ليونيل ميسي وُلد اليوم.. أغنية الأرجنتين وشمسها الساطعة

ليونيل ميسي وُلد في مثل هذا اليوم 24 حزيران/يونيو 1987، ومنذ تلك اللحظة، تغير الكثير في عالم كرة القدم، سواء في برشلونة أو منتخب الأرجنتين.

  • ليونيل ميسي وُلد اليوم.. أغنية الأرجنتين وشمسها الساطعة
    لاعبو منتخب الأرجنتين يحملون ميسي بعد التتويج بلقب كوبا أميركا

في أميركا اللاتينية، الحديث عن كرة القدم يشعرك بأنها قصيدة للشاعر الأرجنتيني خورخي بورخيس، أو أن الكلمات في وصفها مشتقة من روايات الأوروغوياني إدواردو غاليانو. هكذا هم هناك، هائمون وشغوفون في حبها، يمجدون الكرة ولاعبيها. هكذا تحدث الأرجنتينيون عن الراحل دييغو مارادونا، وهكذا يتحدثون عن ليونيل ميسي.

في الأرجنتين، كان مارادونا الشمس الساطعة. لم يعشقوا ولن يعشقوا أحداً مثله، كان ابناً لكبار السن، وأخاً للشبان وأباً في عيون الصغار، كان بارقة أمل وبوابة للسعادة.

لم يصل ليونيل ميسي إلى هذه المرحلة، لكنه "شمسٌ ساطعة" أيضاً في نظر الأرجنتينيين، فهو "القديس" الصغير الذي وُلد ليذكّرهم بأيام الراحل دييغو، لقد جاء من روزاريو ليعيدهم إلى أيام المجد الكروي، هو حلمهم وأملهم في تحقيق كأس العالم من جديد، ومهما كانت النتيجة فهو ميسي، الذي خلد اسمه كواحد من أفضل اللاعبين، وفي نظر كُثر هو أفضل من لعب كرة القدم.

أشرقت الشمس.. وُلد ميسي

  • ليونيل ميسي وُلد اليوم.. أغنية الأرجنتين وشمسها الساطعة
    ليونيل ميسي وُلد اليوم.. أغنية الأرجنتين وشمسها الساطعة

في مثل هذا اليوم 24 حزيران/يونيو من العام 1987 وُلد ليونيل ميسي، ليبلغ اليوم عامه الـ35، في مسيرة استثنائية لا شك بأنها من الأفضل في تاريخ كرة القدم وحاضرها ومستقبلها، مسيرة كلّلها ميسي بـ40 لقباً، منها 7 كرات ذهبية و6 أحذية ذهبية كأفضل هداف.

معظم ألقاب ميسي كانت مع برشلونة قبل المغادرة إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، وأبرزها كان تحقيقه 4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا و10 ألقاب في الدوري الإسباني. ميسي حصد لقب الهداف في مختلف البطولات ( 22 مرة)، وجائزة أفضل لاعب في الدوري الإسباني ( 10 مرات).

وبعيداً عن البطولات الأوروبية، ما كان ينقص ميسي هو بطولة مع منتخب الأرجنتين بعد سنوات من الحزن، سنوات قاسية عاشها بألوان "الألبي سيليستي"، واجه خلالها خيبات وخيبات، من خسارة نهائي كأس العالم في 2014، ونهائيين في كوبا أميركا، في حين اقتصرت إنجازاته حينها على نيله لقب كأس العالم للشباب وميدالية ذهبية.

  • ليونيل ميسي يبكي بعد خسارته لنهائي كوبا أميركا
    ليونيل ميسي يبكي بعد خسارته لنهائي كوبا أميركا

كانت الأرجنتين تنتظر البسمة والفرحة من جديد، لأن كرة القدم بمنزلة الديانة في بلاد الشمس، فهي مصدر السعادة، وبعد الخيبات والأحزان وبعد لقب أخير في كوبا أميركا يعود إلى العام 1993، جاء العام 2021، ليحمل معه السعادة من جديد، ميسي ورفاقه أعادوا الأرجنتين إلى القمة وحققوا لقب كوبا أميركا بالتفوق على البرازيل، وحصد ميسي لقباً مع منتخب الأرجنتين الأول.

