رئاسيات أميركا.. ترامب يفوز في "يوتيوب" و"فايسبوك" أم المعارك
سبق ترامب مُنافسيه بخطوة حيث قام بشراء لوحة إعلانات الصفحة الرئيسة لموقع "يوتيوب" كي يستطيع عرض إعلانات تدعم حملة إعادة انتخابه مُحتَكِراً بذلك المساحة الإعلانية الرئيسة للموقع.
يُدرِك رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب أن لوحات الإعلانات على جوانب الطريق والمساحات الإعلانية على شاشات التلفزَة وفي الجرائد وحتى المُناظرات المُصوَّرة لم تعد كافية للترويج في عصرنا الرقمي، لذا نحا نحو الترويج لنفسه منذ الانتخابات الماضية عبر منصَّات التواصُل. أما في الجولة التي يخوضها لتجديد ولايته الرئاسية مرة أخرى، فقد سبق مُنافسيه بخطوة حيث قام بشراء لوحة إعلانات الصفحة الرئيسة لموقع يوتيوب كي يستطيع عرض إعلانات تدعم حملة إعادة انتخابه مُحتَكِراً بذلك المساحة الإعلانية الرئيسة لموقع يوتيوب حتى أوائل شهر نوفمبر/تشرين الثاني، بما في ذلك يوم الانتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
هذا الاحتكار الذي يُشكِّل احتلالاً للوحة إعلانات يوتيوب، له أن يؤمِّن لترامب ترويجاً هائلاً إذ أن المساحة الإعلانية على منصَّة يوتيوب تمّ وضعها أعلى الصفحة الرئيسة ما يجعلها تلفت انتباه المُشاهِد، وتتوالى عليها الإعلانات بكثافةٍ لمدةٍ تصل إلى24 ساعة.
الواقع أن هذه اللوحة الرقمية لها أن تؤمِّن عَتَبَة جماهيرية عريضة، إذ أن حجم انتشار الإعلانات عليها يمكن أن يصل إلى نحو 60 مليون شخص، في وقتٍ تستقبل فيه المنصَّة 1.8 مليار مُستخدِم أميركي شهرياً. وتُراهِن حملة دونالد ترامب من خلال شراء هذه المساحة الإعلانية على أن المُشاهَدات من شأنها أن تساعِد في تفوّقه خلال الأيام الأكثر أهميّة التي تسبق الانتخابات.
الواقع أن ترامب اعتمد على منصَّات التواصُل الاجتماعي منذ الانتخابات الماضية، مُتفوّقاً في استخدامها على مُنافِسته هيلاري كلنتون، فقد توصّلت أبحاث Social bakers إلى أن صفحات وسائل التواصُل الاجتماعي الخاصة بهيلاري كلينتون تحوي عدداً أقل من المُتابعين وتفاعُلاً أقل من صفحات ترامب. فيما جاءت نتائج الانتخابات لتتماهى مع هذه النتائج، فقد تفوَّق ترامب على منصَّات التواصُل الاجتماعي وفاز في الانتخابات.
ويبدو أن أحد مفاتيح نجاحه تمثّل غالباً في حُسن استخدامه لمواقع التواصُل، وقد أكَّد ذلك إعلانه شخصياً في تصريحٍ له أنه قد فاز في الانتخابات الرئاسية الأميركية بسبب فايسبوك وتويتر.
تويتر إحدى المنصَّات التي أدَّت إلى نجاح ترامب في الانتخابات الماضية، هي نفسها المنصَّة التي أغلقت سبعين حساباً للمُرشَّح الرئاسي الديمقراطي مايكل بلومبيرغ هذا الأسبوع، وقد برَّرت إدارة تويتر أن هذه الحسابات كانت تنشر محتويات داعِمة للترويج له ضمن حملته الانتخابية. ووفقاً للموقع فإن بعض الحسابات أُغلقت نهائياً، فيما قد يُعاد فتح حسابات أخرى بمُجرَّد أن يُثبِت الأشخاص المعنيون أنهم التزموا قوانين المنصَّة.
وفي الوقت الذي يتعاون فيه ترامب مع شركة يوتيوب عَلَناً، تقوم شركة تويتر بإغلاق الحسابات المُنافِسة له من على منصَّتها، لكن المعركة الأكبر ستكون على أرض فايسبوك الذي أعلن عن السماح للمُرشَّحين السياسيين بنشر محتوى يتضمَّن "علامة تجارية" على منصَّاتها للتواصُل الاجتماعي، شرط أن تكون الحملات أو المجموعات السياسية مُرَّخصة كمُعلِن سياسي، عبر عملية التحقّق من الهوية الخاصة بالشركة.
واللافت أن العلامات التجارية تعتمد استراتيجية الدفع للمؤثّرين على مواقع التواصُل الاجتماعي، مقابل نشر رسائل سياسية، لذلك لا تُعتَبر المُمارسة إعلاناً. ومع ذلك، فإنه يطلب من مُنشئي المحتوى الامتثال للوائح للكشف عن الاشتراكات المدفوعة. هذه القَوْنَنَة للدعاية السياسية على فايسبوك ستخلق تنافُساً شرِساً، فهل سيتعاون فايسبوك مع ترامب أم أن الرئيس الأميركي سيخضع لقوانين فايسبوك؟