لماذا اغتيل الشيخ العاروري؟
مسلسل الإرهاب الصهيوني في استهداف القيادات لا يتوقف، منذ غسان كنفاني وأبو جهاد وأبو علي مصطفى والشيخ أحمد ياسين والرنتيسي والشقاقي وقاسم سليماني وعماد مغنية ورضى موسوي والقائمة تطول.
لقد أقدمت "إسرائيل" على اغتيال الشيخ القائد الوحدوي صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في قصف إسرائيلي لشقة في الضاحية الجنوبية في لبنان. وعلى إثر الخبر، توشحت فلسطين بالسواد والحداد والإضراب الشامل احتجاجاً على عملية الاغتيال التي طالت قائداً تاريخياً له بصماته في الضفة والقطاع والسجون، ومحبوب من جانب جميع الفصائل، وأينما حلّ أوجع "إسرائيل".
ولعلّ السابع من أكتوبر ما زال ماثلاً أمام "إسرائيل" وهزيمتها المستمرة، فحتى بعد اغتياله ما زال يلاحق الكيان، وما زالت دماؤه ودماء رفاقه القادة تؤرق الاحتلال خوفاً من رد الفعل على جريمة الاغتيال.
وهذا يقودنا في البداية إلى تناول نبذة مختصرة عن الشيخ صالح محمد سليمان العاروري. ولد العاروري في قرية عارورة قضاء رام الله في 19 آب/أغسطس 1966، وكان قد التحق بالعمل الإسلامي في سن مبكرة، وقاد العمل الطلابي للكتلة الإسلامية في جامعة الخليل منذ عام 1985 حتى اعتقاله في سنة 1992. وهو متزوج وله ابنتان ويعيش في لبنان.
ويذكر أن العاروري اعتقل لأكثر من 18 سنة في السجون الإسرائيلية، اعتقل إدارياً منذ سنة 1990 وحتى سنة 2007، تقريباً 15 سنة بتهمة تشكيل الخلايا الأولى للكتائب القسامية في الضفة، ثم أعيد اعتقاله بعد ثلاثة أشهر من الإفراج عنه، ولمدة ثلاث سنوات حتى سنة 2010، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين وترحيله إلى سوريا.
العاروري قيادي سياسي وتنظيمي وعسكري فلسطيني بارز، وهو نائب لرئيس حركة حماس، وهو من مؤسسي كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في الضفة، ويعد الرأس المدبر لتسليح كتائب القسام، وله بصمات كبيرة جداً مع مجموعة من شباب حماس الذين استطاعوا إقناع قادة الحركة التي كان مسيطراً عليها من قبل الشيوخ الكبار -مؤسسي الإخوان المسلمين-الذين كان لهم موقف من استخدام العمل العسكري خوفاً من إغلاق مؤسساتهم واستهدافهم من قبل الاحتلال، لتبني العمل العسكري في بداية التسعينيات.
وكان أحد أصلب أعضاء الفريق المفاوض وأعندهم لإتمام صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط) في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2011، وظل مصراً على دفع الثمن مقابل شاليط حتى في الأسماء التي طرحت من قبله، إذ كانت تربطه علاقات بهم، وهو من نظمهم في العمل العسكري، وكان سجيناً لفترات طويلة معهم.
بعد الإفراج عنه، تم ترحيله إلى سوريا، وبعد استقراره فيها ثلاثة أعوام خرج منها في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، إلى تركيا وتنقل بين دول عديدة بينها قطر وماليزيا، وبعد ضغط أميركي وإسرائيلي على قطر وتركيا طلبت منه الدولتان مغادرة أراضيهما، فذهب إلى الضاحية الجنوبية في لبنان لعلاقاته النوعية مع محور المقاومة، وبالتحديد مع السيد حسن نصر الله.
يؤكد عدد من قادة الحركة أن الكتلة الإسلامية في الجامعات استطاعت من خلال برامجها تأسيس وتخريج قيادات مؤثرة في المجتمع، أبرزهم القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف ومؤسس جهاز مجد الأمني يحيى السنوار، ورئيس الوزراء هنية، وفي مقدمتهم العاروري.
وبناء على ما سبق، يعد استشهاد العاروري خسارة فادحة للشعب والقضية الفلسطينية والمقاومة، وهو حدث جلل لما له من تأثير ودور على جميع الصعد في الساحة الفلسطينية بشكل عام، وعلى مستوى حركة حماس بشكل خاص.
