طوفان الأقصى.. قراءة في تفاعل الجمهور العربيّ
قد يكون التوجيه الإعلامي الواضح في وسائل الإعلام العربية عاملاً هاماً في عدم سماع قطاعات من الجمهور العربي عن العمليات من اليمن أو في سوريا أو العراق.
لم تعرف البشرية يوماً استعماراً يُعامل الشعوب التي يستعمرها كما يُعامل شعبه الاستعماريّ نفسه، فالمُستَعمِر يرى في المُستعمَر قمّة التخلّف والرجعية والأصولية والظلامية والحيوانية والوهن، في حين يرى في شعبه قمّة التحضُّر والتقدُّم والحداثة والتنوير والإنسانية والقوة، والاستعمار الصهيوني في فلسطين هو استعمارٌ فريد من نوعه، يصفه الدكتور سيف دعنا بـ "الاستعمار الاستيطاني الإحلالي النقيّ"، في إشارة إلى تميُّزه عن أنواع الاستعمار الأخرى، وأنه مماثل ومطابق من حيث البُنية ومفاعيلها وقوانينها لاستعمار أميركا الشمالية وأستراليا حيث جرت إبادة الشعوب الأصلية وإحلال المستعمِرين البيض محلهم في استلاء على الأرض والاقتصاد والتاريخ.
وليس الاستعمار ظاهرة سطحيَّة تتمحور حول "الحدث" كما يصوَّر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؛ إنه بُنية وظيفية مترابطة على جميع الصُعد المحلية والإقليمية والعالمية تعمل من أجل تعزيز عملية تراكم رأس المال التي تحكم النظام العالمي القائم، وعلى هذه البنية لكي تضمن فاعليّتها أن تزيح بواسطة أيديولوجيتها السردية التي يقدّمها عدوها وتفرض سرديتها الخاصة عن الصراع، وعليها بالمثل أن تخترق وجدان الشعب المُستعمَر ووعيه الجماعي لتزرع فيه نفسيةً وظيفتها تعزيز السردية المتدنية التي صاغها المُستعمِر عن الشعب المُستعمَر.
من الجليّ أن ملحمة طوفان الأقصى غيَّرت، بفرادتها وعمقها الاستراتيجي والطوفان الشعبي المصاحب لها عربياً وعالمياً، المعادلات العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية والنفسية التي يواجهها الكيان الصهيوني داخل فلسطين وخارجها، ومع ذلك عكست ساحة الصراع الإعلامية جوانب هامة من الصراع أحياناً ما يغفلها الجمهور العربي المُتابع للملحمة من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؛ هذا الإغفال أحياناً ما يُعبِّر عن مواقف تستبطنها – غالباً من دون قصد – نزعة انهزامية مرتبطة أشد ارتباط بالعقلية الغربية الاستعمارية، والسردية الغربية والصهيونية الرائجة عن العرب وشكلها الأكثر فظاظة الذي عبَّر عنه وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت واصفاً إيّانا بـ "الحيوانات البشرية".
كان الغرب من خلال وسائل الإعلام المرتبطة به سبَّاقاً بافتراض الأحداث وصنع سردية معيّنة تحيط بكل التفسيرات المطروحة لجميع الأحداث المرتبطة بالمعركة، وكان ذلك جَليّاً في قصة "قطع حماس لرؤوس الأطفال" التي عمّمها الإعلام الغربي ليتراجع عنها بسرعة فيما بعد، لكن مع إبقائه على السردية ذاتها التي تُتناول جميع الأحداث من خلالها؛ لقد تراجعوا عن اتهام حماس بقطع رؤوس الأطفال، لكن القالب السرديّ الذي وضعوا فيه هذه القصة ما زال رائجاً ويتعمَّق ويشتد حدة.
هذا القالب يُمثِّل سردية استعمارية ليس في مثلها حقارة ودناءة وبُغضاً؛ يريد الصهيونيّ أن تتصدَّر المشهد صورتان للفلسطينيّ – وبالتالي العربيّ – أولاهما يظهر فيها مُلثّماً يحمل السلاح كما لو كان متخلّفاً ورجعياً وإرهابياً والمطلوب القضاء عليه، في حين يظهر في الصورة الثانية حاملاً طفلاً بين الحطام كما لو كان عاجزاً يتطلّع لأي مساعدة أو عزاء.
الصورتان مترابطتان إلى أقصى درجة؛ تُستخدم الأولى لتبرير مجازر الاستعمار الصهيوني بحقّ الفلسطينيين بذريعة مواجهة إرهاب المقاومة الفلسطينية، وتُوظَّف الثانية لترويج السردية الغربية والصهيونية التي يظهر فيها الفلسطينيّ عاجزاً لا حول له ولا قوة يستنجد بالغرب والاستعمار لإنقاذه من براثن إرهاب المقاومة الفلسطينية التي تحول دون استرجاعه لحقوقه وفق حلّ الدولتين.
