شركات التقنية تحذف تطبيقات كورونا.. لماذا؟

أبرز التطبيقات التي تم إغلاقها هو تطبيق طورته الحكومة الإيرانية، يُعنى بانتشار فيروس كورونا (COVID-19) وتتبّع حالات الإصابة به وقد تخطى 4 مليون تحميل في غضون أسبوع واحد.

  • شركات التقنية تحذف تطبيقات كورونا.. لماذا؟
     شركة "غوغل" ليست الوحيدة التي أغلقت جميع التطبيقات المتعلقة بالفيروس

أدخِل في محرك بحث متجر "غوغل بلاي" (Google Play) كلمة "فيروس كورونا" أو "كوفيد-19"، وانظر ماذا يحصل؟ لن يظهر أي شيء في قائمة النتائج! يبدو أنه تحديث جديد من قبل الشركة ربما يهدف إلى الحد من انتشار المعلومات المضللة، وبالتالي تخفيف الهلع لدى الأفراد، إذ تقوم شركة "غوغل" بحظر جميع التطبيقات المتعلقة بفيروس كورونا من متجرها.

أبرز التطبيقات التي تم إغلاقها هو تطبيق طورته الحكومة الإيرانية، يُعنى بانتشار فيروس كورونا (COVID-19) وتتبّع حالات الإصابة به. التطبيق المسمى "AC19" لاقى انتشاراً كثيفاً، وتخطى 4 مليون تحميل في غضون أسبوع واحد، ولكن ذلك سرعان ما انتهى، بعد أن قامت شركة "غوغل" بإزالته من متجرها الرسمي "غوغل بلاي".

جهات مختصة متابعة حاولت تفسير الأمر عبر التوضيح أن شركة "غوغل" أزالت التطبيق تنفيذاً لسياسات متجرها. هي تعتبر أن التطبيق الإيراني يمثّل مزاعم مضللة تدّعي الكشف عن تشخيص الإصابة بفيروس كورونا، وهو أمر مستحيل حصوله بواسطة تطبيق بحسب الشركة، إذ يجب أن يُجري الأشخاص المشبته بإصابتهم اختبارات تؤكد ذلك كما تقول، من خلال تحليل ميكروبيولوجي لعيّنة مأخوذة من الحنجرة.

هذا التبرير يتناقض تماماً مع هدف التطبيق، إذ أرسلت وزارة الصحة الإيرانية رسالة نصية قصيرة إلى جميع الإيرانيين بعد إصداره، تحثّهم على تثبيته للتحقق من الأعراض المحتملة للفيروس، وليس الكشف القاطع عن الإصابة به، وهو يتطلب الإجابة على أسئلة متعلقة بأعراضه، بهدف تحديد ما إذا كانت أعراضاً حادة، بغية منع المواطنين من إغراق المستشفيات المحلية من دون داع.

من جهة أخرى، تم اتهام الحكومة الإيرانية باستغلال الهلع الحاصل حول فيروس كورونا لخداع المواطنين، من أجل نشر التطبيق وجمع أرقام هواتفهم وبيانات الموقع الجغرافي الخاص بهم، علماً أن من المنطقي أن بيانات المواطنين متوافرة لدى الحكومة. واللافت أن خبراء أكدوا أنه "بناءً على تحليل التطبيق وسلوكه، فإنه ليس تروجاناً خبيثاً أو برنامج تجسس، ولا يحتوي أي سلوك مشبوه".

حظر "غوغل بلاي" للتطبيق بحجج غير منطقية وغير صادرة عن مصادر رسمية، هو نموذج واحد من مئات النماذج المماثلة، فقد حظرت الشركة كل التطبيقات المتعلقة بفيروس كورونا من المتجر، من دون مراجعتها من قبل "غوغل".

 شركة "غوغل" ليست الوحيدة التي أغلقت جميع التطبيقات المتعلقة بالفيروس، إذ كشف عدد من مطوّري التطبيقات أن "آبل" ترفض تقريباً كل التطبيقات الجديدة المتعلقة بكورونا، والمراد نشرها في المتجر، ويقتصر الأمر على التطبيقات التي تنشرها المصادر الرسمية، مثل الهيئات الحكومية والدولية، كمنظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة.

 هل تسعى الشركات الكبرى، من مثل "غوغل" و"آبل"، فعلاً للحد من الهلع الحاصل؟ أم إلى حظر تطبيقات تُعنى بالفيروس، من خلال منع انتشار أي تطبيق يتعلق به؟

هل ثمة أمر ما وراء ذلك؟ يتحضَّر عمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون لعقد مؤتمر في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناقشة طرق استجابة شركاتهم لتفشي فيروس كورونا الجديد، بحضور ممثلين من "فايسبوك" و"غوغل" و"أمازون" و"آبل" و"مايكروسوفت" و"تويتر"؟ فهل نحن أمام احتكار أميركي للتعامل السيبيراني مع فيروس كورونا؟

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.