"ذا إنترسبت": منظمات أميركية تُحوّل ملايين الدولارات إلى متطوعي جيش الاحتلال

منظمة "نيفوت" الأميركية ترعى مبادرات دعم للجنود الأميركيين المنخرطين في الحرب على قطاع غزة، ما ساعد في دعم "الجيش" الإسرائيلي الذي يواجه الآن أكبر أزمة تجنيد.

0:00
  • أنفقت 20 جمعية أميركية على الأقل أكثر من 26 مليون دولار منذ عام 2020 على برامج دعم الجنود المنفردين في
    أنفقت 20 جمعية أميركية على الأقل أكثر من 26 مليون دولار منذ عام 2020 على برامج دعم الجنود المنفردين في "إسرائيل"

نظّم جنود أميركيون متطوعون في "الجيش" الإسرائيلي سلسلة فعاليات في الولايات المتحدة، شملت حفلاً في بوكا راتون مع المعلق السياسي اليميني بن شابيرو، ولقاءات مع عضوَي الكونغرس الجمهوريين برايان ماست ومايك لولر في واشنطن، بالإضافة إلى انضمامهم إلى عمدة نيويورك إريك آدامز في قصر غرايسي، وفق ما نقل موقع "ذا إنترسبت"

وتقف خلف هذه الفعاليات منظمة "نيفوت"، وهي مؤسسة أميركية مقرها نيويورك، تدعم ما يُعرف بـ"الجنود الأميركيين المنفردين" في "الجيش" الإسرائيلي – وهم مواطنون أميركيون يخدمون في صفوف "جيش" الاحتلال بدون عائلاتهم.

وتشمل نشاطات المنظمة القادمة رحلة علاجية إلى بنما للمحاربين القدامى الذين شاركوا في العمليات العسكرية خلال الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.

وتعمل منظمة "نيفوت" حالياً في 22 ولاية أميركية، وتُعد واحدة من أبرز المؤسسات التي تربط التمويل الخيري المحلي بدعم مباشر لوحدات "الجيش" الإسرائيلي.

ورغم تصاعد المطالبات بتشديد الرقابة على التمويل المرتبط بالنزاعات، لا تزال واشنطن تتجاهل نشاط هذه الشبكات رغم اتساع أثرها في الميدان وعلى الرأي العام الأميركي. 

تمويل أميركي ضخم ومزايا عسكرية

وبحسب تحليل نشره "ذا إنترسبت" استناداً إلى وثائق ضريبية، فقد أنفقت 20 جمعية أميركية على الأقل، بما فيها "نيفوت"، أكثر من 26 مليون دولار منذ عام 2020 على برامج دعم الجنود المنفردين في "إسرائيل" بدءاً من مرحلة التجنيد الأولي وحتى إعادة الإدماج.

ويشمل ذلك تكاليف السكن، العلاجات النفسية والجسدية، معدات عسكرية، وحتى المنتجعات الصحية.

وفي عام 2023 وحده – وهو العام الأكثر دموية في غزة منذ عقود – سجّلت تلك البرامج أرباحاً قياسية. وارتفع عدد المتطوعين الأميركيين في صفوف "الجيش" الإسرائيلي إلى نحو 7000 منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مقارنةً بـ3000 -4000 سنوياً بين 2002 و2020، وفق تقديرات رسمية.

ويُقدَّر أن 23,000 مواطن أميركي يخدمون حالياً في "الجيش" الإسرائيلي، سواء كمتطوعين منفردين أو كمجندين من مهاجرين جدد.

تغطية إعلامية دعائية وتجاهل رسمي أميركي

وفي وقتٍ تخضع فيه صادرات الأسلحة الأميركية إلى "إسرائيل" لتدقيق أممي وبرلماني، تغيب المراقبة على آلاف المدنيين الأميركيين الذين يلتحقون طوعاً بـ"الجيش" الإسرائيلي.

وتقوم المنظمات الراعية لهؤلاء الجنود بحملات دعائية منسقة على وسائل التواصل الاجتماعي، تنشر صوراً وشهادات من جنود يشاركون في الحرب على غزة.

كما يقوم بعض هؤلاء الجنود بجولات خطابية داخل الولايات المتحدة، لترويج صورة إيجابية عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، رغم الأدلة المتزايدة على الانتهاكات الموثقة بحق المدنيين الفلسطينيين.

دعم التجنيد وسط أزمة داخلية إسرائيلية

وفي السياق، ذكر الموقع أنّ هذه البرامج ساعدت في دعم "الجيش" الإسرائيلي الذي يواجه الآن أكبر أزمة تجنيد له منذ عقود، يبحيث يُقدّم متطوعون من الولايات المتحدة ودول أخرى تعزيزات، فيما تشير التقارير إلى أنّ نحو 100 ألف جندي احتياط رفضوا الالتحاق بـ"الجيش".

وبينما يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو توسيع العدوان على غزة، تلعب هذه البرامج الأميركية دوراً تعويضياً عبر توفير بدائل بشرية لـ"الجيش" المنهك. 

اقرأ أيضاً: تنافسٌ في قتل المدنيين.. "هآرتس" توثق انتهاكات جيش الاحتلال في قطاع غزة

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.