هم يقتلون ويدمرون... ماذا يفعل العملاء؟

لولا العملاء والخونة من العرب والمسلمين لما كان لهم وجود الآن في فلسطين، ولن يكون لهم ذلك بعد الآن، مهما طال زمنهم وزمن أزلامهم من العملاء والخونة.

0:00
  • ماذا يفعل العملاء؟
    ماذا يفعل العملاء؟

في أكثر من مقال كتبته في موقع الميادين خلال الأعوام الماضية، تحدثت عن خطر التواطؤ والعمالة للأنظمة العربية والإقليمية، وتوقعت منها جميعاً أن تتآمرعلى مجمل القضايا الوطنية والقومية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحلفاؤها الحقيقيون.

وعَدَدْتُ هذا التآمر حالة جينية خطيرة في نفوس حكام هذه الأنظمة، التي أثبتت، خلال الأشهر القليلة الماضية، نذالتها بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وكما فعل ذلك أجدادها، منذ أكثر من مئة عام، في تاريخ المنطقة.

وجاءت أحداث ما بعد طوفان الأقصى، والآن في لبنان، لتثبت هذه الحقيقة المُرة، بحيث وقفت هذه الأنظمة، وما زالت، موقف المتفرج حيال هذه الأحداث، ومن دون أن تخفي دعمها المباشر وغير المباشر لحرب الإبادة الجماعية، التي يشنها الكيان الصهيوني ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، وبين الحين والحين عدوانه على سوريا والعراق واليمن وإيران.

كما لم تُخفِ هذه الأنظمة وأبواقها في الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، المدفوع لها سلفاً، فرحتها من "الانتصارات" التي حققها ويحققها الكيان العبري في فلسطين ولبنان وسوريا وإيران، من خلال الاغتيالات التي استهدفت قيادات وكوادر لحماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي والضباط السوريين.

وهي الانتصارات التي ساهمت فيها هذه الأنظمة، عبر علاقاتها المباشرة وغير المباشرة بأجهزة استخبارات الكيان الصهيوني، أو من خلال أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية، والتي ترتبط بها بشكل مباشر منذ قيام هذه الأنظمة.

ومن دون أن نتجاهل وجود القواعد الأميركية في جميع دول المنطقة، التي تحيط بفلسطين ولبنان وسوريا وإيران واليمن، حيث توجَد هذه القواعد وتحلق فوقها أقمارها الاصطناعية الاستخبارية في تركيا وباكستان ومصر والأردن وجيبوتي والصومال والمغرب والسودان وكل دول الخليج، وفي مقدمتها قطر التي فيها مقر القيادة المركزية لكل القواعد الأميركية في المنطقة.

مَن وكيف سيفسّر لنا الظلام المدقع الذي بات يخيّم على العقول والضمائر لمئات الملايين في العالمين العربي والإسلامي، وهي تشاهد ما يجري في فلسطين ولبنان كأنها مقاطع من أفلام الحربين العالميتين الأولى أو الثانية، ولا يهمها بعد أن نجحت أجهزة البروباغندا الصهيونية والإمبريالية وأبواقها المسعورة المأجورة في المنطقة في التأثير في هذه الملايين، عبر كثير من الأخبار والبرامج التافهة، التي أبعدتها عن الواقع الحقيقي الذي تعيشه، ليكون ذلك دعماً لسياسات التطبيع مع الكيان الصهيونى، وهو ما تسعى لج سراً منذ أعوام طويلة، وعلناً بعد ما يسمى الاتفاقيات الإبراهيمية، والآن بصورة استفزازية وقحة بعد طوفان الأقصى.

تريد هذه الأنظمة لشعوبها وشعوب العالمين العربي والإسلامي أن تتطبع بدورها نفسياً مع حالات التواطؤ والاستسلام، وألّا تتأثر او تتألم مما تراه يومياً من مشاهد مروّعة من مجازر الكيان العبري الصهيوني، الذي تريد له هذه الأنظمة وأبواقها المأجورة أن تُكسر معنويات من تبقى من الشرفاء والمخلصين، كما هي الحال في فلسطين، والآن في لبنان.

ويبقى الرهان في نهاية المطاف على الصبر والإيمان للشرفاء والمخلصين لأوطانهم من الشعبين الفلسطيني واللبناني، عبر كل أطيافهما، واللذين أثبتا معاً أنهما أعظم شعوب العالم في التضحيات والصمود على رغم كل المتآمرين عليهما دولياً وإقليمياً، بل حتى داخلياً من أبناء جلدتيهما.

فلو تعرضت أي دولة من دول التطبيع، بل حتى الكيان الصهيوني، لما تعرضت له فلسطين ولبنان، وقبلهما سوريا، لما بقيت حتى في الخريطة الجغرافية، التي لا ولن يستطع أحد أن يرسمها من جديد، بعد أن أثبت الشرفاء من أبناء هذه الجغرافيا في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران، والقلة في الدول العربية والإسلامية الأخرى، أنهم على استعداد لأن يضحوا بكل ما يملكونه من أجل البقاء في أرض الأجداد، وهي لهم وليست للغزاة الصهاينة.

ولولا العملاء والخونة من العرب والمسلمين لما كان لهم وجود الآن في فلسطين، ولن يكون لهم ذلك بعد الآن، مهما طال زمنهم وزمن أزلامهم من العملاء والخونة.