تُخطئ قطاعات من الجمهور العربي، حتى من جمهور محور المقاومة، في وصف طبيعة الاستعمار الصهيوني في فلسطين والوطن العربي معتبرةً إيّاه أحياناً "أبارتايد أو نظام فصل عنصري" كما حدث في جنوب أفريقيا أو "نظاماً فاشياً" على غرار النازية في ألمانيا؛ هذه توصيفات لا تُعبِّر عن جوهر الظاهرة الاستعمارية الصهيونية، ولا حتى عن القشرة السطحية المهترئة التي تُغلِّف بُنيتها؛ الاستعمار الصهيوني هو أبشع استعمار استيطانيّ إحلاليّ نقيّ عرفته البشرية، وظيفته البنيوية هي إحلال كل ما هو صهيوني محل كل ما هو عربيّ؛ هذا يعني أن الصهيوني عدو وجودي لكل عربيّ، وأنه يسعى لإبادة العرب وطردهم من التاريخ بقدر ما يسعى العرب لتحقيق تحرّرهم من نير الإمبريالية وآخر استعمار قائم على وجه المعمورة.
يُروِّج الإعلام الغربي – ومعظم الإعلام العربي – في تناوله لمجريات هذه المعركة وغيرها صورة معينة للجمهور عن الاستعمار الصهيوني، تُلخِّصها فكرة تضغط البنية الاستعمارية للكيان الصهيوني وعلاقاتها بالنظام العالمي الرأسمالي وسياقاتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية إلى "حدث"، يطرأ في زمان ومكان معينين مصحوباً ببيانات وأرقام تلازمها تفسيرات، قد تكون متمايزة أو متطابقة؛ هذه الفكرة تقدِّم "الحدث" للجمهور منزوعاً إلى حدٍ كبير عن كامل بُنيته وعواملها الأكثر جوهرية وسياقاتها، فيبدو الاستعمار الصهيوني لفلسطين والوطن العربي كما لو كان يظهر في مواسم طارئة، ويتفاعل معه الجمهور نتيجة لنقل "الحدث" عبر وسائل الإعلام.
والجمهور العربي المُتابع لملحمة طوفان الأقصى يتفاعل مع وسائل الإعلام الغربية والعربية في آن، ويمكننا ملاحظة أن تفاعل قطاع منه يعكس استبطان السردية الغربية المتدنية عن الإنسان العربيّ. نرى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي العرب وشخصيات عربية بارزة يتماهون مع سردية وصورة العربيّ المُلثَّم الإرهابي في خطابهم الذي يستعطف الجمهور الغربي ويدعوه لمناصرة العربيّ العاجز الذي يتلهَّف المساعدة؛ الموقف الذي عبَّر عنه الكوميديان المصري باسم يوسف عندما أدان "إرهاب حماس" في محاولة لاستجداء الجمهور الغربي هو خير مثال، ويحيلنا إلى التأكيد أنه آن الأوان للمستعمَر أن يكفّ عن محاولة إقناع المستعمِر بأي شيء، إذ لا يمكن أن تقنع مُستعمِر الأمس أن مُستعمِر اليوم مجرم أو على خطأ.
هناك أمثلة عديدة نلحظ فيها استبطان السردية الغربية عن العربيّ لها؛ نشر صورة العود الذي يناوله شاب من الطابق الأول وسط الركام إلى شاب آخر على الأرض، والصور التي تظهر فيها قطط تقف على آثار قصف طائرات الاحتلال، أو حتى الدُمى التي راح الأطفال أصحابها ضحيَّة للعدوان، هي من ضمن عدة أمثلة تعكس النزعَة الرومانسية لدى قطاع من الجمهور العربي في التفاعل مع "الشيء الطارئ".
لا شكّ أن مدخل تفاعل الجمهور العربي هو مدخلٌ إنسانيّ، ولكن مع ذلك يعكس نشر مثل هذه الصور خللاً ليس في استيعاب السياقات الخفيَّة للحدث وحسب، وإنما حتى عدم القدرة على إدراك مدى حجم هذا الحدث المعزول عن سياقاته، ومثل هذا التفاعل معرّض بشكل كبير لأن يستغله الإعلام الغربي في تصدير صورة الفلسطينيّ العاجز الذي يستغيث بالغرب والاستعمار من إرهاب المقاومة الفلسطينية التي تحول دون استرجاعه لحقوقه وفق حل الدولتين.