يعدّ العاروري القاسم المشترك بين فروع حماس الأربعة، الضفة والقطاع والخارج والسجون، بالإضافة إلى الجناح العسكري. وتعدّ كلمته هي النافذة في الكتائب، وقد لعب دور المفوض العام للتفاوض والإقرار في ما يخص الكتائب أثناء حرب الطوفان، والتفاوض على التبادل والهدن وغيرها من العلاقات التفاوضية مع جميع الوسطاء العرب والدوليين.
كما كان يحظى بشعبية عارمة في الحركة، وله مكانة كبيرة عند الأسرى والجناح العسكري الذي يعدّ أحد مؤسسيه ومموّليه حتى تاريخ استشهاده؛ ولعلاقته المميزة مع محور المقاومة ودوره الكبير في عملية الإعداد والتمويل والتجهيز والتدريب وتناقل الخبرات والتطوير المستمر للكتائب من خلال محور المقاومة، وهو صاحب نظرية "وحدة الجبهات".
لطالما عدّته "إسرائيل" أحد أهم مؤسسي الكتائب في الضفة، كما اتهمته بأنه يقف خلف عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل، وجميع عمليات الضفة الغربية، وبعد كل عملية كانت "إسرائيل" تسارع إلى تحميله المسؤولية عنها، فبعد كل خطبة له أو لقاء تلفزيوني، تحصل عملية نوعية مما أوجع الاحتلال.
إن عملية الاغتيال وتاريخ الشيخ ودوره يقودنا إلى التعريج على تاريخ حركة حماس، فكيف كانت حماس وكيف أصبحت، فقد كانت منشغلة بعد 1967 ببناء مؤسساتها ونشر دعوتها وتجنيد الشباب وإصلاح المجتمع، ولم يكن الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي ضمن أولوياتها، فلم يكن الاحتلال هو المعيق لعمل الحركة الجهادي بل كان عملها تحت نظر الاحتلال.
إذ تمت الموافقة والترخيص من قبل الاحتلال لإنشاء المجمع الإسلامي، ولو وجد الاحتلال في أنشطة الحركة أي تهديد له؛ لعمل على قمعها واستهدافها كغيرها من التنظيمات الفلسطينية التي كانت منشغلة بأعمال المقاومة. وهذا يتجلى بشكل واضح عندما سلكت الحركة طريق الجهاد والمقاومة في بداية التسعينيات، تم استهدافها من قبل الاحتلال ابتداءً من الاعتقالات مروراً بالإبعاد وانتهاءً بالاغتيالات التي طالت قادتها، وعلى رأسهم المؤسس الشيخ ياسين.
وبدأت الحركة بالانخراط في أحداث الانتفاضة الأولى عام 1987، مستخدمة في البداية أساليب تجنّبت فيها الصدام المباشر مع الاحتلال، ومنها الدعوة إلى ترديد الشعارات، والاعتصام على سطوح المنازل، والدعوة إلى الصوم.
بيد أنها سرعان ما انتقلت إلى العمل المسلح والذي اتخذ أشكالاً متعددة كقتل جنود وخطفهم، واغتيال العملاء، وزرع العبوات الناسفة، وإلقاء الزجاجات الحارقة.
وبدأت الحركة بتطوير عملها العسكري، ففي عام 1989 قامت بأسر جنود إسرائيليين، وعلى إثرها تم اعتقال العديد من قياداتها، وعلى رأسهم الشيخ ياسين. وابتكرت حرب السكاكين ضد جنود الاحتلال عام 1990، ما مهّد الطريق لتأسيس الجناح العسكري للحركة والمسمّى بكتائب عز الدين القسام في 1991، والذي يعدّ العاروري أحد أهم مؤسسيها في الضفة والقطاع.
لقد واجهت قيادة الإخوان، وبخاصة الشيخ ياسين، تساؤلات لا تنتهي حول موقف الحركة من مسألة فلسطين والحركة الوطنية الفلسطينية من قبل الأجيال الشابة، ضمنهم الشيخ صالح العاروري وغيره ممن تم اغتيالهم وممن هم في السجون الإسرائيلية الذين حملوا راية الجهاد ونقلوا الحركة نقلة نوعية في العمل العسكري.
وكان العاروري حتى استشهاده من أكثر القيادات التي حافظت على الجناح العسكري حتى بات بمنزلة جيش قوي قاد معركة "طوفان الأقصى"، ويسجل أيضاً للعاروري والسنوار وغيرهما من القادة الذين حوّلوا حماس من حركة سياسية اجتماعية دعوية إلى حركة مقاومة، بأنهم حافظوا عليها بعدم تحوّلها إلى حزب سياسي، وأصروا على عدم تكيّفها مع واقع الحكم السياسي الرسمي الفلسطيني، ومضوا في بناء القوة الاستراتيجية فوق الأرض وتحت الأرض في القطاع من خلال حفر شبكة الأنفاق العملاقة، بعيداً من التطويع والتكيّف الذي كان يهدف إلى جر الحركة إليه بعد دخولها النظام السياسي الفلسطيني، وبالتحديد الانتخابات التشريعية عام 2006 وما نتج منها.
