"The childrens trains".. إلى الأطفال والأمهات في كل الحروب

شريط إيطالي جميل صادق ومؤثر من واقع ما عاشته نابولي في الحرب الثانية بعنوان "The childrens trains" للمخرجة كريستينا كومينشيني، يروي سيرة طفل تعلّق بإمرأتين ما بين جنوب وشمال البلاد أولى أنجبته وربته، وثانية رعته حين احتاجها.

  • The childrens trains الملصق بالإيطالية
    The childrens trains الملصق بالإيطالية

هي رواية "قطار الأطفال"، للكاتبة فيولا أردونيه، ترصد فيها حيثيات قاسية وموجعة عاشتها أمهات وأطفال في نابولي خلال فترة غياب الرجال في ساحات معارك الحرب العالمية الثانية، تؤشر على دور آخر غير الفاشية التي مارسها موسوليني، وهو إظهار دور إيجابي للحزب الشيوعي في شمال البلاد من هدوء وبحبوحة، عكس الجنوب الذي عانى من الجوع وانعدام الأمن.

  • الطفل أميريغو بين والدته والمرأة التي رعته في الجنوب
    الطفل أميريغو بين والدته والمرأة التي رعته في الجنوب

الرواية نقلتها إلى الشاشة الكبيرة بعمق وشفافية وأقسى درجات المعاناة والفقر، المخرجة كريستينا فيومينشيني في 106 دقائق عن سيناريو تشاركت في كتابته مع: فيريو أندريوتي، غيليا كالوندا، وكاميل دوغاي، وجاءت النتيجة عرضاً بالغ الواقعية صوّر جميع القصص المنقولة بأمانة وجرأة مسترجعاً ذكريات مُرة من تلك الحرب، أثمرت دروساً محفورة في الذاكرة الجمعية للإيطاليين.

  • أطفال نابولي في قطار ينقلهم إلى شمال إيطاليا
    أطفال نابولي في قطار ينقلهم إلى شمال إيطاليا

"الفيلم مهدى إلى الأطفال والأمهات في كل الحروب"، عبارة وردت في ختام الفيلم الذي يستدر الدمع في أكثر من مشهد، خصوصاً مع براءة الأطفال في معاناتهم من كل أشكال الذل والهوان والتشرّد وقلة الغذاء ونقص العاطفة وغياب الرجل بالكامل عن المشاهد كلها.

نحن إزاء عائلات تقدم نفسها على أنها أشباه عائلات، نساء وأطفال فقط في مواجهة مآسي الحرب وما من معين، لكن تبدو كاتبة الرواية كما المخرجة من المقربات من الحزب الشيوعي كي يحظى بكل الإهتمام، بحيث كان العلامة الإيجابية الوحيدة في سياق الأحداث والتطورات والمشاهد المأساوية.

  •  مخرجة الفيلم والمشاركة في نصه كريستينا كومينشيني
    مخرجة الفيلم والمشاركة في نصه كريستينا كومينشيني

 يبدأ الشريط بالمايسترو آميريغو – ستيفانو أكورسي – وقد وصل إلى دار الأوبرا لقيادة الأوركسترا في حفل ضخم، يتلقى اتصالاً يبلغه بوفاة والدته أنطونييتا – سيرينا روسي – لكنه رفض إلغاء الحفل وأصرّ على إقامته، لتبدأ رحلة الذاكرة معه في توليد مشاهد طفولته – يلعب الشخصية هنا كريستيان سيرفون – في نابولي مع والدته وهما بالكاد يجدان ما يأكلانه، وتجدها فرصة سانحة لتأمين إطعامه من خلال عرض الحزب الشيوعي أخذ أكبر عدد من أطفال المدينة في إجازة يمضونها لدى عائلات في مودينا شمالي البلاد.

وفعلاً تكون الرحلة متنفّساً لهذا الصغير حيث يمضي الإجازة في منزل ديرنا – باربرا رينشي – التي خسرت حبيبها الثائر ضد الألمان، وكان ملقّباً بالذئب فقتله الفاشيون، ووجد في أميريغو فسحة تفاؤل وبكت كثيراً حين ودعته ومعه كمان من شقيقها الذي علمه العزف، لكن والدته الساعية لتأمين طعام لهما رهنت الكمان للحصول على مال لشراء الخبز وما تيسّر من طعام، فثار الصغير وصعد خلسة إلى القطار المسافر إلى مودينا بعدما عرف أن والدته أخفت عنه رسائل وأغراضاً بعثت بها ديرنا.

 ويعود الشريط إلى أميريغو شاباً ينهي الحفل، ويقصد منزل والدته ليعثر على الكمان مع فاتورة تُثبت أنها دفعت 30 ليرة بدل الرهن واستردته من أجله، فيبكي بحرقة.