ويمكن ملاحظة أن قطاعاً كبيراً من الجمهور العربي المُتابع للملحمة الجارية يعطي حيّزاً كبيراً للغاية من مساحة حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة المنشورات والصور والفيديوهات التي من الطبيعي أن تُلاقي استعطافاً من أي مُشاهد – مشاهد القصف والدمار والأشلاء مثالاً – في حين لا تنال مشاهد النصر التي تَبُثُها المقاومة الفلسطينية لعملياتها – بصرف النظر عن التضييق التي تتعرّض إليه من إدارة مواقع التواصل الاجتماعي – المساحة نفسها، لأنها لن تنال المقدار نفسه من التعاطف، ناهيك عن أنها مُدانة من قِبل الجمهور الغربيّ.
أنماط التفاعل هذه وما شابهها تدفع في النهاية إلى تسهيل اختراق السردية الغربية لوجدان قطاع من المتفاعلين العرب على وسائل التواصل الاجتماعي، خلافاً لإمكانية توظيف الإعلام الغربي لها في تثبيت وتكريس لصورتَي العربيّ المُلثَّم الإرهابي والعربيّ العاجز الذي يستغيث.
الحرب النفسية هي ميدان بالغ الأهمية في كل معركة، والإعلام هو سلاح رئيس في الحرب النفسية؛ الكيفية التي ينقل بها الإعلام مجريات الحدث – المعزول أصلاً عن سياقاته – هي العامل الحاسم في صنع السردية المحيطة بالحدث والترويج لها. وليس غريباً أن نجد قطاعاً من الجمهور العربي على وسائل التواصل الاجتماعي لم يسمع عن عمليات نوعية نفّذها محور المقاومة، سواء من لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن، ويرجع ذلك إلى ندرة توارد الأخبار عن مثل تلك العمليات في معظم الإعلام العربيّ (السعودي والإماراتي بشكل خاص) خلافاً للكيفية التي تُعرض بها مثل تلك الأخبار.
يبدو واضحاً منذ اليوم الأول للمعركة أن الاحتلال يعاني من صدمة وحالة هستيريا يعبِّر عنها استهدافه للفلسطينيين في غزة بالقصف المكثّف والمتواصل في محاولة للتغطية على حجم الهزائم التي ما زالت تلحق به، وبدا واضحاً منذ مساء 27 تشرين الأول/أكتوبر الجاري تحديداً أن اقتحام غزة برياً أمرٌ سيُكبِّد الاحتلال وحلفاءه خسائر كبيرة، سواء في الجنوب الفلسطيني عبر شبكة الأنفاق المعقَّدة في غزة والصواريخ اليمنية في أم الرشراش المصرية المحتلة، أو في الشمال الفلسطيني مع تصعيد حزب الله المنهجي لنوعية وعمق جبهة الحرب، أو خارج فلسطين في أماكن وجود القوات الأميركية بالعراق وسوريا والخليج.
إنه لمن الواضح أن حجم الأخبار والصور والفيديوهات الخاطئة التي يجري تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي ملفت للنظر، وخاصة تلك المتعلقة بالمناورة البرية في غزة بين يومي 27 و28 تشرين الأول /أكتوبر؛ هذه ليست إلا حرباً نفسية يحاول الكيان من خلال أدواته فيها، بصرف النظر عن ندرة الأخبار عن وقائع المناورة في الإعلام الإسرائيلي، أن يفلت من فضيحته ويصطنع انتصارات وهمية تحفظ له بعضاً من ماء وجهه. وبالمقابل، تؤدي الكيفية التي تُقدِّم بها معظم وسائل الإعلام العربية أخبارها عن باقي وقائع المعركة خارج حدود فلسطين، وحتى داخلها مع حدود الجنوب اللبناني، درواً مُتخفّياً في تعزيز السردية والرواية والدعاية الغربية الإسرائيلية.
تواجه سوريا على سبيل المثال حرباً إعلامية شرسة منذ أكثر من عقد وما زالت مستمرة حتى اليوم، وناهيك عن حجم البروباغندا التي أطلقتها منظمة الخوذ البيضاء المدعومة بريطانياً وأميركياً، وسوّقها الإعلام الغربي والعربي عن الجيش العربي السوري والقيادة السورية، ما زالت تؤدي العديد من وسائل الإعلام العربي حتى اليوم دوراً في إخفاء حقيقة ما يجري في سوريا؛ وسائل الإعلام العربية التي كانت لا تعرض أي أخبار عن هجمات الطيران الإسرائيلي في سوريا حتى شهرٍ مضى، باتت اليوم تعرض، بالقطّارة، أخباراً متقطّعة، بينما لا تعطي حجم استهداف القواعد الأميركية في سوريا – وحتى العراق – حجمها الحقيقي.