لقد كان العاروري من المبادرين إلى العمل العسكري في التسعينيات، وهو من القادة الذين تمسكوا بالعمل العسكري وأبقوا على خيار القوة وتطورها لمواجهة "إسرائيل".
وفي عام 2010، انتخب العاروري عضواً في المكتب السياسي للحركة وبقي في منصبه حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2017، وفي التاسع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2017 أعلنت الحركة عن انتخابه نائباً لرئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وفي 20 حزيران/يونيو 2014، تم هدم منزله في منطقة عارورة شمال غرب رام الله.
وكانت قوات الاحتلال قد هددت منذ بداية الحملة باستهداف منازل قادة حركة حماس في الضفة؛ رداً على اختفاء 3 مستوطنين في الضفة. وفي الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2023، قامت قوات الاحتلال مرة ثانية بهدم منزل العاروري الخالي من السكان في رام الله أثناء معركة "طوفان الأقصى".
ولم يقتصر استهداف العاروري وملاحقته على "إسرائيل" وحدها بل اشتركت فيه الولايات المتحدة الأميركية أيضاً، ففي العاشر من أيلول/سبتمبر 2015، صنّفت العاروري "كإرهابي عالمي" حسب التصنيف الظالم للمقاومة الفلسطينية.
وعرضت عام 2018، مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار أميركي مقابل الإدلاء بمعلومات تقود إليه، فأميركا و"إسرائيل" يعدّانه "رأس الإرهاب"، بينما يعدّه الشعب الفلسطيني والمقاومة وحماس قائد أركان المقاومة في الضفة وغزة ومهندس "طوفان الأقصى".
وحتى قادة السلطة الفلسطينية يعتزون به، فقد صرح جبريل الرجوب "أن رحيله خسارة فتحاوية قبل أن تكون حمساوية...خسارة لكل حركات التحرر الوطني...وأنا حزين لأنه صمام أمان للوحدة الوطنية الفلسطينية".
وجاء تصريح الرجوب ليذكر بالدور الوحدوي الذي لعبه العاروري في جلسات الحوار (المصالحة) وكان العاروري ومعه يحيى السنوار من أكثر القادة في حماس الذين دعموا من أجل التوصل إلى المصالحة الفلسطينية وقدموا تنازلات كبيرة جداً من أجل إتمامها، بيد أن هناك قادة فلسطينيين، وبدعم إسرائيلي وأميركي عطلوا تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
وهنا، لا بد من القول إن سياسة الاغتيالات ليست جديدة على العدو الصهيوني، فقد اغتال المئات من القادة الفلسطينيين منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية في الستينيات وقبلها وحتى قبل انطلاقة حركة حماس، فقتل من الحركة جمال منصور وجمال سليم ويحيى عياش والشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة وإسماعيل أبو شنب وأحمد الجعبري وغيرهم الكثير، فما زادت الحركة بذلك إلا قوة وعنفواناً وبركة، ولم ولن تنته مقاومة الاحتلال بل زادت حتى وصلت بقوة "طوفان الأقصى"، وكانت وما زالت دماء القادة رسالة اطمئنان للمقاومة أنها على الحق، وجميع قادة فصائل المقاومة يتسابقون على الشهادة، وما سلكوا هذا الطريق إلا وهم يعلمون أن طريق النصر معمدة بدمائهم، وأن طريق تحرير الأسرى القادة في السجون الإسرائيلية لن يتحقق إلا في الدماء الطاهرة، وهذا مصير القادة التاريخيين والكبار ودربهم، وكان العاروري يعلم الطريق الشاق فقد أمضى حياته مجاهداً ثم أسيراً ثم مبعداً و مطارداً حتى الشهادة مقبلاً.
وفي هذا الصدد، فإن مسلسل الإرهاب الصهيوني في استهداف القيادات لا يتوقف، منذ غسان كنفاني وأبو جهاد وأبو علي مصطفى والشيخ أحمد ياسين والرنتيسي والشقاقي وقاسم سليماني وعماد مغنية ورضى موسوي والقائمة تطول.
