فخامة الرئيس... مبروك وبعد؟

أيها الرئيس، هناك أسئلة كثيرة تجول في خاطر اللبنانيين خلال عهود رئاسية غابرة، فقدنا حسّ الأمان في وطننا، وطن أصبح للسياسيين وأصحاب الأموال، ليس وطناً للشعب اللبناني بعدما زاد فقره وأضحت طرابلس عاصمة لبنان الثانية المدينة الأكثر فقراً في الشرق الأوسط بحسب تقارير المُنظّمات الدولية، حيث يعيش أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر. هل ستُعيد مكانتها بين المدن اللبنانية قبل المكانة العربية "عاصمة الثقافة والسياحة الدينية العربية".

هل ستتمكّن من أن تخطّ بيدك تاريخاً جديداً ومرحلة جديدة؟
سنتان ونيّف من الشغور الرئاسي  كانتا كفيلتين لتسمية  العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية،  عنوان تصدّر الصحف اللبنانية، العربية والعالمية. بداية عهد جديد يُمكن تسميته ب "عهد الخلاص والإنهاض". أيها الرئيس، ٢٦ عاماً من النضال والنفي من وطنك الأم والعيش بعيداً عن لبنان، هذه الصورة النضالية لتاريخك المُشرّف لنا كلبنانيين أن تصبح رئيسنا تُنسي هذا الشعب الظلم الذي أحاطه من كل الجوانب المالية، الاقتصادية، الاجتماعية، وليس آخرها البيئية،  ولكن ماذا بعد؟

 هل ستتمكّن من أن تخطّ بيدك تاريخاً جديداً ومرحلة جديدة تُمجّد إسم لبنان عالياً؟

أيها الرئيس، هناك أسئلة كثيرة تجول  في خاطر اللبنانيين خلال عهود رئاسية غابرة، فقدنا حسّ الأمان في وطننا، وطن أصبح للسياسيين وأصحاب الأموال، ليس وطناً للشعب اللبناني بعدما زاد فقره وأضحت طرابلس عاصمة لبنان الثانية المدينة الأكثر فقراً في الشرق الأوسط بحسب تقارير المُنظّمات الدولية، حيث يعيش أكثر من نصف  سكانها تحت خط الفقر. هل ستُعيد مكانتها بين المدن اللبنانية قبل المكانة العربية "عاصمة الثقافة والسياحة الدينية  العربية". قلتم في خطابكم الشهير من قصر بعبدا في 13 أكتوبر عام 1990 "يا شعب لبنان العظيم". هل ستُعيد لشعبك ثقته بدولته ومؤسّساته الغارِقة في الفساد والمحسوبيات؟ هل ستسترجع  كرامة اللبنانيين في وطنهم  وتشبّثهم في أرضهم بعد أن فقدوا أي أمل في إمكانية التغيير والنهوض نحو الإصلاح؟

لبنان انتظركم كثيراً فأغثه من المُفسدين المُتأصّلين والعابثين بأموال الشعب. أسألكم سيّدي الرئيس هل بدأ حُلم لبنان معكم من جديد؟ سويسرا الشرق ستُعيد امجادها وتبنون دولة كما جاء في خطابكم الرئاسي في 31 أكتوبر 2016

اللبنانيون سيُسدلون الستارة عن مرحلة ظلم في بلاد خلت منها العدالة. هل ستتحسّن أوضاع اللبنانيين المعيشية من خلال تحسين الوضع الاقتصادي المُتردّي وتُثنيهم من خلال سياستك الحكيمة والواعدة عن التهافُت على أبواب السفارات طالبين الهجرة واللجوء بعدما ضاق بهم وطنهم وأصبحوا لاجئين في أرضهم ، علّهم يجدون في بلدان الاغتراب ما فقدوه في بلدهم. 

 

ما مصير الكهرباء؟ هل ستُحل ونشهد حلولاً نهائية  لها ؟ما مصير الطرقات التي تغرق بالمياه عند كل (شتوي) كما يقول اللبنانيون؟ هل ستُشيدون المزيد من السدود؟ ماذا عن الموارد الطبيعية؟ هل ستُستخرج وتُستثمر في مشاريع إنمائية أم ستُوزّع على الأفرقاء السياسيين؟ ماذا عن إلزامية التعليم ومحو الأميّة؛ كل هذه المواضيع تُعتبر واجباً رئيسياً من واجبات الدولة الراقية الساعية إلى التغيير والإصلاح.