في العام 2022، حصد ميسي لقب كأس "فيناليسيما" وهو لقب رسمي، بعد الفوز على إيطاليا، لكن ميسي يدرك كما الأرجنتين بأن لقب الكوبا أهم، ولا شك بأن لقب كأس العالم هو حُلم ميسي وكل صغير في بوينس آيرس وروزاريو والمدن الأرجنتينية.

غنى الأرجنتينيون أخيراً بسعادة: "مع ليو ميسي، سنعود جميعاً، تعال تعال، غن معي ستجدني صديقاً، هنا جنباً إلى جنب، مع ليو ميسي… سنعود جميعاً".

 

ماذا لو بقي ميسي في روزاريو مريضاً؟

  • ميسي عندما كان صغيراً
    ميسي عندما كان صغيراً

يقول ميسي: "عندما كنت في الـ8 من عمري، كنت أعاني مرض نقص النمو، وكان والداي يحقنانني بالإبر. وعندما أصبح عمري 12 عاماً، تعلمت أن أفعل ذلك بنفسي".

ويضيف: "كنت أُحقَن كلّ مساء بهرمون النموّ. في البداية، كان ذلك في ساق واحدة، قبل أن تتحوَّل العملية إلى الساق الأخرى. كانت الحقنة صغيرة. لذلك، لم أكن أشعر بأي شيء. بالنسبة إليَّ، كانت العملية برمّتها شيئاً روتينياً، وكنت مضطراً إلى القيام بذلك، وفعلت".

ليونيل ميسي الفتى الموهوب واللاعب الأفضل في العالم لسنوات عدة، كاد يبقى طريحاً بسبب المرض، ولكن الحقيقة تضعنا أمام تأمل حقيقي، ماذا لو لم يعالج ميسي ويذهب إلى برشلونة؟ كيف كان سيكون تاريخ الفريق الكتالوني؟ كيف كانت كرة القدم العالمية من دونه والمنافسة بينه وبين كريستيانو رونالدو؟ من دون ذلك المنديل الورقي ربما كنّا لن نشاهد ميسي.

عقد ميسي الأول كُتب على منديل ورقي، وهذا ما يرويه وكيل اللاعبين هوراسيو جاجيولي.

في 14 كانون الأول/ديسمبر من العام 2000، جمعت مباراة "تنس" الثلاثي: وكيل ميسي "جاجيولي" والسكرتير الفني للنادي الإسباني حينها كارليس ريكساش، ووكيل اللاعبين الشهير جوسيب مينغولا.

إقرأ أيضاً.. الأرجنتين والدنمارك تتقدمان في ترتيب "الفيفا"

بعد انتهاء تلك المباراة، توجهوا إلى أحد مطاعم مدينة برشلونة، من أجل تناول "عشاء عمل" واتخاذ قرار نهائي بشأن ليونيل ميسي، بعد أن كانت رئاسة برشلونة متخوفة من التعاقد مع لاعب يعاني مرضاً في النمو.

بدأ جاجيولي بالحديث عن الإمكانيات الاستثنائية للفتى الأرجنتيني، وأنه في حال تأخر برشلونة في التعاقد معه، قد يعرضه على ناد آخر، والمقصود هنا ريال مدريد أو أتلتيكو مدريد.

وأثناء حديث جاجيولي، وكيل ميسي الأول في مسيرته، سحب السكرتير الفني لبرشلونة، كارليس ريكساش، منديلاً من على الطاولة، وكتب عليه تفاصيل عقد ميسي الأول مع برشلونة، على أن يتم التعاقد معه بشكل رسمي، بعد أيام قليلة من تلك الجلسة.

ربما كان مقدراً لميسي أن ينتقل إلى برشلونة ويعالج هناك، هو الخط المرسوم له، هدية إلهية أن نتابع كل هذا الإبداع الكروي، ربما يفرط الكتّاب في العاطفة عند وصف مارادونا وبيليه وميسي ورونالدو البرازيلي أو البرتغالي، لكن كرة القدم تحوّلهم إلى شعراء أحياناً وعشاق في أحيان أخرى، لأنها تحتفظ بسر وسحر خاص.