وما زالت "إسرائيل" تهدد بكل مستوياتها السياسية والعسكرية والأمنية بملاحقة القادة الفلسطينيين والعرب وقادة المقاومة واغتيالهم، لذلك يتطلب من جميع القادة أخذ الحيطة والحذر وكل إجراءات الأمن الشديدة والمعقدة؛ لإفشال مخطط الموساد الإسرائيلي للوصول إليهم وبالتحديد القائد يحيى السنوار وغيره حتى لا نعطي النصر الوهمي للاحتلال، ففشل اغتيال المقاومة هو مقاومة بحد ذاته.
ومن المؤكد أن سياسة قتل القيادات الفلسطينية أو غيرها من محور المقاومة لم تؤد إلى تراجع الفصائل، ولعل حادثة اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى ما زالت ماثلة أمام الاحتلال الذي تلقى درساً قاسياً بعد قتل الجبهة للوزير المتطرف رحبعام زئيفي بعد أيام من استشهاد أبو علي، ونحن على يقين أن دماء العاروري ستكون لعنة على الاحتلال وسوف يدرك أن بقاء العاروري أفضل مليون مرة من اغتياله.
ها هي الحرب على غزة تثبت وتؤكد أن سياسة الاغتيال لن تنهي المقاومة، وحتى الليلة الثانية من كانون الثاني/ يناير الأسود لن تنهي المقاومة، وسوف تبقى المقاومة قائمة إلى أن يتحقق النصر وإقامة الدولة الفلسطينية والحرية والاستقلال والعودة للشعب الفلسطيني، غير ذلك هراء وسراب.
وسوف تتفاجأ "إسرائيل" كما تفاجأت في السابع من أكتوبر، فقد كانت دماء القادة وقود الحشد والتعبئة والتضحية والفداء والصمود المنقطع النظير الذي واجه أقوى الجيوش، وهزمه من مسافة صفر، ولعل المئات من المشاهد النوعية والفريدة تؤكد هذا المشهد الأسطوري الذي ما زال مستمراً.
وهذا هو ما دعا الاحتلال الذي لم يتمكن في القطاع من تحقيق نصر إلى الوصول إلى يحيى السنوار، لذلك ذهبوا خارج غزة لقتل العاروري ظناً منهم أنهم يستطيعون تعويض فشلهم في اغتيال قادة حماس على أرض المعركة الحقيقية في القطاع، والذين يقاتلون ويمنعون "الجيش" الإسرائيلي من تسجيل أي انتصار عسكري في غزة، سوى قتل المدنيين وتدمير القطاع، وهذا ما يتحدث به الكثير من القادة الإسرائيليين باختلاف مستوياتهم وتخصصاتهم والعديد من الإعلاميين الإسرائيليين، أن "إسرائيل" عاجزة عن تحقيق هدف واحد من أهداف الحرب، بل ذهبوا إلى المطالبة بوقف الحرب والقبول بجميع شروط حماس لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
ففي بيان صادر عن الفصائل الفلسطينية في الثاني من كانون الثاني/يناير 2024، نعت فيه الفصائل الفلسطينية القائد الوطني الكبير الشيخ العاروري ورفاقه القادة، أكدت أن المقاومة مستمرة ودعت إلى الرد بقوة من كل الساحات والجبهات، وأعلنت الحداد الوطني العام والإضراب الشامل والتحرك الثوري في كل الساحات والجبهات.
وفي السياق نفسه، نعى حزب الله في لبنان وجميع أعضاء محور المقاومة العاروري، وطالبوا بالرد على الجريمة النكراء التي تطاولت على الدم الفلسطيني العربي بلبنان، وهذا ما أكده سماحة السيد نصر الله في الثالث من كانون الثاني/ يناير 2024 في خطابه أن الرد قادم لا محال على جريمة اغتيال القائد الكبير، وتجرؤ الاحتلال وبهذه الطريقة على استهداف العاروري والضاحية الجنوبية.
وهذا يؤكد أن "إسرائيل" تتهرب من هزيمتها في القطاع بفتح جبهات أخرى، وعدم تسليمها بالحلول السياسية للقضية الفلسطينية وقدرة بنيامين نتنياهو على التهرب وإدامة أمد الحرب خوفاً من انتهائها ووصوله إلى السجن الذي ينتظره.
إن استشهاد الشيخ العاروري ورفاقه لن يوقف المقاومة ولن يضعفها بل على العكس تماماً، فهذه الجريمة تزيد المقاومة والشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم قوة وثقة في النصر والتحرير، وتؤكد فشل الحرب على القطاع مما جعل العدو يبحث عن صورة نصر له في الضاحية وهذا لن يتحقق، وستجعل الضاحية الاحتلال يندم على فعلته النكراء.