يتساءل البعض "أين حزب الله؟" أو "أين محور المقاومة؟" في تعبير عن أزمة يواجهها الجمهور العربي متعلقة بالسردية التي تقدِّم فيها بعض وسائل الإعلام العربية ملحمة طوفان الأقصى باعتبارها "حدثاً" معزولاً عن سياقاته، ولا شك أن جمهور المقاومة الذي يطرح مثل هذه الأسئلة لا يطرحها في صيغة استنكارية، وإنما يطرحها لأسباب ترجع إلى إيمانه بالمقاومة وتضامنه القوي مع الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وناهيك عن أن المشاهد التي يبُثّها الإعلام العسكري للمقاومة في لبنان والعراق واليمن لا تُعرض على شاشات أغلب قنوات الإعلام العربي، يُعرض الحدث بكلمات مثل "هاجم عناصر من حزب الله نقطة حدودية مع إسرائيل"، أو "مقتل اثنين من عناصر حزب الله في اشتباكات مع إسرائيل"، أو "ارتفاع عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية سورية بريف درعا"، أو "محاولة اعتداء جديدة على قاعدة الشدادي في الحسكة السورية"، أو "استهدف فصيل عراقي قاعدة عين الأسد". وأظهرت وسائل الإعلام السعودي والإماراتي غياباً تاماً لأي أخبار تتعلّق بعمليات المقاومة اليمنية، في مقابل ترويج رواية "الحوثيون استهدفوا مصر من اليمن" في تغطية شديدة السطحية للأحداث الأخيرة التي وقعت في طابا ونويبع.
الاعتماد الكبير في مصادر المعلومات على وسائل الإعلام الإسرائيلية، وإدارة كثافة ونوعية الأخبار المتعلقة بسوريا واليمن، ووصف شهداء الجيش العربي السوري وباقي مكوّنات محور المقاومة بالقتلى، والترويج بشكل أو بآخر للرواية الإسرائيلية؛ هذه الطريقة التي تتعامل بها بعض وسائل الإعلام العربية مع وقائع عمليات مختلف مكوّنات محور المقاومة تُصدِّر للمشاهد أن حزب الله – الذي قدَّم حتى الآن أكثر من أربعين شهيداً على طريق القدس – أو تنظيمات محور المقاومة الأخرى هي كيانات هامشية أو إرهابية في أحيان أخرى، وكما لو كان الاستعمار الصهيوني واقعاً حتمياً له مشروعية تسمى "إسرائيل" هي واقع علينا إعطاءه المساحة والتعامل معه.
قد يكون التوجيه الإعلامي الواضح في وسائل الإعلام العربية عاملاً هاماً في عدم سماع قطاعات من الجمهور العربي عن العمليات من اليمن أو في سوريا أو العراق، ومع ذلك فالسيولة غير الطبيعية للأخبار المرتبطة بمعركة طوفان الأقصى تدفع بطبيعة الحال وسائل الإعلام إلى أن تكون محدّدة وحتى انتقائية في التعامل مع الأخبار، غير أن هذه السيولة قادرة في كثير من الأحيان على أن تشتّت الجمهور المُتابع لمجريات الحدث، وبطبيعة الحال يؤثر اختيار المصدر الإعلامي على التصوّر الذي يكوِّنه المُتابع عن الأحداث ومجرياتها.
يعكس تفاعل الجمهور العربي مع مجريات ملحمة طوفان الأقصى المستمرة الأهمية البالغة لساحة الصراع في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وتوضِّح اتجاهات الإعلام الغربي والإسرائيلي مدى ضخامة الحرب النفسية التي يشنها الغرب والاستعمار علينا، فيما يعكس تناول بعض وسائل الإعلام العربية للحدث مشهداً يختلف عن الواقع ويتماهى إلى حد ما مع السردية والرواية الغربية والصهيونية من خلال تصدير صور الدمار والقصف والأشلاء والتركيز عليها، مع تجاهل وغياب مشاهد النصر الذي يبُثّها الإعلام العسكري لجميع مكوّنات محور المقاومة.
تكتب المقاومة الفلسطينية اليوم، ومحورها، آخر سطرٍ في صفحة السقوط التاريخي المدوّي للإمبراطورية الأميركية، وقد ضربت عرض الحائط بكل الأساطير عن النجاعة التكنولوجية العسكرية للعدو الصهيوني، وأثبتت أن الكيان أوهن من بيت العنكبوت، وأن الفلسطينيّ قادرٌ على تمريغ أنف الجندي الصهيوني الضعيف عقائدياً والمستنزف نفسياً بأبسط القدرات وبعتاد متواضع، ولكن بعقل عسكري وسياسي استراتيجي لا مثيل له على وجه المعمورة إلا في فلسطين؛ ورداً على الحرب النفسية الهزيلة التي يشنّها العدو علينا، آن الأوان القول إنه يجب ألا تمحو صور الأشلاء صور النصر.