرشيف السينمائي العراقي الذي يعود إلى أربعينيات القرن الماضي.

أعلنت لجنة الذاكرة البصرية العراقية إطلاق مشروع لترميم الأرشيف السينمائي العراقي بالشراكة مع الحكومة الفرنسية.

المشروع الذي سمّي بــ "سينماتيك العراق"، يهدف إلى ترميم وحفظ أكثر من 100 فيلم سينمائي عراقي، من خلال تدريب مختصين عراقيين على تقنيات إدارة وحفظ الأرشيف المرئي، وفق ما نقلته "وكالة الأنباء العراقية".

وأضافت الوكالة أن "المشروع يتضمن بناء بنية تحتية متخصصة لحفظ الأرشيف السينمائي العراقي، بالشراكة مع لجنة الحسن بن الهيثم العليا للذاكرة المرئية العراقية، وباستخدام تقنيات الرقمنة والترميم المتقدمة سيمكن الأجيال القادمة من الوصول إلى هذه الأعمال السينمائية، ما يسهم في تعزيز الوعي الثقافي وإبراز تاريخ العراق السينمائي على المستويين المحلي والدولي".

من جهته، أكد رئيس لجنة الذاكرة البصرية العراقية، حسن السوداني أن "اتفاقاً بين الحكومتين العراقية والفرنسية وُقّع في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2024، يتضمن تأهيل الأفلام العراقية منذ انطلاق السينما العراقية في منتصف القرن الماضي وحتى توقفها"، مضيفاً انه تم الاتفاق على ترميم 104 أفلام عراقية "تمثل العمود الفقري للسينما العراقية، وقد تمكنا حتى الآن من جمع 70 فيلماً من تراثنا السينمائي، رغم التحديات التي واجهتنا بعد عام 2003، حيث فقدت العديد من الأفلام ونُقلت إلى أماكن متعددة".

وذكر السوداني أن "لجنة الذاكرة البصرية العراقية ستعمل على إعادة تأهيل التراث التلفزيوني بكل تنوعاته، وسنحتفل قريباً بإطلاق مشروع مخصص للأرشيف التلفزيوني العراقي".

من جانبه، أكد السفير الفرنسي لدى العراق، باتريك دوريل، خلال كلمة ألقاها في حفل الإعلان عن انطلاق مشروع الترميم، أن "إعادة ترميم الذاكرة البصرية العراقية وتحسين الأرشيف السينمائي والسمعي والبصري أمر ضروري"، مضيفاً أن "هذا المشروع يمثّل نموذجاً مهماً للشراكة الإستراتيجية بين العراق وفرنسا، حيث يتيح الحفاظ على عناصر أساسية من تاريخ العراق وثقافته، وفرنسا ستساهم في ترميم أكثر من 100 فيلم عراقي".

ولفت دوريل إلى أن الفيلم العراقي (سعيد أفندي) أُرسل إلى فرنسا لترميمه، استعداداً لمشاركته في "مهرجان كان السينمائي للتراث".

وبدأت السينما في العراق عام 1909، وكانت الأفلام صامتة والمقاطع قصيرة، وبعد ذلك تطورت، حيث ظهرت الأفلام الناطقة، ولم يكن هناك إنتاج عراقي، حتى نهاية أربعينيات القرن الماضي حين بدأ إنتاج الأفلام العراقية بالتعاون مع مخرجين مصريين. وفي تلك الفترة تم عرض بعض الأفلام المصرية – العراقية المشتركة.

وأنتج أول تلك الأفلام عام 1946، وهو فيلم "ابن الشرق" للمخرج المصري إبراهيم حلمي، ثم بعد عام واحد عُرض فيلم "القاهرة بغداد"، وهو إنتاج عراقي – مصري للمخرج المصري أحمد بدرخان. 

وفي منتصف خمسينات القرن الماضي ظهرت السينما العراقية المستقلة، وكان فيلم (فتنة وحسن) عام 1955 أول فيلم سينمائي عراقي خالص، أخرجه حيدر العمر، وهو من تأليف وسيناريو وحوار عبد الهادي مبارك.