ماذا عن اللاجئين؟ هل ستُعيدهم إلى وطنهم آمنين سالمين ، لسنا عنصريين ولكن ألا يكفي لبنان ما عاناه ويُعانيه من أزماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى يُخنق بأزمة اللاجئين. بينما نجد الدول الأوروبية ترفض وتخاف من استقبالهم، ونجد الرئيس الفرنسي هولاند يقول أنه لم ولن يحوّل فرنسا إلى مُخيّمات للاجئين، لماذا يحافظون على بلدهم، ولبنان الصغير بحجمه الكبير بدوره يستقبل أعداداً أكثر بكثير من قُدرته على التحمّل هل لأننا دولة فقيرة  ولسنا بمصاف الدول المُتطوّرة؟ اعذرني أيّها الرئيس و أيّها القُرّاء إنها صرخة كل لبناني بحاجة إلى الاستقرار والأمان في وطنه الأم.  

النفايات ما مصيرها بعدما بدأت الأمراض تنتشر والحشرات تُهدّد حياة اللبنانيين ، أصبحنا نكتة مُتداولَة على صفحات المواقع الإلكترونية وآخرها بعد إعلانكم رئيساً للجمهورية اللبنانية، صرّح الأستاذ عايد المنّاع  أكاديمي وباحث سياسي عبر قناة الميادين في ندوة خاصة عن لبنان ... رئاسة الانتصار في 31/10/2016. استخفّ وشكّك  في قدرة لبنان على حلّ مشكلة » القمامة « ، قائلاً كيف لكم أن تجدوا حلولاً للمشاكل الداخلية المُتأصّلة في الدولة خاصة أن الموقع الرئاسي لا يُقدّم شيئاً إن كان شاغراً أم لا ؟

 

فُرَص العمل تُعدّ أولوية لكل لبناني حاصل على إجازة جامعية. ما مصير هذه الفئة من أصحاب الكفاءات، هل يحق لهم الحصول على فرصة عمل من دون واسطة ومحسوبية وتقبيل الأيادي النظيفة وترجّي الأحزاب السياسية ؟

ماذا عن المرأة اللبنانية؟ هل ستُعطى حقوقها  في تولّي الوظائف من الفئة الأولى؟ ماذا عن  حقّها في منح الجنسية لأولادها؟ هل ستكون هناك قوانين صارِمة  عادلة و مُنصِفة تحميها من القتل والتعنيف الأسري؟

 حلّ لبنان في المرتبة الـ 123 في مقاييس الشفافية، وذلك بحسب دراسة شاملة سنوية تقوم بها مُنظّمة الشفافية العالمية لعام 2015. رشاوى، فساد، محسوبيات، كلمات اعتدنا  أن نسمعها في حياتنا اليومية. هل لديكم خطّة تعمل وفق مبدأ دولة من دون فاسدين تُنسي اللبنانيين هذه المُصطلحات التي عاثت فساداً في الوطن؟

نعلم أن مشاكل لبنان كثيرة ومُعقّدة وكذلك اللبنانيون يعلمون جيداً  أنكم لا تملكون مُصباحاً سحرياً لحل كل هذه الأزمات وغيرها من المشاكل التي أثقلت كاهل الدولة والمواطنين ولكن هل ستتمكّنون أيّها الرئيس من اجتراح حلول ولو جزئية لمشاكل اللبنانيين المُحقّة وسط العراقيل السياسية التي ستواجهكم، وتُعيد لهم ثقتهم في وطن جامع مُتماسك وبنّاء يحفظ حقوق المواطن قبل المسؤول و الضعيف قبل القوي ؟

يا أبا اللبنانيين جميعاً، ابناؤكم سينتظرون الأيام والشهور وربما السنوات الست القادمة ليسائلوكم في نهاية عهدكم هل تمكّنتم من تغيير ما أو إصلاح ما في وطنهم؟

آملين أن تدوّن إنجازات عهدكم بصفحات مُشرقة وأكتب لكم مُجدّداً وعدتم ووفيتم.